قصه سيدنا موسي عليه السلام

قصه سيدنا موسي عليه السلام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

قصة سيدنا موسى عليه السلام: نبي الله كليم الله

المقدمة: سياق تاريخي وأهمية القصة في القرآن الكريم

image about قصه سيدنا موسي عليه السلام

قصة سيدنا موسى عليه السلام هي واحدة من أبرز القصص القرآنية، وهي تحتل مكانة خاصة في الكتاب المجيد، حيث ذُكر اسم موسى في أكثر من 136 موضعًا، وتُروى قصته في أكثر من 30 سورة مختلفة، مثل سورة البقرة والقصص والطاهرة وطه وغيرها. هذه القصة ليست مجرد سيرة نبي، بل هي درس في التوحيد، الصبر، المواجهة مع الطغاة، والعبرة للأمم. إنها تُبرز كيف يختار الله عباده من بين الضعفاء ليُظهر قوته، وكيف ينتصر الحق على الباطل مهما طال الزمن. بنو إسرائيل، الذين كانوا في فلسطين زمن جدّهم يعقوب عليه السلام، هاجروا إلى مصر مع يوسف عليه السلام، وكانوا 70 نفسًا، ثم تضاعف عددهم إلى 600 ألف رجل، لكنهم تعرضوا للظلم الشديد من الفراعنة بعد وفاة يوسف. جاء فرعون الطاغية، الذي يُقال إنه الوليد بن مصعب (رمسيس الثاني في التاريخ المصري)، فأذل بني إسرائيل، قسّمهم طبقات، وعبّدهم في الأعمال الشاقة، وأمر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، خوفًا من نبوءة رأاها في المنام: نار من بيت المقدس تحرق مصر دون أن تؤذي بني إسرائيل، فأخبره الكهنة أن واحدًا منهم سيُهلك مُلكه. في هذا الجو المليء بالرعب، ولد موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، آدم الجسم شديد السمرة، قوي البنية يُضاهي قوة عشرة رجال، ويتأتئ في كلامه قليلاً، وهو من أولي العزم من

 الرسل.

الولادة والنجاة من بطش فرعون

كانت أم موسى عليه السلام، وهي من نساء بني إسرائيل، حاملاً به في زمن الذبح الجماعي للذكور. خافت عليه، فأوحى الله إليها قائلًا: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (سورة القصص: 7). ولد موسى، فرضعته أيامًا قليلة، ثم ألقته في تابوت في النيل، وتبعته أخته مريم لتراقب مصيره. وصل التابوت إلى قصر فرعون، التقطته الجواري، وأحضرنه إلى زوجة فرعون، آسية بنت مزاحم، التي كانت مؤمنة موحدة، من خيرة نساء العالمين مع مريم وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. أحبت آسية الطفل فورًا، وترجت فرعون عدم قتله، قائلة: {قَرَّةِ عَيْنٍ لَكِ وَلِي ۖ وَلَا تَقْتُلُوهُ ۖ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (سورة القصص: 9). وافق فرعون رغم كرهه، لأنه رآه قرة عين لها لا له.

رفض موسى الرضاعة من المرضعات المصريات، فاقترحت أخته: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (سورة القصص: 12). كانت تقصد أمه، فأعادتها الملكة إلى القصر كمرضعة، فسكن الله فؤاد أم موسى بعد الفراق. نشأ موسى بين حضن أمه وقصر فرعون، يتعلم العلم والحكمة من الله، ويحفظ إيمانه التوحيدي سرًا. بلغ أشده، فأعطاه الله البصيرة والحكمة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (سورة الطلاق: 2-3).

حادثة القتل والهجرة إلى مدين

في يوم من الأيام، دخل موسى مدينة مصر وهي خالية من الناس، فرأى رجلين يتقاتلان: إسرائيلي يُدافع عن نفسه ضد مصري ظالم. طلب الإسرائيلي مساعدة موسى، فدفع موسى المصري بيده فمات تحت الضربة، رغم أنه لم يقصد القتل. استغفر موسى ربه فتاب الله عليه، كما في قوله تعالى: {فَاسْتَغْفَرَهُ فَتَابَ عَلَيْهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (سورة القصص: 16). في اليوم التالي، عاد المصري يتشاجر مع آخر، فطلب مساعدة موسى مرة أخرى، لكنه حذّره رجل تقي من آل فرعون: {يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ۖ فَاخْرُجْ إِنَّنِي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} (سورة القصص: 20). خرج موسى خائفًا متّجهًا إلى مدين، مسافرًا مشيًا عبر سيناء، حتى تشققت نعاله ودميت قدماه، وأكل أوراق الشجر من الجوع.

