أول تائب إلى الله عز وجل
إنه آدم عليه السلام، خلقه الله من تراب ثم جعله طينا ،ثم صار الطين حمأ مسنونا ،ثم تركه حتى كان صلصالا كالفخار، ثم نفخ فيه من روحه،فصار إنسانا.
قال صلى الله عليه وسلم(لما نفخ في آدم ،فبلغ الروح رأسه عطس ،فقال:الحمدلله رب العالمين، فقال له تعالى:يرحمك الله. )(1)
وكان إبليس عليه اللعنة يطوف حوله وهو لايزال حما مسنونا لما ينفخ فيه الروح بعد وذلك قبل أن يطرد من الجنة فاحسده..
قال صلي الله عليه وسلم:لما خلق الله ادم تركه ما شاء ان يدعه،فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف انه لا يتمالك (٢).
وكان رب العزه قبل خلق آدم عليه السلام قد اخبر الملائكة بذلك وامرهم أن يسجدوا له بعد أن ينفخ فية روحه{ إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن طِینࣲ (71){ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ }
[سُورَةُ صٓ: 71-72].
فسجد الملائكة كلهم لادم عليه السلام،طاعة لأمر الله، وكان إبليس حاضرا واهدا فلم يسجد حسدا وحقدا على آدم الذي أكرمه الله على خلقة .
{ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ (30)إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰۤ أَن یَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ (31) قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ (32) قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ (33){قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ (34) وَإِنَّ عَلَیۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ }
[سُورَةُ الحِجۡرِ: 30-35].
ورفض إبليس السجود لآدم استكبارآ منه فكان من الكافرين ،وكان جزاؤه الطرد من رحمة الله ثم الخلود هو وأتباعه فى نار الجحيم.
وأسكن الله آدم عليه السلام وزوجته حواء التى خلقت منه في الجنة..{ وَیَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٩].
ثم حذر المولى عز وجل آدم وحواء من إبليس وعداؤه لهما .{ فَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوࣱّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا یُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰۤ (117){ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیهَا وَلَا تَعۡرَىٰ (118){ وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُا۟ فِیهَا وَلَا تَضۡحَىٰ
[سُورَةُ طه: 117-119].
وكان على آدم وحواء أن يأكلا من شجر الجنة إلا شجرة واحدة، وبعد فترة من سكنى آدم وحواء الجنة، استطاع الشيطان أن يصل إليهما بوسوسته، فقال لآدم:{ فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ }
[سُورَةُ طه: ١٢٠].(1)
وظل إبليس عليه اللعنة يوسوس لآدم وحواء بأن ياكلا من الشجره التى امرها ربهما ألا ياكلا منها حتى نسى آدم عليه السلام تحذير ربه وأكل هو وزوجته منها.
{ فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِیُبۡدِیَ لَهُمَا مَا وُۥرِیَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَ ٰ تِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ (20 )وَقَاسَمَهُمَاۤ إِنِّی لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ(21)
فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورࣲۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَاۤ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَاۤ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: 20-21]
فلما عصى آدم وزوجته امر ربهما وأكلا من الشجره بدت لهما عوراتاتهما ،فأخذا من ورق الجنة كى يسترا العورة وعملا إزرآ،واختبأ آدم حياء من ربه فناداه ربه : افرار منى يا آدم؟.
قال :بل حياء منك يارب مما جئت به .
وأدرك آدم عليه السلام خطأه فبادر بالتوبة إلى الله فقال هو وزوجته:{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٢٣].
وكانت تلك الكلمات هي اول دعاء واستغفار لآدم ثم من ذريته من بعده إنها اول توبة من أول تائب إلى الله، وبالفعل قبل الله عز وجل توبته لكنه أهبطه إلى الأرض كى يعيش فيها هو وذريته من بعده ..{ فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتࣲ فَتَابَ عَلَیۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ (37)قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ:37-38]
وهذي هيا قصة أول تائب إلى الله عز وجل
فرصة التوبة مفتوحة مادام النفس متحركآ ،والتوبة من التكامل.