قصة سورة الممتحنة- بأسلوب رائع
مقدمة
قصة سورة الممتحنة تتكلم عن أم كلثوم، ابنة عقبة بن أبي معيط. عقبة بن أبي معيط، الذي لُقّب بأشقى القوم، هو من قدم سلإ جزور الشاة والقاذورات من بطنها، ووضَعَها على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد.
وهو نفس الشخص الذي لف رداءه حول عنق النبي (صلى الله عليه وسلم) خنقه خلال صلاته، مما تسبب في نقص الهواء عنه وفقدانه الوعي. وهو نفس الشخص الذي بصق في وجه النبي عليه الصلاة والسلام.
وبالرغم من ضلال عقبة بن أبي معيط، إلا أن الله سبحانه وتعالى جلب من صلبه شخصاً يوحد الله وهي ابنته أم كلثوم.
قصة الممتحنة
أمّ كلثوم كانت ذكيةً للغاية وكانت تهوى العلم، وكانت من القلَّة اللواتِي يُبدين اهتمامًا بالمعرفة في مكة. و يدخل الإيمان في قلبها ولكن تكتم إيمانها عن أبيها عقبة بن أبي معيط وعن أخيها عمارة والوليد. يحين وقت الهجرة، فيقوم بالهجرة النبي عليه الصلاة والسلام، وأم كلثوم ترغب فى الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها تخاف من قسوة أبيها وإخوتها. تظل أم كلثوم متحملة حتى غزوة بدر، حيث يُقتل والدها عقبة بن أبي معيط ويموت مشركاً.
تكبر أم كلثوم وعندها (16 او 17) سنة، وهي في سن الزواج ويتقدم لخطبتها أشرف شبان مكة وترفض أم كلثوم وتصبر على حلمها بدين محمد وأن تهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
يحصل حدث يغير حياة أم كلثوم وهو صلح الحديبية. من شروط صلح الحديبية أن لو أحد ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مسلما، فيُعيد النبي الشخص إلى مكة.سمعت أم كلثوم شروط الصلح وأدركت أنها لا يمكنها الهجرة مع النبي إلى المدينة؛ ولو هاجرت سيرجعها النبي إلى مكة حسب شروط الصلح.
يشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر أن تهاجر حتى لو أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة. هنا تنتهى قصة سورة الممتحنة. شابة عمرها يقارب 16 سنة تهاجر وحدها إلى المدينة المنورة في الليل والطرقات بين مكة والمدينة وعرة والمسافة طويلة، ومن الممكن أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجعها إلى مكة وسيعلم الجميع أنها مسلمة وتتأذى من إخوتها! إنه ثبات كالجبال الراسيات.
يشاء الله أن تصل إلى المدينة المنورة وتذهب للنبي (صلى الله عليه وسلم) والنبي في حيرة من أمره والصحابة يقولوا: كيف نرجعها إلى مكة يا رسول الله، والنبي عليه الصلاة والسلام صامت ينتظر أمرا من الوحي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) }.
[سورة النجم: 3 إلى 4]
ينزل الفرج من السماء، جبريل الوحي من فوق سبع سموات في أمر أم كلثوم وتنزل آيات سورة الممتحنة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ..}
[سورة الممتحنة: 10]
ينزل أمر الله من فوق سبع سموات بأن أم كلثوم لا ترجع إلى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى. والله يجزي الممتحنة علي صبرها فتتزوج ليس من أهل الشرفاء في مكة فقط، بل من: عبد الرحمن بن عوف، من العشرة المبشرين بالجنة ، وأغنى الأغنياء في المدينة المنورة، وأشرفهم.
خاتمة
تلك كانت قصة سورة الممتحنة. قصة أم كلثوم، ابنة عقبة بن أبي مُعيط، الصابرة والمحتسبة.