وصل مدين عطشانًا، فرأى رعاة يسقون غنمهم عند البئر، وامرأتين تبعدان غنمها لحيائهما. تطوّع موسى وسقى لهما، ثم جلس في الظل يدعو: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (سورة القصص: 24). جاءت إحدى الفتاتين بخطى حياء تدله على أبيها، نبي الله شعيب عليه السلام، الذي أخبره قصته فطمأنه وقال: {لَا تَخَفْ ۖ لَنْ يَجِدَكَ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ آمِنًا}. اقترحت الفتاة استئجاره لقوته وأمانته، فعرض شعيب عليه عملًا 8 أو 10 سنوات مهرًا لابنته صفورة، فوافق موسى وأتمّ الأجل، ثم أخذ زوجته قاصدًا مصر.

الوحي والنبوة في الوادي المقدس

في طريق العودة، تاه موسى في برد ليلة شديد، فرأى نارًا بعيدًا في أصل شجرة، فذهب إليها قائلًا لأهله: {تَوَاصَوْا بِمَكَانِهَا نَارًا لَعَلَّنَا نَضِيءُ مِنْهَا أَوْ نَأْخُذُ مِنْهَا عُدْوَةً} (سورة طه: 10). اقترب من الوادي المقدس طوى، عند جبل الطور، فناداه الله مباشرة: {يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (سورة طه: 11-12). ألقى موسى عصاه خائفًا فصارت حيّة تسعى، وأخرج يده فبيضت بياضًا، فأمره الله بالعودة إلى فرعون داعيًا إلى التوحيد. طلب موسى تأييدًا، فأعطاه الله معجزتين: العصا واليد، ووزيرًا أخاه هارون ليُفَصِّلَ له الكلام، كما قال: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} (سورة طه: 25-28). أمر الله موسى وهارون بالذهاب بلين: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِنًّا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} (سورة طه: 44).

المواجهة مع فرعون والسحرة

عاد موسى إلى مصر مع هارون، فدعا فرعون إلى الإيمان بالله الواحد، مذكّرًا إياه بتربيته في قصره، لكنه سخر وقال: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ۖ وَبَقَيْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (سورة طه: 40). دافع موسى عن قومه، وبيّن ربه: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} (سورة الدخان: 7-8). ألقى موسى عصاه فصارت ثعبانًا، وأخرج يده بيضاء، فاتهم فرعون السحر ودعا سحرته (70 رجلاً) في يوم العيد. حذّر موسى السحرة: {يَا أَيُّهَا السَّحَرَةُ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ إِنْ شِئْنَا لَجَعَلْنَاهُ سِحْرًا مِثْلَ هَٰذَا}، لكنهم ألقوا حبالهم وعصيهم فسحروا أعين الناس.

خاف موسى، فأوحى الله: {أَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} (سورة طه: 69). ابتلعت الحيّة سحرهم، فسجد السحرة مؤمنين: {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ} (سورة طه: 70). غضب فرعون وتوعّدهم بالقطع والصلب، لكنهم رفضوا: {فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنْ أَنتَ تَحْكُمُ إِلَّا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. دافع عن موسى رجل مؤمن من آل فرعون، يُدعى حبيب النَّجَّار في بعض الروايات، قائلًا: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} (سورة غافر: 28).

الآيات التسع والبلاء على فرعون

أرسل الله تسع آيات بينات: العصا واليد، السنين (قحط)، الطوفان، الجراد، القمّل، الضفادع، الدم، نقص الثمرات، وهلاك الأعمال. أصابت المصريين دون بني إسرائيل، فاتهموهم الشؤم، ثم رجوهم الكشف مقابل الإيمان وإرسال القوم، لكنهم نكثوا بعد كل رفع للبلاء. طلب فرعون من هامان بناء برج ليرى رب موسى، سخريةً: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ} (سورة غافر: 36-37). حثّ موسى قومه على الصبر: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (سورة البقرة: 45).

