ملخص تفسير آيات سورة البقرة من الآية 89 إلى الآية 101.

ملخص تفسير آيات سورة البقرة من الآية 89 إلى الآية 101.

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 

image about ملخص تفسير آيات سورة البقرة من الآية 89 إلى الآية 101.

 

 

 

 

 

 

الآية ٨٩  إلى الآية ١٠١ من سورة البقرة 

{  وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ( 89 ) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ( 90 ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 91 ) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92 ) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 93،

قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿94﴾ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿95﴾ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)

 وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)   أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( 100)  وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (  ١٠١  )  } 

ملخص تفسير آيات سورة البقرة من الآية 89 إلى الآية 101.

وانظر إلى ما كان يفعله اليهود ونقضهم لعهودهم. أنزل الله تعالى كتابًا مصدقًا لما كان معهم، وهو القرآن الكريم، أي أنه لا يختلف عن التوراة التي أنزلها الله قبل القرآن، ولكنهم كفروا به.

وتضمنت التوراة أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهددوا المشركين الذين لا دين لهم بأنه إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم سيؤمنون به حتى ينصرهم على المشركين.

ولم يكن هذا الغرض من أجل الإيمان، بل ليكون سلاحًا ضد المشركين. ظنوا أن الرسول سيأتي ويجادلهم وينصرهم على المشركين.

 ولكن لما دعا الرسول إلى الإسلام والإيمان، دعا إلى الخير والرحمة. فلما وجدوا الرسول لا يناسب أخلاقهم ونواياهم السيئة، أنكروا عليه، وكفروا برسالته وما أنزل عليه من القرآن. فاستحقوا لعنة الله، وهي الطرد من رحمة الله وجنته، لأنهم باعوا أنفسهم واشتروا الكفر. وهذا الشراء شر، أدى إلى نقض العهود مرات عديدة بسبب الإصرار على الكفر والظلم. فغضب الله عليهم غضبًا فوق غضب، ودفعوا ثمن ذلك بأن أنزل عليهم عذابًا مهينًا، فيه المذلة، أي أشد.

ولما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالإسلام والقرآن، قالوا: (لن نؤمن إلا بالتوراة)، مع أن القرآن جاء بالحق، مصدقًا لما عندهم في التوراة.

 إنهم لا يؤمنون بالتوراة ولا بالقرآن، وما في التوراة فهو في القرآن. ليس عليهم أمر بقتل الأنبياء.

لو كانوا مؤمنين حقًا، فلماذا يفعلون ما لم يأمرهم الله به؟

لماذا يقتلون الأنبياء ولم يأمرهم الله بذلك؟

لا شيء من هذا مذكور في أي من الكتب السماوية. إنهم كاذبون.

لو كانوا مؤمنين بالتوراة،

كما قالوا، لما عبدوا العجل.

اتخاذ العجل في حد ذاته ظلم، أي أنك ظالم في معتقدك وظالم لله بكفرك به.

وكذلك الحال في حادثة جبل الطور الذي ظنوا أنه سيسقط عليهم،

فآمنوا بالله خوفًا من سقوطه.  رُفِعَ جبل الطور فوق اليهود لاتباعهم موسى قبل أن يُرَفَعَ جبل الطور فوقهم، ثم ارتدوا بعد ذلك حين عبدوا العجل،

فأمرهم الله تعالى أن يطيعوا أمر الله وأن يأخذوا هذا العهد بقوة، فاستمعوا ولم يعملوا بما سمعوا، فعصوا الله.

إن كان هذا إيمانًا، فهذا سوء الظن الذي يأمرهم إلى قمة الكفر.

