نعمة وجود الأبناء وشكر هذه النعمة
الأبناء نعمة عظيمة من الله عزّ وجل للوالدين .. يهبها الله تعالى لمن يشاء ويجعل من يشاء عقيم .. قال تعالى:﴿لِلَّهِ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ يَخلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَن يَشاءُ إِناثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشاءُ الذُّكورَأَو يُزَوِّجُهُم ذُكرانًا وَإِناثًا وَيَجعَلُ مَن يَشاءُ عَقيمًا إِنَّهُ عَليمٌ قَديرٌ﴾ [الشورى: ٤٩-٥٠]
وهذه الهبة أى الرزق بالأبناء أو عدمه ليس دليلاً على محبة الله للعبد إن رَزقه إياها وليس دليلاً على عدم محبته عز وجل له إن لم يهبه ذريه ولكن كل هذا إبتلاء من الله عز وجل لنا فى الدنيا أى إختبار والإختبار يكون بالخير والشر.. قال تعالى:﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]
فالأهم من الحصول على النعمة شكرها والحفاظ عليها .. وشكر نعمة الأبناء تكون بالحرص على تربيتهم تربية حسنة أى بتعليمهم الاخلاق والسلوكيات الحسنة والتخلق بأخلاق الدين الإسلامي فهذا الهدف من خلق الإنسان .. قال تعالى ﴿وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٣٠]
هنا ذكر الله تعالى الهدف من خلق الإنسان وهو أن يكون خليفة فى الأرض أى يعبد الله حق العبادة ويعمر الأرض وليس الهدف كثرة الخلق فقط ولو كان الهدف الكثرة ما كان الله عزّ وجل أغرق قوم نوح وابقى فقط الموحدين بالله تعالى بالرغم من قله عددهم.
فيجب أن يكون الهدف من الزواج هو إنشاء جيل يعبد الله على حق وليس الهدف تعليمهم فى أفخم المدارس والجامعات دون الإهتمام بالدين و غرس العقيدة السليمة بداخلهم منذ الصغر وتعوديهم على الصلاة وحفظ القرآن وفهمه منذ الصغر .. لا شك أن الإهتمام بالتعليم مهم جداً ولكن نشأتهم على التربية الدينية الإسلامية أهم بكثير لان هذا ما سنحاسب عليه يوم القيامة .. سواء الآباء أو الأبناء .. فإن قصر الوالدين في تربية أبنائهم فهم مسؤولون عن ذلك .. لقوله صلى الله عليه وسلم" كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". متفق عليه.
فالواجب على الوالدين أن يحسنوا تربية ابنائهم .. قال تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾ [التحريم: ٦]
فإن أحسن الوالدين تربيه أبنائهم وكان العمل الصالح للأبناء نتيجة تربية الوالدين لهم فلهم الأجر فى كل عمل صالح يقوم الأبناء به سواء كان الأبناء ذكوراً أو إناثًا .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى فإن له من الأجر مثل أجور من تبعه". رواه مسلم.
ومن أكثر ما نلاحظة فى هذا الزمان كثرة الحوادث من قتل وسرقة وغيره وكل هذا بسبب قله التمسك بالدين والتخلق بأخلاق القرآن وهنا يأتى دور الوالدين فى التربية الدينية السليمة للأبناء حتى يصبح المجتمع والجيل القادم أفضل بإذن الله تعالى.