اصحاب الكهف النائمون
دين الإسلام هو دين الهدى و النور و الرشاد و على الخلق أن يستضيئوا بنور الإسلام ليضيء لهم دروبهم وسط فتن الحياة. ونور الإسلام هو القرآن الكريم الذي نتبع منهجه لكي نحصل على سعادة الدنيا و الفوز بسعادة الآخرة. و القرآن العظيم مليء بالقصص الذي يعلمنا أصول الدين بطريقة شيقة و سلسة و تتابع أحداث مثير و حكايات تشغل عقولنا بأفكار نافعة تحمل في طياتها العبرة و الموعظة الحسنة. لذا فإن نقل و رواية قصص القرآن هي مسؤولية على الجميع من معلمين أو أولياء أمور أي شخص قائم على العملية التعليمية الدينية سواء كانت في المساجد أو أي مؤسسة أخرى.
و بدورنا نود مساعدتكم بتقديم المادة العلمية بطريقة مبسطة لكي يستوعبها الأطفال بسهولة.
و قصتنا هي قصة أصحاب الكهف المذكورة في سورة الكهف و سنتناول القصة من جميع زواياها و نتعرف سوياً على فتية أصحاب الكهف و معجزتهم و الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف.
نبذة عن سورة الكهف
جاء ترتيب سورة الكهف في الجزء الخامس عشر أي في منتصف القرآن. هي سورة مكية، عدا الآية 38 منها فهي مدنية. عدد آياتها 110 آيات. تبدأ السورة بالحمد و الثناء على الله سبحانه و تعالى و سميت بهذا الاسم لما فيها من المعجزة الربانية في تلك القصة العجيبة المثيرة ألا و هي قصة أصحاب الكهف.
و تجمع سورة الكهف بين أربعة قصص و يربط هذه القصص الأربعة محور واحد و هو الفتن. فتجمع قصص السورة بين فتن الحياة الأربعة، فتنة الدين والتي تتمثل في قصة أهل الكهف و فتنة المال و تتمثل في قصة صاحب الجنتين و فتنة العلم و التي تتمثل في قصة موسى و الخضر و فتنة السلطة و التي تتمثل في قصة ذي القرنين.
و من فضل قراءة سورة الكهف، أن من قرأ سورة الكهف في ليلة الجمعة أضاء الله له من النور بين الجمعتين. و كذلك من حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف عصمه الله من فتنة المسيح الدجال.
معنى لفظ الكهف
كلمة كهف مفردة و جمعها كهوف. و الكهف هو المغارة أي بيت منقور في الجبل أو الصخر الغار إلا أنه يختلف لأنه واسع.
آيات قصة أصحاب الكهف
تقع قصة أهل الكهف في سورة الكهف في الآيات من 9-26.
قال الله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)
سرد قصة أصحاب الكهف
كان هناك مجموعة من الشباب يعيشون في إحدى المدن و كان حاكم هذه المدينة رجلاً ظالماً كافراً اسمه دقيانوس.
فقد كان يأمر هذا الملك الظالم الناس الذين يعيشون في مدينته بعبادة الأصنام و أن يتقربوا لهذه الأصنام بالذبائح و القرابين.
و كان إذا رأى أحداً يعبد الله عز و جل و لا يطيعه في عبادة الأصنام يعذبه عذاباً شديداً لدرجة أنه إذا رأى رجلاً مؤمناً كان يضعه في السجن ويطلق عليه أسداً جائعاً ليأكله!
و في يومٍ من الأيام، خرج أهل هذه المدينة ليحتفلوا بعيد من أعيادهم و خرج معهم هؤلاء الفتية و نظروا إلى قومهم و هم يذبحون و يسجدون للأصنام فألقى الله نور الإيمان في قلب هؤلاء الشباب و كانوا من سادة القوم و لكن لم يعجبهم ما كان يفعلوه أهل مدينتهم فاعتزلوا احتفالاتهم بعيدهم.
ذهب شاب منهم ليجلس بعيداً تحت ظل شجرة ثم لحق به الشاب الثاني ثم الثالث إلى أن اجتمع السبعة سوياً.
و كان كل واحدٍ منهم يكتم إيمانه خوفاً من أصحابه حتى لا يخبر أحدهم الملك الظالم فيجعله طعاماً للأسد. و فجأة قام واحد من الفتية و قال: تعلمون و الله ما أخرجكم من قومكم إلى هذا المكان إلا لشيءٍ ما في صدوركم فدعونا نتصارح فيما بيننا.
