"الصبر فى الاسلام"

"الصبر فى الاسلام"

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات
image about


الصبر فى الاسلام له فضل عظيم: 

مقدمة

الصبر خُلُق عظيم دعا إليه الإسلام، وامتدحه القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وجعل الله سبحانه وتعالى أجر الصابرين عظيمًا لا يُحصى. فالصبر هو مفتاح الفرج، وسبب لنيل رضا الله وعلو الدرجات في الدنيا والآخرة. وقد كان الصبر شعار الأنبياء والمرسلين، وبه نالوا مراتب الشرف والتمكين.

معنى الصبر

الصبر لغةً يعني الحبس والمنع، وشرعًا هو حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصيته، وحبسها عند البلاء والابتلاء من الجزع والتسخط. فهو ليس مجرد تحمّل، بل هو قوة إيمانية تجعل المسلم ثابتًا مطمئنًا أمام شدائد الحياة.

أنواع الصبر

قسّم العلماء الصبر إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

1. الصبر على الطاعة: مثل المحافظة على الصلاة والصيام وأداء العبادات رغم ما فيها من مشقة.


2. الصبر عن المعصية: وهو كف النفس عن الوقوع في الذنوب رغم المغريات والشهوات.


3. الصبر على البلاء: وهو الثبات عند المصائب كالمرض والفقر وفقد الأحبة، وعدم الاعتراض على قضاء الله.

 

فضل الصبر في القرآن الكريم

القرآن الكريم أكد مرارًا على منزلة الصابرين، قال تعالى:
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].
فهذه الآية العظيمة توضح أن أجر الصابرين لا يُقاس بميزان محدد، بل هو عطاء جزيل من الله بلا حدود.

كما قال سبحانه:
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-156].
وهذه الآيات تبين أن الصبر عند المصائب يقترن بالبشارة والرحمة والهداية من الله.

الصبر في السنة النبوية

جاءت أحاديث نبوية كثيرة تحث على الصبر، منها قول النبي ﷺ:
"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" [رواه البخاري ومسلم].
فالمسلم إذا صبر على البلاء، كان ذلك سببًا في تكفير سيئاته ورفعة درجاته.

الصبر عند الأنبياء

قصص الأنبياء مليئة بالدروس حول الصبر، ومن أبرزها:

صبر أيوب عليه السلام على المرض والفقر وفقدان الأهل حتى ضرب به المثل في الصبر.

صبر يوسف عليه السلام على ظلم إخوته، وعلى فتنة امرأة العزيز، ثم على السجن، حتى جاءه الفرج والتمكين.

صبر نبينا محمد ﷺ على أذى قريش، والحصار والهجرة والجهاد، وظل ثابتًا محتسبًا حتى بلغ رسالة ربه كاملة.


ثمار الصبر في حياة المسلم

الصبر ليس مجرد خلق، بل هو سلاح يعين المسلم على مواجهة مصاعب الحياة. ومن ثمراته:

1. الطمأنينة النفسية: فالمؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، فيسكن قلبه.


2. القوة والثبات: الصبر يمنح صاحبه عزيمة لا تنكسر أمام الأزمات.


3. محبة الله: قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146].


4. الفوز بالجنة: فقد وعد الله الصابرين بدخول جنات النعيم.

 

الصبر في واقعنا المعاصر

نحن اليوم في حاجة ماسة إلى التحلي بالصبر في مختلف مجالات حياتنا:

في العبادة: بالثبات على الطاعات رغم مشاغل الدنيا.

في طلب الرزق: بالتحمل والسعي دون يأس أو تذمر.

في التربية: بالصبر على تربية الأبناء وتوجيههم.

في مواجهة الشدائد: كالأزمات الاقتصادية أو الأوبئة أو فقد الأحبة، فالصبر هنا هو زاد المؤمن.


كيف نربي أنفسنا على الصبر؟

يمكن للمسلم أن يكتسب خلق الصبر عبر خطوات عملية، منها:

1. كثرة ذكر الله وقراءة القرآن.


2. التأمل في قصص الأنبياء والصالحين.


3. تذكّر أجر الصابرين ووعد الله لهم.


4. الدعاء بأن يرزقنا الله الصبر والثبات.

 

خاتمة

الصبر مفتاح لكل خير، وهو ركيزة من ركائز الإيمان. فالمؤمن الحق يعلم أن الدنيا دار ابتلاء، وأن الجزع لا يغير من قضاء الله شيئًا، بل يضيع الأجر. أما الصبر فيرفع صاحبه درجات ويجعله من أحباب الله. فلنحرص جميعًا على التمسك بهذا الخلق العظيم، لنفوز برضا الله وجناته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

11

متابعهم

34

متابعهم

102

مقالات مشابة
-