قصة ابن جربوع

قصة ابن جربوع

1 المراجعات

قصة ابن جربوع

 

ابن جربوع من سكان نجد، بالحجاز  ويعيش حياته اليومية فيما يكسبه من رزق النقل على حماره، 

ومضت به السنون طويلة وهو على حاله هذه لم يزداد  فيها  غنى، ولم ينزل به  فقر  ؛

وحاله كحال الشخص الطموح الذي يرغب في تحسين مستوى دخله وزيادته، ولكنها محاولات ضاعت سدى،

فالحمار له طاقة والنقل له سعة، والرزق فيها محسوب، ولكنه شخص مؤمن بما رزقه الله صابرٌ محتسبٌ.

وتوالت تلك الليالي كثيراً حينما تأتيه في المنام رؤيا، يأتيه فيها صوت يقول له: رزقك في القدس، تكررت تلك 

الرؤى كثيراً ، 

وبدا قلقاً من كثرة  التفكير بها ومدى صدقها من اضغاثها ، 

وكانت له زوجة صالحة طيبة تسمع منه تواسيه وتصبره على مرارة الدنيا وضيق الحال 

فلما تكررت تلك الرؤى على نحو عجيب  استشار زوجته بتلك الرؤى فهي رفيقة دربة وشريكة حياته ورزقه،  

طال بهما الحديث كثيراً وتداولا الفكرة بعمق أكثر ، 

وقالت له : أنت سعيت كثيراً دون كلل أو ملل لزيادة رزقك والتوسع بما نحن عليه، 

ولعلها اشارة لك للسفر وكسب الرزق هناك، فالله سبحانه وتعالى يقدر الأرزاق وأوقاتها وأماكنها لكل إنسان. 

فأذهب إلى القدس وانظر ما كتب لك الله من رزق.

فقام ابن جربوع ببيع حماره واشترى لأهله ما يكفيهم في غيابه وجهّز متاعه وذهب للقدس،

ومضى في طرقاتها وأزقتها، وهو يتأمل ويسأل نفسه: 

إلى أين أنا ذاهب  ؟

وماذا أفعل  ؟ 

وإذ هو في تلك الغياهب الفكرية وعواصف الفكر تلوك أفكاره، مرَّت بقربه عربة مليئة بعناقيد العنب يجرها حمار 

عليها مزارع فلسطيني

جلبها لكي يبيعها في السوق، وإذا بعنقودي عنب يسقطان من العربة ويسارع بالتقاطهما، وهو ينادي على 

صاحب العربة ليقف، ويقول له: 

لقد سقط منك هذان العنقودان وحملتهما لك ، 

فقال له المزارع الفلسطيني إنهما رزقك .

 وهنا... توقفت عجلة الوقت لبرهة وصاحبنا ينطق بما جال بخاطره وبصوت عال محبط : 

(تركت قريتي من أجل الرزق في القدس وإذا بالرزق يكون عنقودين من العنب). 

فرد عليه المزارع : ما هي قصتك؟ 

فقال هي رؤيا تكررت كثيراً تقول لي ان رزقي في القدس،

 وها انا ذا وطأت القدس. وأنت تقول لي رزقي عنقودان من العنب،

 فقال له المزارع: 

ما احمقك؟ 

وهل تصدق كل رؤيا تأتيك؟

يقول المزارع وهو يخاطب ابن جربوع ساخرا من رؤياه : 

جاءتني رؤيا مراراً وتكرارًا تقول لي : 

( الكنز تحت مربط حمار ابن جربوع في نجد)  مالك يارجل هل ذهب عقلك ليس كل مانراه من رؤى يكون على 

حقيقتة عد لبيتك وبلدك واقنع بما رزقت من ربك فغيرك اضيق منك رزقا ولا تنظرن لكل من له سعة فى عيشه 

والا ستشقى ولا تقنع 

 فلمعت تلك الكلمات كبرق سطع في ظلام ورعد أزعج في سكون فكر ابن جربوع وصمت... وشكر المزارع، 

ومضى في حال سبيله 

وعلى الفور تجهز لرحلة العودة لأهله .. 

وفوجئت زوجته بعودته السريعة... وسرد لها ما دار بينه وبين المزارع.

فنصحته بالصبر وان رزقنا مكتوب عند الله الرزاق وان كان لك كنزا او مالا او رزقا فلن يكون لغيرك 

 عاد ابن جربوع لعمله القديم من جديد واشترى حماره الذى باعه من قبل لجاره القريب 

وفوض امره الى الله الحميد المجيد وفى منامه رئى المزارع الفلسطينى الذى سخر من رؤياه يقول له نفس 

الجمله التى ظل يكررها كثيرا وهى ( الكنز تحت مربط حمار ابن جربوع ) 

لما استيقظ فى الصباح لم يكترث كثيرا برؤياه فلعلها اضغاث احلام وذهب لعمله المعتاد

 يحمل امتعه للناس من السوق لبيوتهم ويعود لبيته فى نهاية اليوم وشكر الله على ماجمعه من مال قليل 

وفى المساء جلس مع اصحاب له امام بيت جارة سعيد وظلا يتسامران ويضحكان وفى اثناء كلامهم

 وسمرهم جاء احد الجيران المعروفين قد غاب عن مجلسهم سنين واخبرهم بقصة عجيبه حدثت فى سفره

 البعيد حيث سافر الى بغداد للتجارة وهناك اشترى بيتا واجر دكان يبيع فيه القماش والديبباج والحرير ومكث

 زمنا بارك الله فى ماله وتجارته وذاع صيته فى العراق حتى جاء يوما حدث فيه حريق فى السوق فأحرق

 الدكان والبيت والقماش وكل شئ واستطاع الرجل ان ينجو واهله وابناؤه بشكل عجيب فقال الحمد لله الذى

 لايحمد على مكروه سواه وانا لله وانا اليه راجعون وقفل الرجل راجعا الى نجد من جديد وفى طريق عودته

 صاحبه مزارع من فلسطين فتعارفا وقال له لعل الخير فى الحريق الذى جعلك تقرر العودة لبيتك القديم فانظر

 الى كنزك بالشكر لعل الله يرضيك فاحفر تحت جذع شجرة التين  فلما عدت للبيت كنت لا املك من حطام

 الدنيا شئ ولكنى فوضت امر لله العلى الكبير فامسكت الفأس اريد ان اقطع شجرة التين فسمعت صوت معدن

 فلما دنوت منه اذ بصندوق عظيم ففتحتة بحذر فوجدت فيه كنزا كبير عوضنى الله به ماخسرت وكنت لن اجده

 ابدا لولا ان سبب الله الحريق فى بلدا بعيد وهذا الرجل الفلسطينى المزارع الغريب كيف فطن وعرف مكان

 الكنز هذا امرا غريب !!!

هنا قام ابن جربوع منتبها وعاد من توة الى البيت وذهب لمربط حماره وبدأ بالحفر إلى أن وجد صندوق كنز 

مليء بالذهب الكثير فعرف ان لله عبادا يدلون على الخير شرط ان تفوض امرك لله وتعلم ان الله يرزق من يشاء 

وهو على كل شئ قدير 

وللعلم هذة قصة واقعيه وليس من نسج الخيال وبها بعد التصرف اليسير 

رزقكم الله من رزقه الواسع ونفعكم به في الدنيا والآخرة امين .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

23

متابعين

191

متابعهم

4255

مقالات مشابة