أهمية الدعوة إلى الله بين الناس

أهمية الدعوة إلى الله بين الناس

0 المراجعات

تعاني الدعوة الإسلامية الآن ضعفاً شديداً في مقابل دعوة شياطين الانس والجن ، فالدعوة الشيطانية تمتلك وسائل الإغواء والتكنولوجيا الحديثة التي تدخل كل منزل وكل حُجرة وكل عقل ، فتجد الشباب يسيرون في كل مكان ومعهم شياطين الدعوة للفجور والفحشاء بالتلفونات المحمولة، ثم يتناقل هؤلاء بعضهم مع بعض بالتواصل المباشر كل هذه الدعوة الشيطانية، وهذا ما عبر عنه القرءان الكريم بقول الشيطان: ((قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين .)) [الأعراف:17،16].

 

 

أما دعاة الإسلام في هذا العصر فيجلسون في استوديوهات الفضائيات أو في سياراتهم الخاصة، ويقوم المصورون والمخرجون بالأخراج في أحسن مظهر للبث والنشر على الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي ؛ بل ويقوم أتباعهم بعد ذلك بالدعاية لهؤلاء الدعاة والإشادة بهم غي وسائل النشر المختلفة، ويتعصبون غي الدعاية لهم دون روية، يا لها من مأساة وسوء الخاتمة!

 

 

فمن حديث أبي هريرة الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عنه رضي الله تعالى ،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أول خلق تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: عالم، ومجاهد، وغني، قال عليه السلام: يؤتي بالعالم يوم القيامة فيقال له: ماذا عملت فيما علمت ؟ فيقول : يا ربي ، نشرته في سبيلك ، فيقال له : كذبت ، إنما علمت ليقول الناس: فلان عالم وقد قيل ، خذوه إلى النار.)) ، والعياذ بالله

 

 

أما دعاة المساجد لا يظهرون للناس إلا يوم الجمعة في أحسن مظهر ولمدة دقائق على المنبر ، يلقون كلمات الوعظ والإرشاد من على المنبر ، وفي الغالب لا تكون هذه الكلمات تمس واقع مشكلات حياة الإنسان ، إلا قليلاً ، ثم ينصرف الناس بعد ذلك ، وقد تقاضى الدعاة مرتباتهم على كلماتهم! ثم يعيشون واقع الحياة مثل باقي الناس !

 

 

والواقع هو دون ما تغيير إيجابي ؛ بل تسيطر عليه وسائل الشياطين في كل وقت ، وفي كل مكان ، داخل الحجرات وخارجها ، وداخل العقول والحواس الملتهبة والمتشوقة لما يعرض عليها من الشياطين ، فهل هذه هي الدعوة التي كان يزاولها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟!

 

فلتتأمل معي وصف الله تعالى للدعوة الحق في قوله تعالى: ((وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس.)) [الأنعام 122].

 

 

أولا:  إن هذه الآية العامة لكل مسلم ان يقوم بالدعوة إلى الله طبقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (( بلغوا عني ولو آية )) ؛ [صحيح البخاري]. فكل مسلم هو داعية لدين الله. ظن بعض الناس ان الدعوة  خاصة بالموظفين الدعاة فالدعوة رساله ليست وظيفة فعندما تركنا الرسالة عم الظلام بين الناس.

 

ثانياً:  إن الداعية له نور (( وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس.)) [الأنعام 122]. فالدعاة قلوبهم تنضح بالإيمان وأرواحهم يشرق فيها النور فتضيئ لتهدي الضال وتطمئن الخائف وتكشف معالم الطريق للبشر وتخرج الناس من عبودية العبيد إلى عبودية الله وحده.

 

ثالثاً:  تأمل اخي في الله كلمة (( يمشي به في الناس)) فهذا تعبير عن حركة الداعية وسعيه حركة دائمة فالفعل (يمشي) فعل مضارع يفيد بإستمرارية الحركة والفعل للدعوة.

 

رابعاً:  والتعبير الآخر ( في الناس) لم يقل الله بين الناس بل قال ( في الناس) اي انه يدخل في عقولهم في مشاعرهم في همومهم في بيوتهم في حياتهم وهذه هي القدوة الحية التي تمشي في حياة الناس حتى لو كانت صامتة لا تنطق بحرف.

 

خامساً:  بهذه المواصفات الربانية تكون ثمرة هذه الدعوة في الناس ويجد الإنسان في قلبه هذا النور في خواطرهي في مشاعرهي ويجد الراحة في حاله وباله كما أنه يجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حال وفي كل حين، فالإسلام انتشر في الأرض في فترة وجيزة عن طريق الشخصية الإسلامية المتينة فعلاً وقدوة وعملاً كما تجسد هذا في حياة الصحابة أولاً فكان الناس ينظرون إليهم ويدخلون الدين، وإذا أردنا أن يكون الدين منتشراً في نفوس الناس فلنكن قدوة نمشي في الناس لنصافح قلوبهم مباشره ثم نعرج بها إلى السماء.

 

اللهم اجعلنا هداةً مهدين ودعاةً صادقين والحمد لله رب العالمين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة