الدوله العثمانيه من القمه الي القاع
اتسعت الدوله العثمانيه لتضم ملايين الكيلو مترات في اسيا وأوروبا وأفريقيا،فقدرت عام1867بحوالي4.7مليون كم،ثم انخفض الرقم الي1.85مليون كم عام1914،ولم يبقي للجمهورية التركيه عند اعلانها عام1923سوي771.600كم.
ما اسباب تلك الانخفاض الملحوظ؟وكيف سقطت الدوله العثمانيه ؟ سنعرض عليكم اعذائي القراء تلك الاحداث .
لقد أخطأ العثمانين في التفكير في المستقبل وكل ما فكرو به هو انشاء،جيش يضم بعض من الرجال المخلصين لجمع الأموال والمملتلكات من جميع انحاءالعالم،فقد قامت سياسه الحكم التركي علي استبداد الحكام دون التفكير في مصلحه عامه الشعب والنظر في احوالهم المعيشيه .
لقد تعمدو في تخدير العقول وجمودها،فقفلو العديد من المدارس ،وتربيه الأطفال علي القتال دون تعليمهم اسيسيات الحياه في الدين وغيرها من العلوم ،الواجبه تعلمها علي كل فرد ،فنتج عن ذلك انحطاط الادب والفنون والمعارف،وسرعان ما ظهر الانحطاط في الغه وادبها .
واذا كان كل مايشغل بال الحكام هو كيف جبايه الضرائب من الشعب،واخضاع البلاد لجهدهم دون جدال والاستعداد لشن الغارات والحروب،لقد اتخذ العثمانين طريقا مغلقة مر به كل من فكرو بتلك الطريقه فنهضه الإمم تكن عن طريق العلم والعمل والمعرفه ،وكان من ذلك اثره في نسيان اللغه العربيه الفصحي.
لقد قامت الدوله العثمانيه بإنشاء(العقل العقيم)لقدقبلت الدوله العقمانيه نظم الفكر التي ورثتها من الدول التي سبقتها،وكل ما عملت به هو ابقاء الواقع والحفاظ عليه ،لا تحسينه ولا تطويره لذا ظلت المدرسه شي ثانوي الا مدرسه القصر لتدريب باشاوات المستقبل ومساعديهم من الاداريين .
وفي تلك الفتره التي كان العثمانين منشغلين بحروبهم وصرعات بين بعضهم البعض واخماد الثوار من كل مكان في العالم،علي امل استعاده ما فقدوه،فقد كانت الجامعات الاوربيه تملأ عواصم اوربا ،وكان في ارجاء الدوله العثمانيه حلقات من المساجد تدرس العلوم الشرعيه واللغويه.
لقد تطلعت الدوله العثمانيه الي الاهتمام بلجيش وحده،دون النظر الي رعايه مصالح الشعب وأسعاده ،وقد تطرقت عوامل انحلال نتيجه جمود الفكر واستمرار الحرب .
لقد قسمت الدوله العثمانيه ارضيها واموالها باعطاء الأراضي الي القطاعات العسكريه ومنها الي الجذء الأكبر يتصرف به السلطان وأفراد عائلته لنفقاتهم الشخصيه،ثم منها الي وزرائه وحاشيته ،وإذا كان الفرسان وحاشيه السلطان يملكون الأراضي،كان الفلاحين يشتغلون بحراثه الأراضي،وكانو يدفعون الضرائب في مختلف الدول الاسلاميه المسيطره عليها الامبروطوريه العثمانيه .
ان استمرارية الحرب والثورات المتكرره وتوسيع الدوله اثر بشكل كبير واضعف الدوله العثمانيه، ولكن لو تطلعت الاهتمام الي الصناعه والفلاحه والإنتاج والعلم وفتح المدارس،وإنشاء دار الكتب وإنصاف المظلوم وإعطاء كل زي حق حقه ،وضروره استماع السلاطين الي شكايات وأنين الرعيه ،وتعاون المجتمع بلا تمييز في سبيل نهوضه ورفعته والسير والتطور،لاختلف الامر .
ولكن التدهور ادي الي جمود الفكر والضعف والأنقسام وعدم الاستقرار،وادي ذلك التدهور الي قله زراعه الاراضي الزراعيه في كل البلاد العربيه ،وتدهورت عواصم العالم التي كانت تحوي دور العلم والمعرفه ،وأسواق التجاره الرائجه كبغداد عاصمه العباسين ،ومدينه الرشيد المأمون وادوات الشعر والادباء ومجالس المغنيين،وتحولت هذه العواصم الي ميادين فاقه وزل وتسول وامراض وأوبئه.
