قصة قوم لوط عليه السلام
ما هي قصة قوم لوط بعث الله -تعالى- نبيّهُ لوط -عليه السّلام- بعد أن نزح مع إبراهيم -عليه السّلام- إلى مدينة سدوم من أرض غور زُغر، فدعا قومه إلى التّوحيد، ونبْذ الشّرك، ونهاهم عن المُحرّمات والمُنكرات، وخاصةً فعلهم للّواط، ولكنهَّم رفضوا دعوته، وأصرُّوا على فُجورهم وكُفرهم، فبعث الله -تعالى- عليهم عذاباً من عنده، وممّا جاء في ذكر قصتهم في القرآن الكريم قولهِ -تعالى-: (وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ* وَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالوا أَخرِجوهُم مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُناسٌ يَتَطَهَّرونَ).[١][٢] وقال الله -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ)،[٣][٤] فكانوا أوّل قوم فعلوا اللّواط، وأتَوا بهذا الفعل الفاحش، وقد عاقبهم الله -تعالى- بسبب كفرهم وشركهم به -سبحانه-، والاستهزاء بشرعه وأوامره،[٥] ويُمكن الحديث عن لوط -عليه السّلام- ودعوته وقومه بشكلٍ مُفصّل من خلال النِقاط الآتية:[٦] التّعريف بقوم لوط -عليه السّلام-: هُم قومٌ كانوا يسكنون سدوم؛ وهي قريةٌ تقع شرق النّهر في غور الأردن عند البحر الميت، وقد عبدوا العديد من الآلهة، واشتُهروا بفعلهم للّواط، و أنعم الله -تعالى- عليهم الكثير من النّعم؛ ولكنّهم استعملوها في معصيته، فوصفهم الله -تعالى- بقوله: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ).[٧]
بل كان قوم لوط يُجاهرون بالمعاصي واللّواط، ويَفتخرون بفعلهم، وكانوا يَرصدون الطُّرق؛ للعُثور على الرِّجال الوافدين، وبقوا على ذلك حتّى بعث الله -تعالى- إليهم لوط -عليه السّلام-، ودعاهم إلى التّوحيد، وتركهم للفاحشة والعُدوان، ولكنّهم لم يؤمنوا واستمرّوا على معاصيهم.
التعريف بنبي الله لوط عليه السلام
كان لوط -عليه السّلام- ممَّن آمن بدعوة عَمّهِ إبراهيم -عليه السّلام-، وهاجر معهُ إلى الشام، ثُمّ رجع إلى سدوم، وتزوّج منهم، فأرسله الله -تعالى- إليهم، وإلى ما حولها من القُرى، فآمن معهُ ابنتاه، وكفرت به زوجته، وكانت تنقُل لقومها أخباره وما يأتي عليه من ضيوف، فهلكت مع قومها بالعذاب، فانحصر الإيمان في بيت لوط -عليه السّلام-، وأنجاه الله -تعالى- ومن آمن معه
التعريف بدعوي لوط عليه السلام
أرسل الله -تعالى- لوط -عليه السّلام- بعد بُلوغهِ سنّ الأربعين إلى قرية سدوم، ليدعوهم إلى التّوحيد، والإخلاص في العبادة، وبيّن لهم أنه ناصحٌ أمينٌ لهم، لِقولهِ -تعالى-: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ).[٨] فقابلوه بالكذب، وهدّدوه بالطّرد والإخراج من القرية، وطلبوا من النّاس الابتعاد عنه وهجره، ولكنّه استمر في دعوتهم ونُصحهم، وبيانه لهم بعظيم جُرمهم وفعلتهم، ونصحهم بالخوف من عذاب الله -تعالى- الذي سينزل عليهم دنيا وآخرة إن استمرُّوا على أفعالهم وكفرهم، فردُّوا عليه باستهزاء أن ياتيهم بهذا العذاب إن كان صادقاً فيما يقول، فدعا الله -تعالى- بقوله: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).[٩]