سيدنا هود عليه السلام وقوم عاد
سيدنا هود عليه السلام يدعو عاد إلى الإيمان
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا هود عليه السلام إلى قومه، وكان سيدنا هود عليه السلام عربياً من قبيلة إسمها (عاد)، وكانت قبيلة عاد تسكن مكاناً يسمى( الأحقاف)وكان وقوم عاد أعظم أهل زمانهم فى قوة الأجساد والطول والشدة وكانوا عمالقة وأقوياء، وكانوا مترفين وأغنياء وأمدهم الله بالجنات والعيون والأنعام والبنين، وبناؤهم شامخ وعالى، وقصورعم ضخمة فكانت مدينتهم لا تضاهى أياً من المدن الأخرى فى وقتها ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة فكانوا يعبدون الأصنام، وكان سيدنا هود عليه السلام يسعى جاهداً لهدايتهم وتذكير هم أن ما هم فيه من قوة جسدية ونعم وقصور هو من الله سبحانه وتعالى، فكان يقول لهم ياقوم هود أعبدوا الله ما لكم من آله غيره، ولكن لم يسمع قوم هود إلى نبيهم وإزدادوا إصرارً على الكفر والعناد، حيث أنهم نظروا حولهم فوجدوا أنفسهم أقوى من على الأرض، وأكثرهم غنى وأضخمهم بناءً فأصابهم الغرور والكبرياء والعناد.
عناد وكفر قوم عاد لدعوة سيدنا هود عليه السلام
فبدأ سيدنا هود عليه السلام يحدث قومه عن الإيمان بالله وعبادته وحده ونبذ عبادة الأصنام، وحدثهم عن الموت وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار ولكنهم كذبوه وعنادوه، وتسألوا أليس هذا النبى بشر مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل فكيف يدعى أنه على حق ونحن على باطل.
قال لهم هود عليه السلام: إن الله يُهلك الذين كفروا مهما يكونوا أقوياء وأغنياء فقال له الكافرون: ستنجينا آلهتنا.
فقال لهم: إن هذه الآلهة التى يعبدونها لتقربهم من الله هى نفسها التى تبعدهم عن الله، وبين لهم أن الله وحده الذى يُنجى الناس وأن أى قوة أخرى فى الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.
إستمر الصراع بين سيدنا هود عليه السلام وقومه، وكلما مرت الأيام زاد قوم هود إستكباراً وعناداً وطغياناً وتكذبياً لنبينهم وبدأوا يتهمونه بأنه مجنون ورفضوا ترك آلهتهم و الإيمان بما جاء به.
أدرك سيدنا هود عليه السلام أن العذاب واقع بمن كفر من قومه، فإن الله يعذب الذين كفروا مهما كانوا أقوياء أو أشد أو أغنياء أو عمالقة.
الله عز وجل يُنزل عذابه على قوم سيدنا هود عليه السلام
إنتظر سيدنا هود عليه السلام وعد الله، بدأت الأرض فى الجفاف ولم تعد السماء تمطر، وكانت الشمس تُلهبُ رمال الصحراء، وتبدو مثل النار التى تستقر على رؤوس الناس، فذهب قومه إليه وسألوه ما هذا الجفاف يا هود؟
فقال لهم: إن الله غاضب عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم.
سخر منه قومه وزادوا فى العناد والسخرية، فزاد الجفاف ومات الزرع، وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء، فرح قوم هود وخرجوا من مساكنهم فرحين مستبشرين ولكن كانت هذه السحابة هى العذاب العظيم الذى بعثه الله سبحانه وتعالى إليهم، فلم تحمل لهم أمطاراً وإنما حملت لهم الريح العاصف والأتربة والرمال وتغير فجاة من الحر والجفاف الشديد إلى البرد الشديد القارس.
بدأت الرياح تهب وأتتهم الرياح الصرصر العاتية، وأرتعش كل شئ الأشجار و النباتات والرجال والنساء إرتعش الجلد و اللحم والعظام، وإستمرت الرياح ليلة بعد ليلة وفى كل ساعة كانت برودتها وقوتها تزداد وكانت ترفعهم إلى السماء عالياً ثم تهوى بهم إلى الأرض فترطمهم على رؤوسهم وتفصلها عن أجسادهم وتدخل من أفواههم إلى أجوافهم فتنزع أحشاءهم بقوتها وبردها وسخر الله عليهم هذه الريح سبع ليال وثمانية أيام لم تهدأ وكان لها صرير من شدتها وقوتها، وكانت على الكافرين عذاباً متواصلاً و اهلكتهم جميعاً، ولم ينجوا منهم إلا سيدنا هود عليه السلام ومن آمن معه من قومه، حتى أنهم لجوأ إلى حظيرة بعيدة فأنجاهم الله سبحانه وتعالى وكانت هذه الريح على سيدنا هود عليه السلام ومن معه من المؤمنين برداً وسلاماً وأمناً وأماناً عليهم.
تمت بحمد الله وفضله