و قام شاب آخر و قال: و الله إني لأشعر أن قومنا على باطل مبين، فكيف نعبد أصناماً لا تنفع و لا تضر مع أن الذي يستحق عبادتنا هو الله الخالق وحده لا شريك له.
فقال كل واحد منهم: و أنا أوافقك على هذا الرأي فتصارحوا جميعاً و أعلنوا إيمانهم فيما بينهم و أصبحوا إخواناً في حب الله عز و جل.
و اتخذوا لأنفسهم مكاناً بعيداً عن المدينة ليعبدوا الله فيه حتى لا يراهم قومهم.
و لكن بعد فترة علم أهل المدينة بإيمان هؤلاء الفتية و أخبروا الملك الظالم. فأرسل إليهم الملك أحداً من جنوده فخشي الفتية وقتها أن الملك سيفعل بهم كما فعل بمن سبقهم للإيمان فخاف الفتية كثيراً و لكن ثبت الله فؤادهم بالإيمان و ربط على قلوبهم و أنطقهم بقول الحق أمام الحاكم الظالم و دعوه إلى عبادة الله عز و جل.
لذلك قال فيهم الله سبحانه و تعالى: " و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات و الأرض لن ندعوا من دونه إلاهاً لقد قلنا إذاً شططا" و يقصد هنا أي عبادة دون غير عبادة الله فهي باطلة.
قال تعالى: " هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهةً " أي أن قومنا اتخذوا عبادة الأصنام تقليداً للأقوام السابقة دون حجة أو برهان. قال تعالى: "لولا يأتون عليهم بسلطان بين" أي لولا يأتون على عبادتهم لهذه الأصنام بحجة أو برهان. قال تعالى: "فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا" أي لا أحد أظلم لنفسه أكثر من أن أحداً يدعي أنه إلاه مع الله.
فغضب الملك كثيراً من ردهم، و أمر بنزع لباس الزينة عنهم و هددهم إن لم يعودوا إلى دين قومهم و أعطاهم بعض الوقت ليراجعوا أنفسهم و يعدلوا عن فكرهم و كان هذا رحمةً من الله عز و جل بهم لأنهم استغلوا هذه الفرصة في التدبير للهرب و الفرار بدينهم من هذه الفتنة.
و قرر هؤلاء الفتية اعتزال قومهم حيث أنه الحل الأمثل لهم في هذا الوقت ليضمنوا سلامتهم لأن لم يأمنوا مكر قومهم الكافرين.
فخرجوا من المدينة متجهين إلى الجبل ليأووا إلى كهف داخل الجبل و طلبوا من الله عز و جل أن ينشر عليهم من رحمته في هذا الكهف. و استجاب الله لهم و أنزل عليهم من رحمته حيث يسر لهم أمرهم و سخر لهم الآيات فقد أمر الله الشمس أن لا تمس أجسادهم حتى لا تؤذيهم. فكانت الشمس في الصباح تميل عن أجسادهم و في الغروب تميل عنها فلا يتأثروا بها و كانوا في فجوة وسط الكهف.
و من آيات الله عليهم في الكهف
أن أعينهم كانت مفتوحة فكان الناظر إليهم يحسبهم مستيقظين مع أنهم نيام.
و حتى لا تأكل الأرض أجسادهم، كان الله يقلب أجسادهم تارةً نحو اليمين و تارةً أخرى نحو اليسار.
و كان كلبهم معهم حيث جلس على عتبة باب الكهف و ذراعيه و نام مثل ما فعل الفتية.
و حتى لا يعتدي عليهم أحد و هم رقود قذف الله في قلب كل من ينظر إليهم الرعب بحيث لو اطلع عليهم أحد ولى منهم فراراً و قذف في قلوبهم الرعب. و ناموا نومتهم الطويلة حيث بقوا على هذه الحالة ثلاثمائة و تسع سنوات تقريباً.
و بعد كل هذه السنوات الطويلة، بعثهم الله من نومهم. فقاموا من نومهم و هم يشعرون بتعب شديد في أجسادهم و يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي مكثوا فيها داخل الكهف قال تعالى: " قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض" أي سأل أحدهم كم مكثنا في هذا الكهف؟
فقالوا: ما مكثنا غير بضعة أيام. قال المفسرون: إنهم دخلوا في الكهف صباحاً و بعثهم الله في آخر النهار فلما استيقظوا ظنوا أن الشمس قد غربت فقالوا لبثنا يوماً، ثم رأوها لم تغرب فقالوا أو بعض يوم و ام يشعروا أنهم ناموا ثلاثمائة و بضع سنين.. قال تعالى: " ربكم أعلم بما لبثتم " أي قال أحد الفتية أن الله أعلم بكم لبثنا من الوقت فخذوا بما هو أنفع لكم و نحن الآن جياع.. قال تعالى: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة " أي أرسلوا أحداً منكم إلى المدينة بهذه النقود الفضية التي كانت معهم من قبل.