ولأن الله ينظر إلى قلوبهم وأعمالهم ويعلم ما فيها، يطلب الله تعالى من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفضحهم على الناس ويُظهر كذبهم بالأدلة القاطعة.  بهذا السؤال يا محمد صلى الله عليه وسلم،

وقل لهم: (إن كنتم صادقين أن الآخرة لكم وحدكم، وأن الجنة لكم وحدكم، فتمنوا الموت

لتنعموا بالنعيم الأبدي. ولو كانوا على يقين من قولهم لتمنوا الموت لأن الآخرة والجنة لهم وحدهم، كما يشتاق إليهم المسلمون ويتمنون موت الشهادة لدخول الجنة، لكنهم يخشونها ولا يتمنونها.

ويتمنون أن يعيشوا ألف عام، ولا ينجون من العذاب.

إنهم أشد حرصًا على الدنيا الفانية من المشركين الذين لا دين لهم. والعجيب أن اليهودي عنده كتاب لا يضاهي المشركين، ولكنهم في كل حال هم والمشركون حريصون على البقاء حتى في الذل.

في هذه الدنيا الفانية، ترك الآخرة للمؤمنين حق، والجنة حق للمؤمن. حدث ذلك يومًا ما  أن جماعة من اليهود جاؤوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس أسئلة لا يجيب عليها إلا نبي، فإذا أجابهم اطمأنوا إلى نبيهم، ولكن لم يكن هدفهم إيمانهم، بل اعتادوا على استصغاره في أعينهم ليستمروا على ضلالهم، كما يتضح مما حدث بعد الإجابة.

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أخبرتموني بالحق الذي تعلمونه فاتبعوني وآمنوا بالله".

السؤال الأول: ما علامة النبي؟ قال النبي: تنام عيناه ولا ينام قلبه. قالوا: 

صدقت. قال النبي: اللهم اشهد. 

السؤال الثاني: ما الذي حرمه اليهود على أنفسهم؟ قال النبي: حرموا لحم الإبل وألبانها. قالوا: صدقت. قال النبي: اللهم اشهد.

السؤال الثالث: ما هو الرعد وصوته؟ قال النبي: هو ملك من الله بيده سياط من نار يسوق بها السحاب بأمر الله. قالوا: صدقت.

السؤال الرابع: كيف تلد المرأة الذكر وكيف تلد الأنثى؟

أجاب النبي: إذا كثر مني الرجل ولد الولد، وإذا كثر مني المرأة ولدت الأنثى. قالوا: صدقت. قال النبي: اللهم اشهد.

 السؤال الخامس والأخير: من أنزل عليك الوحي؟ قال: جبريل.

 قالوا: هو عدونا لا نحبه، ولكننا نحب ميكائيل. وكما قلت، وكما هي عادتهم، فرغم كل إجاباته الدالة على أنه النبي، لم يوفوا بوعدهم بالإيمان به والتوكل عليه والرجوع إلى الله، بل أخلفوا وعدهم لِلنبي. فنزلت الآية أن من عادى ملائكة الله فقد عادى الله. أراد الله تعالى أن يطمئن نبيه أن جبريل من عند الله وأنه أنزله على قلب النبي مصدقًا لما بين أيديهم من التوراة، وأنه هدى وبشرى للمؤمنين. حكم الله عليهم بالكفر، ومن خالفهم فقد خالف الله، ومن خالف الله فهو في قمة الكفر.  والإصرار عليه

لأن الله أنزل آياتٍ بيّناتٍ، أي معجزاتٍ متعددةً جليةً، يؤمن بها كل عاقلٍ من شاء أن يؤمن، ويكفر بها من شاء أن يكفر، ولا يكفر بها إلا الفَاسقين،  والفسق هو  خروجٌ عن طاعة الله تعالى، فهم ينقضون العهود باستمرار، وأكثرهم لا يؤمنون، وهم جماعةٌ من الفاسقين يُعرضون عن أمر الله ويُنكثون جميع العهود بعد إيمانهم، يُعرضون ويتراجعون وينقضون العهود، ولا يلتفتون إلى الرسول المذكور في كتبهم وصفه، وينطبق عليه، بل يلقون كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون عنه شيئًا.

.

.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

21

followings

20

followings

35

similar articles
-