من هم أكثر الناس رفعة ومكانة ؟

من هم أكثر الناس رفعة ومكانة ؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

من هم الذين يعتبرهم الناس من أكثر الناس رفعة ومكانة؟

 

من الطبيعي أن الناس في كل الديانات يحترمون الرجال المتدينين مهما كانت ديانتهم ، سواء كانوا من المسيحيين أو اليهود أو الهندوس وحتى المسلمين أيضا ،

 

٠ فالمسيحيون يقدسونهم لهذه الدرجة أنهم يتوجهون إلى صوامعهم كل أسبوع ليحصلوا على صكوك الغفران من الرهبان حسب معتقداتهم.

 

٠ واليهود أيضا يحترمون علمائهم وحاخاماتهم كقادة روحيين ومعلمين للشريعة اليهودية من التوراة (المحرّفة) والتلمود ، وينظرون إليهم نظرة الإحترام كمرشدين لمجتمعهم.

 

٠ والهندوس يذهبون إلى الكهنة في معابدهم ليمسحوا أيديهم برؤوسهم ، وهم يعتبرونه التبرك بهم .

فالخلاصة أن طبيعة الناس أنهم يحترمون رجال الدين حسب معتقداتهم والعادات السائرة في دياناتهم.

 

من هم أكثر الناس رفعة ومكانة بشهادة الله سبحانه وتعالى ؟

 

لكن إذا سألنا القرآن ، من هم أكثر الناس رفعة ومكانة ؟ فيقول مجييا عن السؤال بأسلوبه الممتاز :

لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ. (النساء)

معنى الكلام أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض الذي يستطيع أن يصل إلى المكانة التي يتمتع بها المجاهدون في سبيل الله إلا أن يلتحق بصفوفهم بنية صادقة وإخلاص .

 

وما هو الأسباب التي تجعلهم من أرفع الناس عند الله؟

 

لأنهم يتركون أهلهم وأحبابهم إبتغاء لمرضاة الله، ويضربون راحة الدنيا بعرض الحائط ، ويحملون أرواحهم على أكفهم، ويتقدمون للقاء أعداء الله ، لتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى، ففضلهم الله سبحانه وتعالى على جميع البشر درجات ، ووعدهم بالمغفرة والجنة ،

فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا .

دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . (النساء)

 

 

إذا مات احد فالناس يعزونه ويرثونه، وموته يهمهم ويحزنهم ، ثم يقولون : مات فلان وكان صالحا وورعا وما إلى ذلك ، ولكن إذا استشهد المجاهد في سبيل الله ، فالله سبحانه وتعالى منع من أن يقال عنه "ميت"، وقال أنه حي، ولكن الناس لا يشعرون ،

وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ. (البقرة)

وهذه الآية تدل دلالة واضحة على عظمتهم ورفعة شأنهم بحيث أنهم يبقون أحياء حتى بعد موتهم على رؤوس الأشهاد.

 

 

إذا سألتكم سؤالا ، ما هو أقدس مكان في العالم أجمع ؟ فبالطبع ستجيبون أن أكثر الأماكن تقدسا على وجه الأرض هو الكعبة المشرفة والمسجد الحرام بلا منازع ، يكفي له أن فيه حسنة واحدة تُعدّ مئة ألف حسنة،

والناس الذين يبذلون كل غال ونفيس للسفر إليه وزيارته ، يتعبدون في بيت الله ويتضرعون إليه ويعمرون المسجد الحرام ، يطوفون بالبيت ويستلمون الحجر الأسود ويخضبون خدودهم بدموعهم، حينها نفكر ، ماذا بينهم وبين الله؟ ومن هو أقرب إلى الله منهم ؟

 

ولكن الله سبحانه وتعالى يقول :

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ (التوبة)

 

هناك رجال في الثغور والجبال والأماكن المجهولة ، حاملين أرواحهم على أكفهم ، لايعرفون راحة الحياة وزخارف الدنيا، يخضبون أجسامهم بدمائهم ، حتى رفع الله سبحانه وتعالى ذكرهم ، وفضلهم على المتضرعين إليه في أقدس الأماكن وعلى جميع المؤمنين القاعدين غير أولي الضرر .

 

كم من مجهولين في الأرض معروفين في السماء .

 

✍️ بقلم الطالب : خضر

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

2

متابعهم

3

مقالات مشابة
-