قصص الانبياء تابع قصة سيدنا نوح
١/زوجة سيدنا نوح وابناؤه.
اتّفق مُؤرِّخو الأمّة على أنّ ذُرّية نوح -عليه السلام- كانوا الذرّية الوحيدة الباقية بعد هلاك الأُمَم في الطوفان، قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)؛[٧] فالبشر جميعاً يرجع نسبهم إلى أولاد نوح -عليه السلام- الثلاثة، وهم: حام، وسام، ويافث، فأمّا حام فقد جاء من نَسله أهل الحبشة، وأمّا سام فقد جاء من نَسله العرب، وجاء من نَسل يافث الروم.[٨][٩] ويُشار إلى أنّ زوجة نوح -عليه السلام- هي واعلة التي ضرب الله بها مثلاً للزوجة التي تخون زوجها، وذلك برفضها الإيمان بالحقّ الذي جاء به من عند ربّه.[١٠]
٢/مدّة حياة نوح عليه السلام ومكان سكن قومه.
عاش قوم نوح في منطقة جنوب العراق قريباً من الكوفة،[١١] وقد اختلف أهل التفسير في مدّة حياة سيّدنا نوح -عليه السلام-؛ لعدم ثبوت نصّ صريح في ذلك؛ فقد رُوِيت عن الصحابة والتابعين عدّة أقوال عن مدّة حياته -عليه السلام-؛ فنقل ابن كثير عن قتادة أنّ نوحاً لَبِث في قومه قبل أن يُبعَث ثلاثمئة سنة، ثمّ لَبث ثلاثمئة سنة أخرى يدعوهم فيها إلى التوحيد والإيمان، ثمّ لبث ثلاثمئة وخمسين سنة بعد الطوفانفتكون مدّة حياته كاملة ألف سنة إلّا خمسين. وذكر ابن أبي حاتم قولاً عن كعب الأحبار يذكر فيه أنّ نوحاً لَبِث يدعو قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ لَبِث سبعين عاماً بعد الطوفان، وجاء عن ابن عبّاس أيضاً أنّه عاش ألفاً وأربعمئة سنة، وهذا قول وهب بن منبه، وجاء عن عكرمة أنّ مدّة حياته كاملة كانت ألفاً وسبعمئة سنة، كما جاء عن عون بن أبي شداد أنّ نوحاً لَبِث في قومه ثلاثمئة وخمسين سنة قبل أن يُبعَث، ثمّ بعثه الله فلَبِث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ توفّاه الله بعد الطوفان بثلاثمئة سنة، فيكون عمره كاملاً ألفاً وستّمئة وخمسين سنة. ورُوِي عن ابن عبّاس أنّ نوحاً بعثه الله وعُمره أربعون سنة، ثمّ كانت مدّة مُكثه بين قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ توفّاه الله بعد ستّين عاماً من الطوفان، فيكون عُمره ألفاً وخمسين سنة.[١٢]
٣/مكان قبر نوح عليه السلام.
لم تثبت قبور الأنبياء عليهم -صلوات الله- بالتعيين إلّا بالبقعة، أو المنطقة، وليس بالتعيين المخصوص بالقبر كقبر النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما ثبت بخصوص بقيّة قبور الأنبياء إنّما يتعلّق بالبقعة والمنطقة التي دُفِنوا فيها دون ذِكر لمكان القبر على التعيين،[١٣] واختلف العلماء في مكان قبر نوح -عليه السلام- على رأيَين، هما: أنّ قبره موجود ما بين الرُّكن، وزمزم في المسجد الحرام، والمَقام، وهو قول ابن سابط.[١٤] أنّ قبر نوح -عليه السلام- موجود في قرية اسمها (الكَرْك) عند سفح جبل في لبنان يُعرَف ب(جبل الدير)، وهو قول سبط ابن الجوزيّ.[١٥]