فضل الصلاة في وقتها وأثرها على حياة المسلم

فضل الصلاة في وقتها وأثرها على حياة المسلم

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

تُعد الصلاة عمود الدين وركن الإسلام الثاني بعد الشهادتين، وهي الفريضة التي لا تسقط عن المسلم ما دام عاقلًا بالغًا. وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية لتؤكد عظم شأنها ووجوب أدائها في أوقاتها المحددة، قال تعالى:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
فهذا التوقيت الإلهي يرسّخ قيمة الانضباط والالتزام في حياة المسلم، ويجعل الصلاة مقياسًا للطاعة والإيمان.

أولًا: فضل الصلاة في وقتها

الصلاة في وقتها من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، فقد سُئل النبي ﷺ: «أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها» [رواه البخاري ومسلم]. ومن فضائلها:

نور وهدى: قال النبي ﷺ: «الصلاة نور» [رواه مسلم]، فهي تنير القلوب في الدنيا، وتكون نورًا للمؤمن يوم القيامة على الصراط.

تكفير الذنوب والسيئات: قال ﷺ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» [رواه مسلم].

محبة الله ورضاه: فهي تعبير عملي عن الطاعة والاستسلام لله، ومظهر من مظاهر شكر نعمته.

علامة الإيمان: كان الصحابة يعدّون التهاون بالصلاة تهاونًا بالدين كله، حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا حظَّ في الإسلام لمن ضيّع الصلاة».

image about فضل الصلاة في وقتها وأثرها على حياة المسلم
"مسلم يؤدي الصلاة بخشوع في وقتها داخل المسجد، تعبير عن أثر الصلاة في حياة المسلم من نور وطمأنينة وسكينة، وبيان أهميتها كعمود الدين وسبب الفلاح في الدنيا والآخرة."

ثانيًا: أثر الصلاة في وقتها على حياة المسلم

ليست الصلاة مجرد حركات وأقوال، بل لها أثر عميق في حياة المسلم من الناحية النفسية والاجتماعية والسلوكية:

تنظيم الوقت والانضباط: الصلوات الخمس موزعة على مدار اليوم، فتعلّم المسلم قيمة الوقت، وتجعله أكثر التزامًا بواجباته الدنيوية والدينية.

الطمأنينة والسكينة: الصلاة تهدئ القلب وتزيل الهموم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

البُعد عن المعاصي: يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]. فالمواظب على الصلاة بخشوع يجد نفسه تلقائيًا مبتعدًا عن مواطن الذنب.

تقوية الصلة بالله: يقف المسلم خمس مرات يوميًا بين يدي ربه، يناجيه ويدعوه ويستغفره، فيشعر بالقرب منه عز وجل.

صلاح الأخلاق: الصلاة تعلم الصبر، وتربي على الخشوع، وتغرس القيم الفاضلة كالصدق والأمانة.

صلاح المجتمع: إذا حافظ المسلمون على الصلاة، انعكس ذلك على تعاملاتهم، فكان المجتمع أكثر تماسكًا ورحمة وعدلًا.

ثالثًا: أقوال مأثورة وحكم حول الصلاة

قال الحسن البصري: «الصلاة امتحان، فمن وفى فقد فاز، ومن تهاون فقد خسر».

وقال ابن القيم رحمه الله: «الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإذا لم تنهك صلاتك عن ذلك فاعلم أنها لم تُقم على وجهها».

رابعًا: عواقب التفريط في الصلاة

التهاون بالصلاة أو تأخيرها عن وقتها من كبائر الذنوب، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59].
كما أن تركها بالكلية كفر عند بعض أهل العلم، لقوله ﷺ: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» [رواه الترمذي والنسائي].

خامسًا: كيف يحافظ المسلم على الصلاة في وقتها؟

تربية النفس على الانضباط والجدية.

الاستعانة بالأذان كتذكير يومي.

مصاحبة الصالحين المحافظين على الصلاة.

الدعاء إلى الله بالثبات على الطاعة.

التبكير للصلاة خاصة صلاة الفجر، فهي ميزان اليوم كله.

خاتمة

الصلاة ليست مجرد فريضة بل هي حياة للقلب وروح للروح، وهي الحد الفاصل بين الإيمان والضياع. من حافظ عليها في وقتها وجد لذة الطاعة، ونال محبة الله، واستقامت حياته على الخير. وقد أوصى النبي ﷺ بها في آخر لحظات حياته فقال: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم».
فلنجعل الصلاة أول اهتماماتنا، ولنؤدها في أوقاتها بخشوع وحب، فهي مفتاح السعادة في الدنيا، وباب النجاة في الآخرة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

140

متابعهم

42

متابعهم

0

مقالات مشابة
-