قصص الصحابة | شهيدة البحر أم حرام بنت ملحان الجزء الثانى والأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه أجمعين…
فكانت امنيتها رضى الله عنها أن تكون من المجاهدين الذين يركبون البحر لنشر الدعوة لدين الله، فأستجاب الله لها وجاءت تلك الرحلة الموعودة.
وفى زمن خلافة الصحابى الجليل عثمامن بن عفان رضى الله عنه خرج جيش المسلمين إلى مدينة قبرص وركب ىلمسلمون البحر للمرة الأولى غزاةً فاتحين لنشر دين الله، ترافقهم أم حرام نت ملحان الأنصارية وزوجها عبادة بن الصامت رضى الله عنهما.
وصل المسلمون إلى قبرص وشهدت ام حرام بنت ملحان الأنصارية رضى الله عنها الصلح الذى جرى بين المسلمين وأهل قبرص، ومكث المسلمون هناك مدة، تمكنوا فيه من تعليم أهل قبرص تعاليم الدين الأسلامى، وقد سُرت أم حرام رضى الله عنها بوجودها بينهم، وكانت تقول: (لك الحمد يارب أن بلغتنى دعوة نبيك وشرفتنى بتبليغ دينك) وتكمل دعُائها ( اللهم إنى أسألك الشهادة وثواب الشهداء) .
وعندما أتم المسلمون مهمتهم وهموا بالرحيل والتوجه إلى ساحل البحر ليركبوا قواربهم ويعودوا بلادهم كانت الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية تركب دابتها وتسير قرب زوجها عبادة بن ىالصامت وتسير معه إلى الساحل ليركبوا القوارب، فجفلت دابتها فجأة ورفعت قوائمها الأمامية، فوقعت أم حرام رضى الله عنها من الدابة ولكبر سنها أُصيبت أصابة بليغة فى رأسها وسال منها دم غزيز، هرع إليها زوجها عبادة بن الصامت لإنقاذها فكانت رضى الله عنها تردد بصوت ضعيف: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
وأستشهدت رضى الله عنها وغُسلت وكُفنت ودفنت هناك على ساحل البحر فى قبرص، وكان ذلك العام السابع والعشرين من الهجرة ولقبترضى الله عنها بشهيدة البحر.
أندثر قب أم حرام بنت ملحان الأنصارية لفترة من الزمن ثم أُعيد أكتشافه فى القرن الثانى عشر للهجرة وفى نفس القرن بنى الأتراك خلال وجودهم هناك مسجداً على الساحل فى الموقع الذى دفنت فيه الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية رضى الله عنها ويُعرف اليوم بإسم مسجد لارنكا الكبير ويُعرف أيضاً بمسجد أم حرام وتكيه هالة السلطان باللغة التركية وتعنهى باللغة العربية الخالة الجليلة او العمة الجليلة، وهذا المسجد موجود فى وقتنا الحالى ليصبح ذو قيمة تاريخية ومعمارية ودينية فى نفس الوقت، ويُستقبل فيه المصلين لأداء الصلوات، كما أنه تُقام فيه المناسبات الدينية للمسلمين وذلك لكبر مساحته حيث تبلغ مساحته ما يُقارب الثلاثة والستين ألف متر مربع.
أما قبر الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية حين يمر به أهل مدينة قبرص المسلمون منهم وغير المسلمون يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
رحم الله الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية رضى الله عنها .
اللهم بارك و وفق وأستجب وحقق كل الأمنيات وأرزق الفردوس الأعلى من الجنة ولكل من قرأ وأستمع وشارك وساهم
فى نشر هذه المشاهد العظيمة من حياة الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية رضى الله عنها واجعلها صدقة جارية
فى ميزان حسناته يارب العالمين.
اللهم أرحم روحاً صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء
اللهم إرحمها وأغفر لها وأنظر إليها بعين لطفك وكرم يا أرحم الراحمين.
اللهم أرفع درجته فى المهديين وأخلفه فى عقبة الغابرين وأغفر لنا وله يا الله وأفسح له فى قبره ونور له فيه.
اللهم أرحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك.
اللهم أنزل نوراً من نورك عليه.
اللهم أغفر له وأرحمه وأعف عنه وأكرم منزله.
اللهم آمين يارب العالمين
تمت بحمد الله وفضله