سبب نزول سورة الحاقة

سبب نزول سورة الحاقة

0 المراجعات

سبب نزول سورة الحاقة

 

ما سبب نزول سورة الحاقة ؟ 

إنَّ ممّا ورد في سبب نزول سورة الحاقّة أن الوليد بن المغيرة كان يصف رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه ساحر ، بينما كان يصفه أبو جهل بأنّه شاعر ، ووصفه عقبة بأنّه كاهن ، فأنزل الله- تعالى- الآيات الآتية( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) ، وأقسم على صدق نبيِّه محمد- صلّى الله عليه وسلّم-.

 ما مدى صحة الحديث المرتبط بنزول سورة الحاقة ؟ 

أوردت بعض كتب التفسير في سبب نزول سورة الحاقة ما رُوي عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه-( إنِّي أُمِرتُ أن أُدنيك ولا أُقصيك ، وأن أُعلِّمَك وأن تعيَ ، وحقٌّ لك أن تعيَ ، قال فنزلت هذه الآيةُ{ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}) ، أي تعِي ما هي عاقبة المعاصي والذنوب التي تستحقّ وقوع العذاب من الله- تعالى-.

 وفي هذا الحديث نظر ؛ فهو حديث شاذ ولا يُعرفُ إسنادُه ، وقد نصّ السيوطي على أنّ هذا الحديث لا يصحُّ.

أين نزلت سورة الحاقّة ؟

 نزلت سورة الحاقّة في مكّة المكرّمة ؛ فهي سورة مكّيّة بإجماع العلماء ، وسُمّيت بسورة الحاقة ؛ لورود لفظ الحاقّة في أوّل آية فيها ، حيث إنّ هذا اللفظ لم يرد في القرآن الكريم سوى في مطلع هذه السورة ولذلك سُمّيت به. 

وقد نزلت سورة الحاقة في السنة الخامسة قبل الهجرة ، وتضمّنت عدّة مواضيع ؛ فقد ذكرت يوم القيامة لتذكير النّاس بأهواله ، وبيّنت حتميّةَ وقوع هذا اليوم ، وكان هذا ردًّا على الذين كذّبوا وقوعه ، وعمدت السّورة الكريمة إلى التّذكير بحال الأمم السّابقة ، والعذاب الذي لاقته جزاء كفرها وعنادها ، فبيّنت أنواع العذاب الذي لاقوه في الدّنيا ، وأنّ لهم في الآخرة أيضًا نصيبًا من العذاب.

 وذكر الله- تعالى- النّعم التي أنعم بها على عباده المؤمنين ، وكيف نجّاهم من العذاب ، ثمّ وصفت الآيات حال الناس يوم البعث والجزاء ، والدرجات التي يتفاوتون فيها ؛ فمنهم من ينال أشدّ درجات العقاب والحساب بسبب كفره بالله- تعالى- ، والاستهزاء برسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ، والجحود بالمعجزة التي وضعها- تعالى- بين أيديهم وهي القرآن الكريم.

 وأوضحت الآيات تثبيت الله- تعالى- لنبيِّه الكريم ، وتهديد المشركين وإنذارهم ، إذ إنّ عدم استجابتهم تحتّم عليهم وقوع التّهديد الذي وعدهم الله- تعالى- به من أهوال وعذاب.

ترتيب نزول سورة الحاقة

 نزلت سورة الحاقة بعد سورة تبارك ، وقبل سورة المعارج ، ويبلغ عدد آياتها إحدى وخمسين آية ، والمقصود بالحاقّة هو يوم القيامة ، وسُمّيت القيامة بالحاقّة ؛ لأنّها ذات الحواق- جمع حاقة- من الأمور ، فهي صادقة في وقوعها ووقوع كلّ ما وعد الله- تعالى- بوقوعه.

 وقيل إنَّ الحاقّة هي يوم الحقّ ؛ إذ ينال كلُّ إنسان في ذلك جزاؤه وحقّه عن عمله في الدّنيا ، وقيل لأنّها أحقّت النّار لبعض الأقوام.

 دروس مستفادة من سورة الحاقة

 يُستفاد من سورة الحاقة العديد من الدروس والعبر منها ما يأتي :

 يجب على الإنسان الاتّعاظ وأخذ العبرة من الأمم السّابقة ، والتّفكر في حالهم الذي استدعى وقوع العذاب من الله- تعالى- ، فقد كانت عاقبةَ تكذيبهم للرّسل ، وإنكارهم للبعث العذاب الذي حلّ عليهم ، والعذاب الذي أعده الله- تعالى- لهم يوم القيامة. 

على الإنسان الإكثار من الأعمال الصّالحة في هذه الدّنيا ، ليلقى اللهَ- تعالى- يوم القيامة وهو راضٍ عنه.

 ينبغى على الإنسان ألّا يغفل عن ذكر الله- تعالى- ، وحمده على نعمه ، والثناء عليه وشكره على جميع النعم التي أنعم الله- تعالى- بها على العباد.

 سورة الحاقّة من السور المكيّة التي تحدّثت عن يوم القيامة ، وتناولت أمور البعث والجزاء ، وتوعّدت الكافرين بالعذاب ، وسبب نزول الآيات الآخيرة من سورة الحاقة هو سخريّة كفار قريش من النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ووصفهم له بأنّه شاعر وساحر وكاهن ، فأقسم الله- تعالى- ليؤكّد صدق رسوله الكريم ، وقد نزلت سورة الحاقة بعد سورة تبارك ، وقبل سورة المعارج ، وتضمنت عِدّة دروس منها وجوب الاعتبار من الأمم السابقة ، والاستعداد ليوم القيامة بالإكثار من الأعمال الصالحة ، وتذكر نعم الله- تعالى- التي منّ بها على عباده.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

154

متابعين

17

متابعهم

1

مقالات مشابة