الخروج من مصر وشق البحر

سمح فرعون بالهجرة بعد الدم، فخرج بنو إسرائيل ليلًا، 600 ألف رجل، مع نسائهم وأطفالهم، حاملين المؤونة والذهب. ندم فرعون وتبعهم بجيشه، فعند البحر الأحمر قال قوم موسى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}، فردّ: {كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (سورة الشعراء: 62). أوحى الله: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء: 63)، طريقًا يابسًا بين جبلين مائيين. عَبَرَ الجميع، ثم تبعهم فرعون، فانغلق البحر عليه وغرق هو وجنوده، وهو يُعلن إيمانه متأخرًا: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، لكن الله قال: {الْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (سورة يونس: 90-91). نجّى الله جثمانه آية للعالمين.

تلقي التوراة وقصة العجل الذهبي

بعد العبور، مرّوا على قوم يعبدون أصنامًا، فطلب بنو إسرائيل إلهًا مثلهم، فردّ موسى: {أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا ۖ وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (سورة الأعراف: 138-139). أمر الله موسى بالذهاب إلى الطور لميقات 40 ليلة، فترك قومه مع هارون نائبًا، وصام المدة. كلّمه الله، طلب رؤيته فأبى الله، وتجلّى للجبل فتفتّت، وسقط موسى صعقًا، ثم أفاق وسَبَّح: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الأعراف: 143). أعطاه الله التوراة في ألواح: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (سورة الأعراف: 145).

غاب موسى، فاضطرب بنو إسرائيل، جمعوا ذهب النساء من المصريات، صنع "السامري" عجلاً منه، رمى قبضة من أثر جبريل فصار يخور كالبقر، فقالوا: {هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ}. نَهَاهم هارون لكنهم أصروا، فخشي الانقسام وانتظر موسى. عاد غضبانًا، ألقى الألواح، حَقَّق مع السامري وعاقبه بالنفي: {لَهُ قَالَتْ يَدِي أَوْ أَرْجُلِي لِمَا فَعَلْتُ}، وحرق العجل ورماه في اليم. رفض القوم التوراة أولاً، فرفَعَ الله الجبل فوقهم كظلّة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ بِالْأَيْدِي وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} (سورة البقرة: 63). اختار 70 رجلاً للقاء الله، اهتزّ بهم الجبل فرجَتْهُمْ، دعا موسى للمغفرة فأحياهم بعد ثلاثة أيام.

التيه في الصحراء ومكابدة بني إسرائيل

أمر الله بالسير إلى الأرض المقدسة (فلسطين)، لكن بني إسرائيل رفضوا لقوم عماليق الجبابرة: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} (سورة المائدة: 21)، فقالوا: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (سورة المائدة: 24). دعا موسى عليهم، فحَرَّمَها عليهم 40 سنة تيهًا في سيناء، يتيهون كالغنم: {فَأَقْدَمَتْ مِنْ بَعْدِهِمْ قَارِحَةٌ فَسَيْقَطُ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (سورة المائدة: 26).

خلال التيه، اشتكوا من العطش، فضرب موسى الحجر بعصاه فتفجرت 12 عينًا، وأنزل الله المن والسلوى: {وَأَظْلَلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ} (سورة البقرة: 57). طلبوا الخضر والخيار، فوبّخهم موسى. قتلوا نبيًا منهم، فأرسل الله القردة عليهم. في حادثة ذي القرنين، سألوه عن الرجل الذي بنى السد. كانوا عُتُلًا، ينقضون العهد، يعبدون العجل بعد التوراة، ويقتلون الأنبياء. مات هارون في التيه، واستمر موسى في الدعوة حتى بلغ 120 عامًا، ثم توفاه الله قبل دخول الأرض المقدسة، ودفن في وادي أريحا، كما في بعض الروايات.

الخاتمة: الدروس والعبر من قصة موسى

قصة موسى تعلّم الصبر على الظلم، الثقة بالله، والصمود أمام الطغاة. إنها تُذكّر بأن الله ينصر أنبياءه مهما كانت الظروف، وأن الباطل زائل. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۚ مَا كَانَتْ قِصَّةً يَفْتَرُونَهَا وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْهَا وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (سورة يوسف: 111). وفيها عبرة لكل مظلوم أن يصبر، فإن مع العسر يسْرًا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

6

متابعهم

3

متابعهم

0

مقالات مشابة
-