
سبب نزول سورة الرحمن
سبب نزول سورة الرحمن
سبب نزول سورة الرحمن
ورد في سبب نزول سورة الرحمن أنها نزلت لتثبت صفة الرحمن لله- سبحانه وتعالى- التي تساءَل عنها المشركون ، وادّعوا أن الله- سبحانه وتعالى- ليس له هذا الوصف أو الاسم ، وقد ذكر الله- سبحانه وتعالى- ادّعاءهم هذا في سورة الفرقان في قوله- تعالى-( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً).
وقد ورد أن قوله- سبحانه وتعالى-( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) ، قد نزلت في حق أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-.
التعريف بسورة الرحمن
سورة الرحمن عدد آياتها ثمان وسبعون آية ، وسمّيت بسورة الرحمن لافتتاحها باسم الله الرحمن- سبحانه وتعالى- ، وقد ورد تسميتها بهذا الاسم في حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- الذي أخرجه الترمذي في صحيحه ، وحسنه الألباني قال فيه( خرجَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها).
كما سمّاها صاحب الإتقان بعروس القرآن ؛ لما ورد في الحديث الشريف( لكلِّ شيءٍ عروسٌ ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ) ، وهذا وصفٌ لفضلها لا يستدل منه على تسميتها به.
وهي سورةٌ مكيةٌ على قول أكثر الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- والتابعين وقد ورد أنها مدنية ، نزلت بين صلح الحديبية وغزوة تبوك ، ونزلت بعد نزول سورة الرعد ، على رواية عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما-.
مقاصد سورة الرحمن
إنّ لسورة الرحمن جملة من المقاصد تهدف إلى إيصالها ، يمكننا أن نبيّن بعضها في النقاط التالية :
الله- سبحانه وتعالى- يمنّ على الناس بأهم شيءٍ من نعمه عليهم وهو الدين الإسلامي ، واختار أعلى ما في الدين وهو القرآن الكريم.
ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي اختصه الله- سبحانه وتعالى- بتعليمه القرآن الكريم ، لينقل تعليمه إلى الناس.
الله- سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وميّزه على سائر خلقه بالعلم والبيان ، وقد قدّم على ذكر خَلقِ الإنسان ذكر تعليمه القرآن ؛ لبيان أهمية الدين على مجرد الخلق .
التذكير بدلائل قدرته- سبحانه وتعالى- ، وأنه أتقن كلّ شيءٍ من خلقه ، وأن كلّ ذلك نعيمٌ منه- سبحانه وتعالى- على الإنسان ؛ ليسخره فيما يشاء.
إن الله- سبحانه وتعالى- خلق الجن كما خلق الناس ، وأنهم مُكلّفون بالدين مثلهم ولهم جزاءٌ على أعمالهم.
إن الله سبحانه وتعالى- حكم على جميع الخلائق بالفناء بالموت ، ولكنه ليس فناءً نهائياً ، بل سيأتي بعد ذلك يومٌ يُحشر فيه الخلق ، ويُجازون فيه على الأعمال.
التذكير بأهمية العدل ، ووجوب إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم.
التأكيد بقوله- سبحانه وتعالى-( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ، بعد كلّ آيةٍ أو آيتين في سورة الرحمن ؛ وذلك لتذكير الله- سبحانه وتعالى- للناس بنعمه عليهم ، وهو أسلوب بديع تستخدمه العرب ، وقد تكرّرت الآية الكريمة واحداً وثلاثين مرة في سورة الرحمن.
2023-11-20 14:00:39