قصة حب في الإسلام

قصة حب في الإسلام

0 المراجعات



قصة حب في الإسلام:
نتناول اليوم قصة السيدة زينب ابنة رسول الله ، صلى   

الله عليه وسلم ، مع ابن خالتها ، وهو أبو العاص بن 

الربيع ، حيث أتى ذات ليلة ، وطلب منه يد زينب للزواج ، 

فأبى النبي ، إلا أن يسألها أولًا ، ويأخذ رأيها ، وبالفعل ، 

دخل النبي محمد ، وأخبر ابنته أن أبا العاص ، قد قدم طالبًا 

 

الحياء من شيم الصالحات 

 

يدها ، فما كان منها إلا أن احمرت وجنتاها ، وابتسمت على استحياء .

 

وبالفعل تم الزواج بينهما ، وعاشا سويًا حياة مليئة بالحب 

، والمودة ، وأنجبا من الأولاد ، علي ، وأمامة ، وبينما كان 

 

أبو العاص مسافرًا ، في إحدى المرات ، فرجع ، وكان النبي 

قد نزل عليه الوحي ، وعلم أن زوجته قد أسلمت ، فلما 

دخل إلى بيته ، قالت له زينب : ” ثمة مفاجأة كبرى ” ، 

فتركها ، ولم يهتم ، فتتبعته قائلةً : ” لقد أصبح أبي رسولًا 

، وبعث بدين الإسلام ، وقد أسلمت ” ، فرد عليها قائلًا : ” 

أما كان يحق لي أن تخبريني ، قبل ذلك ؟ ” .
 

 

بداية المشكلة وتمسك زينب ابنة رسول اللّه بالحق واعانة زوجها عليه

 

ومن هنا بدأت المشكلة تتفاقم بين الزوجين ، فهي 

مشكلة خطيرة ، تتمثل في العقيدة المتبعة ، ردت زينب 

قائلةً : ” إن أبي صادق وأمين ، ولا يمكن أن أكذب أبي ، 

 

لأنه ليس بكاذب ، حتى أن أكثر أهلي ، قد صدقوا برسالته ، 

وآمنوا به ” ، فرد عليها قائلًا : ” وأما عني ، فلا يمكن أن 

أسمح بأن يقال عني أنني أكفر بدين آبائي ، وأجدادي ، 

وأخذلهم ، من أجل أن أرضي زوجتي ، ولا أقول أن أباك متهم ، فهلا قدرت ذلك ، وعذرت ؟ ” .

 

فردت عليه قائلةً : ” ومن أحق بأن يعذرك أكثر مني ؟ فأنا 

زوجتك ، وسأظل أعينك على الحق ، حتى تتمكن من 

 

الإيمان به ” ، ظلت زينب توفي بعهدها لزوجها ، حتى 

مضى عشرون عامًا كاملًا ، ومكثت في مكة 

 

صراع شديد والقلب يتمزق ، فهي إما أن تفقد أباها ،أو تيتم أطفالها 

 

، حتى جاءت غزوة بدر ، وهنا قرر زوجها أن ينضم إلى صفوف 

المحاربين من قريش .
 

فغضبت زينب أشد الغضب ، ولم تقتنع بفكرة أن يحارب 

زوجها أباها ، فذلك أكثر ما كانت تخشاه ، فأخذت تبكي 

بحرقة ، وتناجي ربها ، وتدعوه كثيرًا ، فهي إما أن تفقد 

أباها ، أو تيتم أطفالها ، وهي لا ترغب في أن تفقد أيًا 

منها ، وتتمنى أن تتوحد صفوفهما ، وأخذت تدعو ربها كثيرًا .

خرج زوجها لملاقاة أبيها ، وانتهت الحرب بأسر زوجها ، 

فلما ذهبت الأخبار إلى مكة بانتهاء الغزوة ، سألت عن 

أبيها ، فقيل أنه قد انتصر ، فأتبعت بالسؤال عن زوجها ، 

فقيل أنه قد وقع في أسر المسلمين 

 

عُقد السيدة خديجة رضي الله عنها ،وبكاء النبي صلى اللّه عليه وسلم لذكرها 

 

، فودت أن تفتديه 

، ولم تجد معها إلا عقدًا كان لأمها ، وكانت ترتديه دائمًا ، 

فخلعته ، وأرسلته مع أخيه ، إلى رسول الله ، فلما ذهب 

وجد أن النبي كان يجلس ، ويتلقى الفدية ، حتى يطلق 

سراح الأسرى .

 

فلما ناوله أخو أبي العاص العقد ، وجد أنه عقد السيدة 

خديجة ، فسأل متعجبًا : هذا العقد لفداء من ؟ ” ، فرد 

قائلا : ” إنه فداء لابن العاص ” ، فما كان من النبي إلا أنه 

بكى ، وقام ، وخطب في الناس قائلًا : ” أيها الناس ، إن 

 

هذا الرجل ، لم نر في نسبه إلا خيرًا ، فهل تسمحون بأن 

يفك أسره ؟ وأن تردوا إلى زوجته عقدها ؟ ” فرد 

المسلمون ، وقالوا : ” بلى ، يا رسول الله ” .
 

