قصة سيدنا آدم (الجزء الأول): أسرار الخلق ولماذا أمر الله الملائكة بالسجود له؟

قصة سيدنا آدم (الجزء الأول): أسرار الخلق ولماذا أمر الله الملائكة بالسجود له؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

تمهيد: رحلة البحث عن الأصل

منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض، وسؤال البداية يراوده: "كيف بدأنا؟". إن قصة سيدنا آدم عليه السلام ليست مجرد سرد لمجموعة أحداث، بل هي فلسفة الوجود التي تخبرنا من نحن، ولماذا نعيش، وما هو قدرنا المحتوم. نبدأ اليوم في هذا الجزء الأول، قصة أول نبضة قلب بشرية، وأول عقل استوعب أسماء الأشياء.

المشهد المهيب: “إني جاعل في الأرض خليفة”

قبل ملايين السنين، وفي مشهد لا يمكن ل عقلنا المحدود تخيله، أعلن الله عز وجل الملائكة عن إرادته في خلق كائن سيسكن الأرض و يعمرها. لم تكن الملائكة تعترض اعتراض تشكيك، بل كانت تستفسر عن طبيعة هذا المخلوق الذي قد يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فرد الله عليهم برد حاسم يحمل طيات الحكمة الإلهية: "إني أعلم ما لا تعلمون". هنا، بدأت التحضيرات لحدث سيغير وجه الكون للأبد.

إعجاز الخلق: قبضة من كل الأرض

image about قصة سيدنا آدم (الجزء الأول): أسرار الخلق ولماذا أمر الله الملائكة بالسجود له؟

تذكر الروايات الإيمانية أن الله أمر بجمع قبضة من تراب الأرض، ولم تكن من مكان واحد؛ بل كانت من سهلها و و عر ها ومن طيبها و خبثها، ومن ا بيضها و أسودها و احمر ها. ولذلك، نرى اليوم التنوع المذهل في طباع البشر و ألوانهم.

مزج هذا التراب بالماء حتى صار "طيناً لا زبا ثم ترك حتى صار "صلصالاً ك الفخار". وفي تلك الفترة، كان الجسد بلا روح، صامتا، حتى أن إبليس كان يطوف حوله ويقول في نفسه: "لأمر ما خلقت".

نفخة الروح و عطسة الحياة

وعندما حانت اللحظة المقدرة، نفخ الله من روحه في هذا الجسد الطيني. بدأت الروح تسري في الرأس أولاً، ففتح آدم عينيه، ثم سرت في أنفه ف عطس  ف نطق بأول كلمة بشرية في التاريخ: "الحمد لله". فكان رد الخالق عليه: "رحمك ربك يا آدم". لقد بدأت حياة الإنسان بالحمد بالرحمة، وهما الر كيزتان اللتان يجب أن تقوم عليهما حياة كل مؤمن.

سر التفوق: العلم اللدني

لم يكن تكريم آدم لمجرد شكله، بل لجوهر عقله. لقد علمه الله "الأسماء كلها". تخيل حجم هذا العلم! علمه أسماء النجوم، والجبال، والنباتات، والحيوانات، وحتى لغات التخاطب. وعندما عجزت الملائكة عن تسمية الأشياء، نطق آدم بها واحداً تلو الآخر. هنا أدركت الملائكة أن هذا الكائن ليس مجرد " سافك دماء"، بل هو كيان يحمل سر المعرفة الإلهية، فاستحق أن يكون خليفة الله في أرضه.

سجدة التكريم واشتعال فتيل الحسد

جاء الأمر الإلهي الصارم: "ا سجدوا آدم".  الملائكة ساجدة في انصياع تام، إلا كائناً واحداً كان يغلي من الداخل بالحقد. إبليس، الذي ظن أن عنصره (النار) أسمى من عنصر آدم (الطين). وقع في فخ "الأنا" القاتل، وكان كبره هو السطر الأول في قصة المعاناة البشرية. طارد إبليس من الملكوت، لكنه طلب "النظرة" ليثبت أن آدم وذريته لا يستحقون هذا التكريم، فبدأت معركة الوعي و الوسوسة.

4. الخاتمة ( للجزء القادم):

انتهى المشهد الأول ادم وهو يقف في قمة التكريم، وإبليس يتوعد في قاع الطرد. فماذا حدث لادم بعد ذلك؟ وكيف بدأت حياته في الجنة؟ ومن أين جاءت حواء تشاركه الرحلة؟ كل هذا سنكتشف في الجزء الثاني من سلسلتنا، انتظرونا ولا تدعوا القصة تفوتكم. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
نور الهداية تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.