قال تعالى: فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منه" أي فليختر لنا خير الطعام و أطيبه ليشتريه لنا.
قال تعالى: " و ليتلطف و لا يشعرن بكم أحداً" أي يتلطف في دخول المدينة و شراء الطعام حتى لا يشعر بهم أحد ظناً منهم أنهم ما زالوا في نفس حكم الملك الظالم.
قال تعالى: " إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم" أي أنهم سيقوموا بإلقاء الحجارة عليكم أو يدفعونكم لترك دينكم و الدخول في دينهم.
قال تعالى: "و لن تفلحوا إذا أبدًا " أي إن ترجعوا إلى ملتهم فلن تفلحوا أبداً في حياتكم و لا يكن لكم نصيب من الخير أبداً. و مضى الفتية و هم خائفين من الملك الظالم و يدور في أذهانهم فكرة قتل الملك لهم أو ردهم عن دينهم فكانوا يوصون بعضهم البعض بأخذ الحيطة و الحذر في الدخول للمدينة.
و ذهب أحدهم ليحضر لهم الطعام الطيب و معه النقود الفضية التي نقش عليها صورة الملك دقيانوس. فلما وصل الشاب إلى المدينة، وجد شكل المدينة لم يعتاد عليه فكل شيء تغير. شوارع المدينة أصبحت مختلفة و البيوت أيضاً قد تبدلت و الناس غير الناس. و لم يعرف السبب في ذلك!
و بعد جهد كبير، ذهب الشاب إلى دكان الطعام ليشتري الطعام الطيب و لكن وجد البائع ينظر إليه متعجباً من شكله بشدة. و لما أحضر الطعام، قام الشاب بإعطائه النقود و حينها تعجب البائع كثيرًا و سأله من أين أتيت بهذه النقود؟
قال الشاب: إنه المال الذي نتعامل به و هذه صورة دقيانوس.
فتعجب البائع قائلاً: هل أنت مجنون؟
إن دقيانوس عليه لعنة الله مات من أكثر من ثلاثمائة سنة.
فتعجب الشاب من هذا الكلام و أحس أنه لم يستطع استيعاب الأمر.
فتجمع الناس حول هذا الشاب و أخذوه إلى الملك الجديد في ذاك الوقت، فسأله عن شأنه فأخبره الشاب بما حدث و أخذ الشاب الملك و الناس إلى الكهف و لكن قال لهم سأدخل أنا أولاً لكي أعلم أصدقائي بالأمر. قيل أن المسلم كان مسلماً فعناقهم و افتخر بهم و بموقفهم كثيراً و تركهم ليعودوا إلى مرقدهم مرةً أخرى ليتوفاهم الله سبحانه و تعالى بعدها.
و قد قرر الحاكم وقتها أن يبنوا عليهم مسجداً.
و بذلك طويت صفحة من صفحات الإيمان و الإخلاص و التمسك بدين الله في الدنيا و بقيت قصة أصحاب الكهف منارة في جميع الديانات السماوية لكل عاقل يهتدي بها إلى نور الحق و عبادة الله وحده لا شريك له.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف:
أنك ستجد في كل زمان من يعادي الدين فعليك الثبات و التمسك بدين الحق.
أن الواجب على كل مسلم أن يبذل كل ما يستطيع من أجل الدفاع عن دينه و وطنه.
أن المسلم يجب أن يقدم مصلحة دينه على مصلحته الشخصية.
أن الله هو الذي يحمي دينه و يدافع عن الذين آمنوا مهما كانت قوة الشر مثلما حدث مع الكعبة عندما حماها الله ضد جيش أبرهة في قصة أصحاب الفيل.
أن للشباب دور كبير في نشر الدعوة لدين الله عز و جل.
أن المسلم يمكنه أن يفر بدينه و يهاجر إذا خاف على دينه في وطنه.
التفكير الدائم في قدرة الله تعالى.
التشبث بالإيمان بالله تعالى في السراء و الضراء.
الحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين.
اللجوء إلى الاستعانة بالله في كل أمر.
اليقين و حسن الظن بالله عز و جل.
العمل على عدم الجدال بالأمور التي لم يكن لها أي جدوى.