أسباب نزول سورة الحشر

أسباب نزول سورة الحشر

0 المراجعات

 

 

ما هو سبب نزول سورة الحشر ؟ 

عند وصول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة ، بدأ بتنظيم العلاقات بين أفراد المدينة لاختلاف الطوائف الموجودة داخلها ، ومن ضمن ذلك وضع وثيقة تنظم العلاقات بين المسلمين واليهود ؛ فصالح بنو النضير رسول الله على أن لا يعاونوا عدوه وأن لا يكونوا لا معه ولا ضده ، ولكن بعد غزوة أحد ، نكثوا عهدهم ؛ إذ خرج حينها كعب بن الأشرف إلى مكة المكرمة وقد تحالف مع قريش ضدّه ، فأخبر جبريل الرسول- عليه الصلاة والسلام- بذلك ، إضافة لما رآه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من خيانتهم له عندما ذهب إليهم ليستعين بهم في دية المسلمين لبني عامر ، فهمّوا بإلقاء حجر عليه ليقتلوه.

 وحينها أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بني النضير بالخروج من المدينة المنورة ، وأمهلهم لذلك عشرة أيّام ؛ وذلك لنقضهم العهد ، وكان منافقوا المدينة قد سمعوا خبر ذلك فأرسلوا إلى اليهود ليخبروهم بألّا يخرجوا من المدينة ، مقابل أن يحموهم ويقاتلوا معهم إذا ما أراد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مقاتلتهم ، وأنهم إن أخرجوا من المدينة فلن يبقوا في المدينة المنورة بعدهم ، وسيرحلون أينما يرحل اليهود ، وبناءً على هذا رفض يهود بني النضير الخروج ، وأرسلوا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأنّه إذا ما أراد قتالهم فليفعل ، وبالفعل أمر رسول الله أصحابه وذهبوا لبني النضير ، والذين كانوا قد تحصّنوا في حصونهم.

 وأصبح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندهم يهدم بيوتهم ، وكلما هدم المسسلمون بيتًا كان يُقذف في قلوب اليهود الرعب ، وينتظرون نصرة المنافقين الذين وعدوهم وخذلوهم ، فلمّا يئسوا من ذلك وفقدوا الأمل وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد اقترب من بيوتهم ، قاموا بالخروج إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فطلبوا أن يخرجوا من المدينة المنورة ، وقد وافق رسول الله بأن يخرجوا من المدينة محمّلين على إبلهم ما تحمله الإبل فقط ، تاركين وراءهم أسلحتهم وأمتعتهم.

وقد استنكر يهود بني النضير حرق المسلمين للأشجار وهدمهم للبيوت ، لأن المسلمين يزعمون أنّهم جاؤوا للإصلاح لا للإفساد ، فأنكر عليهم اليهود فعلهم هذا ، ولأجل ذلك نزلت سورة الحشر ، لكي تقول لهم أن ما فعله المسلمون كان بأمر من الله- سبحانه وتعالى-.

 مكان نزول سورة الحشر 

سورة الحشر سورة مدنيّة بالاتفاق ، نزلت في المدينة المنورة في بداية السنة الرابعة للهجرة ، وكان ذلك بعد حدوث غزوة أحد وقبل مجيء غزوة الأحزاب.

ترتيب نزول سورة الحشر

 نزلت سورة الحشر بعد سورة البينة ، وقبل سورة النصر ، وفي عداد نزولها فقد ورد أن ترتيبها بين نزول السور في القران الكريم هو الثامن والتسعون.

 سبب تسمية سورة الحشر بهذا الاسم

 سميت سورة الحشر بهذا الاسم بسبب ذكر حشر بني النضير من المدينة المنورة ، وإجلائهم إلى أريحا في بلاد الشام ، وسمّيت أيضًا السورة سورة بني النضير ، وذلك بسبب ذكر قصة بني النضير فيها.

دروس مستفادة من سورة الحشر

 فيما يأتي بعضاً من الدروس المستفادة من سورة الحشر:

 نقض العهد أمر لا يستهان به ، فيعاقب عليه الخائن. 

معصية الله- سبحانه تعالى- وإصرار الفرد على ذلك يكون سببًا في عقاب الله- سبحانه تعالى- في الدنيا قبل الآخرة. 

هجرة الفرد المسلم من الذنوب والمعاصي ، أو هجرته من مكان يُعصى فيه الله- تعالى- أمر مستحب ، يستحق الفرد لأجله الثناء من الله- تعالى-.

 النظام الاقتصادي الإسلامي قائم على مساعدة المتعثرين ، مع تحفيز الملكية المفردية ، كونها محفّز قوي للعمل والانتاج ، ويظهر ذلك بشكل جليّ في توزيع غنائم غزوة بني النضير على المهاجرين فقط دون الأنصار لأنهم كانوا أغنياء. 

يدرك الداعية بأن طريق الدعوة إلى الله محفوفة بالمكاره ، والمعاندين ، والمنافقين ، فما عليه إلّا المضي قدمًا في سير الدعوة ، فالثواب من الله- تعالى-.

 يدرك المسلم بأنه يجب أن لا يغفل عن الاستعداد للآخرة بالتقوى ، والعمل الصالح. 

يستفاد مما سبق بأنّ سورة الحشر سورة مدنيّة بالاتفاق ، نزلت بعد غزوة أحد في بني النضير عندما قاموا بنقض العهد مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، وقد كانوا عاهدوا رسول الله على عدم الوقوف ضد دعوة الإسلام ، وبعد خيانتهم للعهد أمر رسول الله بإخراجهم من المدينة المنورة ، وكان المنافقون قد تخلوا عن نصرة بني النضير بعدما حرّضوهم على رفض الخروج من المدينة المنورة.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

154

متابعين

17

متابعهم

1

مقالات مشابة