القرآن الكريم النور الذي لا ينطفئ.

القرآن الكريم النور الذي لا ينطفئ.

0 المراجعات

*القرآن الكريم… النور الذي لا ينطفئ*

القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على قلب سيدنا محمد ﷺ بواسطة جبريل عليه السلام، بلسان عربي مبين، ليكون هداية للبشرية ونورًا يبدد ظلمات الجهل والضلال. على مر القرون، ظل القرآن الكريم المعجزة الخالدة التي تحدّت البلغاء وأبهرت العقول، ليس فقط بجمال لغته وبلاغة ألفاظه، بل بما يحمله من تشريعات سامية وقيم إنسانية عظيمة.

*إعجاز لغوي وتشريعي*

ما يميز القرآن الكريم أنه جمع بين الكمال اللغوي والروعة البيانية، وبين الشمول التشريعي الذي يضع نظامًا متكاملًا للحياة. فهو كتاب دين ودنيا، يرشد الإنسان إلى الخير، وينهى عن الشر، ويضع أسس العدل والمساواة بين البشر. كما أن آياته تخاطب العقل والقلب معًا، فتجد فيها برهانًا للعقل وطمأنينة للروح.

*أثره في النفوس*

من يقرأ القرآن الكريم بتدبر يشعر وكأن الآيات تخاطبه شخصيًا، تداوي جراحه وتمنحه الأمل. يقول الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وهذه الطمأنينة هي أعظم ما يناله المؤمن من تلاوة كلام ربه. ولا عجب أن كثيرًا من الناس أسلموا بمجرد سماعهم لآيات قليلة من القرآن لما وجدوه من قوة التأثير وصدق المعنى.

*القرآن مصدر حضارة*

لم يكن القرآن الكريم كتاب عبادات فقط، بل كان منبعًا لحضارة عظيمة قامت على العلم والعمل. فقد شجّع على طلب العلم، وحثّ على إعمال العقل، وبيّن فضل العلماء، حتى أصبحت الأمة الإسلامية رائدة في الطب والهندسة والفلك والآداب لقرون طويلة.

*حفظه من التحريف*

من أعظم معجزات القرآن أنه محفوظ بحفظ الله، لم يتغير فيه حرف واحد منذ نزوله، مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. وعلى الرغم من محاولات أعداء الإسلام عبر التاريخ، بقي القرآن كما هو، يتلوه الصغير والكبير في مشارق الأرض ومغاربها.

●رحلة مع تدبر القرآن الكريم… كيف تعيش مع آياته؟

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب نتلوه بألسنتنا، بل هو رسالة حياة يجب أن تتغلغل في أعماق قلوبنا وعقولنا. فالتدبر هو المفتاح الحقيقي لفهم معانيه والعمل بها، وهو ما يجعل القارئ يشعر وكأن كل آية كُتبت خصيصًا له، لتجيب عن أسئلته وتضيء طريقه في ظلمات الحياة.

*معنى التدبر وأهميته*

التدبر يعني التأمل العميق في معاني الآيات، وفهم مقاصدها، ومحاولة ربطها بحياتنا اليومية. يقول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}، وهي دعوة مباشرة لكل مسلم أن يقرأ بعقله وقلبه، لا أن يمر على الكلمات مرور الكرام. بالتدبر، تتحول التلاوة إلى رحلة روحانية عميقة تزيد الإيمان وتقوي الصلة بالله.

●كيف نعيش مع القرآن؟

1. القراءة اليومية: اجعل لنفسك وردًا ثابتًا من القرآن ولو صفحة واحدة يوميًا، فالاستمرارية أهم من الكمية.

 

2. التفسير المبسط: اقرأ تفسيرًا مبسطًا لآياتك اليومية، حتى تفهم المعنى وتستشعر الرسالة.

 

3. العمل بالآيات: حاول تطبيق ما تقرأه عمليًا، سواء كان أمرًا بالخير أو نهيًا عن الشر.

 

4. الدعاء بالآيات: اجعل آيات القرآن دعاءك، فهي أصدق الكلمات وأقربها إلى القبول.

 

*أثر التدبر في حياتك*

التدبر يغير نظرتك لكل شيء من حولك. ترى في الصعوبات رسائل من الله، وفي النعم تذكيرًا بالشكر، وفي الأزمات فرصة للصبر. كما يمنحك التوازن النفسي والطمأنينة، لأنك تدرك أن حياتك تسير وفق حكمة إلهية لا يحيط بها إلا الله.

*التدبر سبيل للنجاح*

القرآن الكريم يوجهك للقرارات الصحيحة في حياتك، سواء في عملك أو دراستك أو علاقاتك. كل آية تحمل مبدأ أو قيمة يمكن أن تكون مفتاحًا لنجاحك. عندما تتأمل قصص الأنبياء، تجد فيها دروسًا في الصبر، والقيادة، والإصرار على تحقيق الأهداف رغم الصعوبات.

*توضيح مدي أهمية التدبر*

التدبر هو الجسر الذي يعبر بك من مجرد التلاوة إلى حياة حقيقية مع القرآن. اجعل قلبك حاضرًا وعقلك متأملًا، وستكتشف أن كل آية تحمل لك رسالة خاصة. فالقرآن لا ينضب معناه، وكل قراءة تكشف لك كنزًا جديدًا من الهداية والنور.

*خاتمة*

القرآن الكريم ليس كتابًا يقرأ في المناسبات أو يوضع على الرفوف، بل هو منهج حياة كامل. من تمسّك به عاش في نور، ومن أعرض عنه عاش في ضيق. فليكن لنا جميعًا نصيب يومي من تلاوته وتدبره، لنحيا في رحاب النور الإلهي الذي لا ينطفئ.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

0

مقالات مشابة