صمت النبي للحظات ، ثم قال لأبي العاص : ” أخبر زينب 

بألا تفرط في عقد أمها ” ، ثم طلب النبي من أبي العاص ، 

أن ينفرد به قليلًا ، فلما انفرد به ، قال له : ” يا أبا العاص ، 

أردت أن أقول لك شيئًا ، حيث أن الله قد أمرني بالتفرقة 

بين المسلمين ، والكافرين ، فاسمح ، ورد إلي ابنتي ” ، فرد 

أبو العاص بالموافقة على طلب رسول الله صلى الله 

عليه وسلم .

 

فراق الحبيبين 

 

أقبل أبو العاص ، وخرجت زينب تستقبله مهللةً على 

مشارف مكة ، فقال لها على الفور : ” إنني راحلٌ ” ، فردت 

عليه قائلةً : ” إلى أين سترحل ؟ ” ، قال لها : ” بل أنت التي 

سترحلين إلى والدك ” ، فاستفسرت منه عن السبب ، 

فأجابها قائلًا : ” حتى يتم التفريق بينك وبيني ، فارجعي ” ، 

فطلبت منه أن يرافقها ، ويسلم لله ، فأبى .
 

فلملمت أشياءها ، وأخذت أبناءها ، ورحلت ، متجهة إلى 

المدينة ،

 

 

الإخلاص إلي المحب 

 ومن يومها والخطاب يطرقون أبواب أبيها ، 

لمدة ستة أعوام متتالية ، إلا أنها كانت ترفض أي شخص 

يتقدم إلى خطبتها ، على أمل رجوع زوجها ، وإدخوله في 

الإسلام ، وعقب مرور ستة أعوام كاملة ، خرج أبو العاص 

بقافلة ، متجهًا من مكة ، إلى بلاد الشام ، وأخذ يسأل عن 

البيت الذي تسكن فيه زوجته ، ووصل إلى البيت ، وهم 

بطرق بابها ، أوذلك قبيل آذان الفجر مباشرة ، فسألته : ” 

هل جئت مسلمًا ؟ ” ، فكان رده أنه أتى هاربًا .

فسأله إذا ما كان يقبل الدخول في الإسلام ، ولكنه أيضًا 

أبى ، فقالت له : ” إذًا فمرحبًا بابن خالتي ، أبي أمامة ، وعلي ، لا تخف ”

 

إجارة زينب لأبو العاص ،وعتاب محب

 

 ، وعقب صلاة الفجر ، سمع المصلون صوتًا ، 

يقول : ” لقد أجرت ابن الربيع ” ، وقالت زينب : ” يا حبيب 

الله ، إنه إن بعد ، فهو ابن خالتي ، وإن قرب ، فهو أبو 

الأبناء ، وإني قد أجرته ، فخطب النبي في الناس ، فإن 

أرادوا رد ماله إليه ، وتركه ليرحل ، فليفعلوا ، وإما فالأمر 

إليهم ، ولا حرج عليهم .
 

فاتفق الناس على رد ماله ، ولما وصلوا إلى البيت ، أخبر 

الرسول الكريم زينب ، بأن تكرم ضيافته ، ولكن لا تسمح 

له بالاقتراب منها ، فهو محرم عليها ، فسمعت كلام 

أبيها ، فلما دخلا البيت ، حدثت أبا العاص ، قائلةً له : ” هل 

هان فراقنا عليك ؟ ألا تسلم ، كي نكون معًا ؟ ” ، فرفض ، 

ومن ثم أخذ أمواله ، وعاد إلى مكة ثانيةً .
 

 

اسلام ابو العاص بن الربيع وعودته لزينب ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم 

 

فلما وصل مكة ، أعطى الناس أموالهم ، فشكروه ، لأنه 

وفى بوعده ، وعلى الفور ، نطق الشهادة ، ثم رجع إلى 

المدينة في الفجر ، وذهب إلى الرسول الكريم ، ونطق 

الشهادتين ، وطلب منه السماح إليه ، بأن يرد زوجته ، 

فذهبا إلى بيتها ، وقبل الدخول ، سألها النبي عن رأيها 

في الرجوع إلى ابن خالتها ، فاحمرت وجنتيها ، وابتسمت 

على استحياء أيضًا .
 

 

نهاية حزينة 

 

وعقب مرور عام ، توفيت السيدة زينب ، فحزن زوجها عليها حزنًا شديدًا ، وكان شديد البكاء على إثر فقدانها ، ولم يمر عام ، إلا وقد وافته المنية هو الآخر ، رضي الله عنهم 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

3

متابعهم

2

مقالات مشابة