بعث الإنسان يوم القيامة
مقدمة
بعث الإنسان أو بعث الموتى يوم القيامة هو إحياء الله عز وجل الموتى وإخراجهم من قبورهم، ويُعرف أيضًا بيوم المعاد حيث تُعاد الأرواح إلى الأبدان، وقد ورد في قول ابن كثير: “البعث هو المعاد وقيام الأرواح والأجساد يوم القيامة”.
وقد أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يُقْسم على وقوع البعث والجزاء وأنه حق لا ريب فيه، وأن بعث الخلق جميعا بعد موتهم أمر لا يُعجز الله تعالى، بل هو عليه يسير، فقال عز وجل: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}(التغابن:7)،
قال ابن كثير: "يقول تعالى مخبرا عن المشركين والكفار والملحدين أنهم يزعمون أنهم لا يُبْعثون: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} أي: لتخبرن بجميع أعمالكم، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، {وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أي: بعثكم ومجازاتكم.
من أين يبعث الإنسان يوم القيامة
إذا مات الإنسان يبلى جسده كله إلا عَجْب الذَنَب (عظمة كحبة العدس فى نهاية العمود الفقرى لجسم الإنسان وهى أصل العصعص الذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده ليُبعث منه من جديد) ، فقد أكد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ( جسد الأنسان يبلى كله فيما عدا "عجب الذنب".
كيف يبعث الانسان يوم القيامة
فإذا أراد الله تعالى بَعْث الناس أنزل مطراً من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه كما تنبت البقلة من بذرتها) رواه مسلم، وهذا ما أشار الله إليه فى قوله عز وجل{ وَاللَّهُ الَّذِىٓ أَرْسَلَ الرِّيٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنٰهُ إِلٰى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذٰلِكَ النُّشُورُ }[ سورة فاطر : 9 ]، يعنى النُشور والبعث سيحدث بنفس الطريقة التى ذكرها الله فى الآية الكريمة،وهذا هو مفهوم بعث الإنسان.
وقد أثبتت مجموعة علماء من الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب كيميائياً بالإذابة في أقوى الأحماض أو فيزيائياً بالحرق أو بالسحق أو بالتعرض للأشعات المختلفة حتى لو تلف الجزء الخارجى جراء ذلك ستبقى الخلايا الداخلية حية ومهيأة للإحياء مرة أخرى مما يؤكد صدق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر معجزة علمية سابقة لكافة العلوم المكتسبة بألف وأربعمائة سنة على الأقل.
خاتمة
بعد ما قرأته عن بعث الإنسان، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم:
لماذا تعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم لقضية علمية غيبية كهذه في زمن لم يكن لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء النبي الخاتم والرسول الخاتم بهذا العلم لو لم يكن موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والارض!