أبو هلال العسكري : من أدباء القرن الرابع الهجري

أبو هلال العسكري : من أدباء القرن الرابع الهجري

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 أبو هلال العسكري : من أدباء القرن الرابع الهجري

هو الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري المتوفي سنة 395هـ ، والعسكري ، نسبة إلى مدينة " عسكر مكرم" من كور الأهواز بين البصرة وفارس . وكان من أبنائها علماء أعلام خدموا الثقافة  العربية وأضافوا إليها ما لديه من معارف. ومن هؤلاء العلماء أبو أحمد العسكري المحدث " 293 – 382هـ " خال أبي هلال وأستاذه. عاصر قدامة وعاش بعده ما يقرب من نصف قرن، وحاول في واحد من أهم مؤلفاته، ونعني به كتاب " الصناعتين – الكتابة والشعر" أن يحقق هدفين.

أحدهما أن يتم في توسع ما بدأه قدامة من بحث صناعة الشعر ونقده، سالكاً في ذلك – كما يقول- مذهب صناع الكلام من الشعراء والكتاب لا مذهب المتكلمين والمتفلسفة كما فعل قدامة.

أما ثاني الهدفين فهو ألا يقف بالبحث الأدبي عند حد الشعر  وإنما يتعداه إلى بحث صناعة الكتابة أو النثر بصفة عامة، فليس الأدب شعراً فحسب، وإنما هو شعر ونثر معاً.

وقد غلب الأدب والشعر على أبي هلال إنتاجاً وتأليفاً، وكتبه المنشورة بين الناس تدل على تمكنه من علوم العربية أو علوم الأدب الثمانية، ونعني بها: اللغة، والنحو، والصرف، والعروض، والقوافي ، وصنعة الشعر، وأخبار العرب، وأنسابهم.وهذه العلوم عند الأقدمين لم تكن تعنى " الأدب" وإنما تعني أنها لازمة لثقافة الأديب، ولحاجة الأديب إليها في تكوينه عدوها من الأدب. ولا ريب في أنه بمقدار جهل الأديب بأي من هذه العلوم يكون نقصه في الأدوات التي تؤهله بتمكن لممارسة الأدب في أية صورة من صوره.

ومؤلفات أبي هلال العسكري لا تدل على تبحره في علوم العربية فحسب، وإنما تدل أيضاً على غزارة إنتاجه وتنوعه ، فقد خلف لنا عشرين كتابا عالج فيها ، كما يفهم من أسمائها . موضوعات شتى في اللغة والأدب والبلاغة والنقد والتفسير . وكلها تنم عن نوع ثقافته وثقافة العصر الذي يعيش فيه.

ولكن لعل من العجيب المؤلم حقا إن مثله لم يكن بليغاً في حياته الخاصة بمقدار ما كان بليغاً في حياته العلمية. فهو على ما كان له من قدم راسخة في العلم، وولاء له، واشتغال دائم به، قد قضى حياته مغموراً خامل الذكر مضيقا عليه في الرزق، يلتمسه من احتراف البزازة وبيع الثياب في الأسواق!

مفارقة عجيبة إذن بين ما كان عليه من غنى علمي وفقر مادي، وقد دفعه تناقض الأحوال هذا إلى السخط، السخط على نفسه ، وعلى الدنيا التي تختل فيها موازين العدل بين الناس. ومن ثم لا يجد أمامه ما يفزع إليه غير الشعر يبث إليه ذات نفسه، ويفضى إليه بهمومه، ويعبر فيه عن سخطه، فيقول:

إذا كان مالي مال من يلقط العجم     ***  وحالي فيكم حال من حاك أو حجم

فأين انتفاعي بالأصالة والحجى     ***  وما ربحت كفى من العلم والحكم؟

ومن ذا الذي في الناس يبصر حالتي  ***  ولا يلعن القرطاس والحبر والقلم ؟

وفي نهاية المطاف :

عرفنا عن أبو الهلال العسكري، بأنه لقب بـ"العسكري" نسبةً إلى مدينة عسكر مكرم في خوزستان (إيران اليوم).

كان من أبرز نقّاد القرن الرابع الهجري، وامتاز بجمعه بين اللغة والأدب والنقد والفقه، لذلك يُعَد من العلماء الموسوعيين.

كتابه "الصناعتين: الكتابة والشعر" من أمهات الكتب في البلاغة والنقد، إذ رسم فيه معالم التفريق بين الشعر والنثر، وأوضح محاسن كل منهما وعيوبه.

كتاب "جمهرة الأمثال" يُعدّ من أوسع ما جُمع من أمثال العرب، مع الشرح والسياق التاريخي والقصصي.

وله أيضًا "ديوان المعاني" و"شرح ديوان المعاني" حيث اهتم بشرح الألفاظ الغامضة وبيان المعاني الدقيقة للشعر.

من ميزاته أنه كان ناقدًا تطبيقيًا؛ أي أنه لا يكتفي بالتنظير، بل يورد الشواهد من الشعر والقرآن والحديث والأمثال.

🔹 مكانته بين العلماء:

أثّر في من جاء بعده من البلاغيين والنقّاد مثل الثعالبي والجرجاني.

يُنظر إليه كحلقة وصل بين تراث البيان العربي والنقد الأدبي الأكثر نضجًا في القرن الخامس الهجري.

 أبو هلال العسكري : من أدباء القرن الرابع الهجري
تم إنشاء الصورة
comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

332

followings

608

followings

6667

similar articles
-