عام جديد في طاعة الله ٢٠٢٤
عام جديد في طاعة الله ٢٠٢٤
ونحن الآن نودع عاما مضى من العمر، و نستقبل عامًا جديداً بإذن المولي، علينا استقبال العام الجديد بالمزيد من الطاعات والتوبة، و بداية العام بكل إيمان وتقوى وخشوع لله عز وجل.
وعلى المؤمن محاسبة نفسه وتدارك أخطائه والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة و طاعته سبحانه و تعالى و المبادرة إلى التوبة وترك معصية الله والتمرد على طاعته.
لقد قال عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه -: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتهيَّؤوا للعرض الأكبر على الله".
و سيُسأل المرء عن عمره فيما أفناه، فقد روى الترمذي في سننه من حديث أبي بَرْزَةَ الأسلمي - رضِي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأَل: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيمَ فعل؟ وعن ماله من أين اكتَسَبه؟ وفيمَ أنفَقَه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟)).
و اليوم، لابد من المبادرة والتقرب إلى الرحمن قبل بداية العام وترك معصية الله وطاعته عز وجل على أكمل وجه، وفي هذا المقال من خلال منصة أموالي سوف أعرض لكم:
أهم النصائح في طاعة الله سبحانه وتعالى
١_ الصلاة
أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة هي "الصلاة" فلابد من الالتزام بالصلاة والمواظبة عليها و عدم تأخيرها، فالصلاة هي عماد الدين.
وأن أداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة يحاسب بصلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر» (أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألبانى في صحيح سنن الترمذي).
وقال تعالى في كتابه الكريم: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨﴾ - سورة البقرة.
و عليك بالالتزام بصلاة النوافل ( صلاة النوافل مع الصلوات المفروضة، وصلاة الضحى، وصيام الليل) لما لهم من فضل كبير لتقرب العبد من ربه، فهي صلوات تطوعية له فضل وخير كبير عليك.
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أول ما يحاسب به العبد صلاته، يقول الله تبارك وتعالى للملائكة: انظروا إلى صلاة عبدي، فإن وجدوها كاملة كتبت له كاملة، وإن وجدوها انتقص منها شيء قال: انظروا هل تجدون لعبدي تطوعًا، فتكمل صلاته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على قدر ذلك».
٢_ الصدقة
الصدقة لها فضل كبير في الإسلام وتطهير للأموال والبدن من الذنوب والمعاصي و بركة في المال وسعة في الرزق، و إدخال البهجة والسرور على الفقراء والمساكين.
قال -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
و قال -تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
٣_ الصيام
الصيام هو العبادة التي يُثاب الصائم عليها ويكتب الله له بها الجزاء الوفير يوم القيامة.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
٤_ الاذكار
وأن للاذكار فضل كبير في التقرب من الله، اجعل يومك ملئ بتلك العبادة العظيمة.
وعليك المواظبة على أذكار الصباح و المساء، أذكار النوم والاستيقاظ، أذكار الآذان، أذكار الوضوء، أذكار دخول المسجد، أذكار دخول المنزل، أذكار الخروج من المنزل، أذكار الخلاء، وغيرها من الأذكار الأخرى التي تجعل المؤمن أقرب إلى الله عز وجل.
قال تعالى: " ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ".
قال تعالي: "فَٱذْكُرُونِىٓ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لِى وَلَا تَكْفُرُونِ".
٥_ الدعاء
الدعاء فيه طاعة الله عز وجل وأمتثال لأوامر، وهو سبب لدفع غضب الله و رفع البلاء عن الإنسان في الدنيا، وله أجر وثواب كبير في الآخرة.
الدعاء له فضل كبير في التقرب من الله، و العبادة على أكمل وجه فهو حلقة الوصل بين الإنسان و ربه.
يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة" (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
وقال تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لِى وَلْيُؤْمِنُوا۟ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
٦_ القرآن الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب الذي أُنزل على النبي-صلى الله عليه وسلم- لهداية ورحمة الناس أجمعين.
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
وأن لقارئ القرآن شأن عظيم ومكانة عالية لا تُعطى لغيره، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يُقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارْقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
وأن لحفظ القرآن أجر عظيم عند الله، فإن القرآن شفيع لصاحبه يوم القيامة ويجعل العبد أقرب إلى ربه.
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة».
وقد قال تعالى عن القرآن الكريم:﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾.
وقال في سورة الإسراء: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾.
عليك بدء عامك الجديد بالمواظبة والالتزام بقراءة الورد القرآني اليومي، مع أهمية وضع خطة لحفظ القرآن، وأجعل أول ما تبدأ به اليوم هو القرآن.
٧_ الحرص على مصاحبة الصالحين
وأن للصحبة الصالحة أثر كبير في التقرب إلى الله عز وجل، والالتزام بالفرائض، والتذكير بطاعة الله وأمتثال أوامره.
عليك بالصحبة الصالحة التي تمنعك من الذنوب والمعاصي، التي تحثك على فعل الخيرات، وتدفعك إلى دخول الجنة.
٨_ التوبة من المعاصي والذنوب
وأن الذنوب والمعاصي سبب في معصية الله والتمرد على طاعته، وسبب في سخط وغضب الرب، فيجب عليك التخلص منها والتوبة إلى الله وابتغاء رضوان الله.
وعليك بالتوبة النصوح الصادقة، ومعاهدة الله على عدم العودة إلى المعاصي، والندم على فعل المعاصي والذنوب.
يقول سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا).
كما يقول سبحانه وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).
أدعية استقبال العام الجديد ٢٠٢٤
اللهم في بداية هذا العام الجديد جدد أرواح ذبلت وأهدي قلوب ضلت واشف أجساد أنهكها المرض وفرج هموم باتت في قلوبنا ولا يعلم بها إلا أنت اللهم عاما جميلا بالقرب منك.
اللهم مع بداية العام الجديد اكتب لنا الخير فيه واجعله ختام لأحزاننا وبداية لحياة جديدة مليئة بالسعادة.
اللهم ارزقنا حلاوة الرحمة وطول الصحبة ولذة المغفرة وصفاء الود وتجنب الزلل وبلوغ الأمل وحسن الخاتمة.
اللهم اجعل السنة الجديدة سنة خير ومحبة وسلام لأمتنا العربية والإسلامية تمنياتي للجميع عام جديد مليء بالنجاح والعافية والسعادة.
اللهم اجعله عامًا لا يضيق لنا فيه صدر ولا يخيب لنا فيه أمر ولا يرد لنا فيه دعاء واحفظ لنا من نحب وبشرنا بما يسر وحقق لنا ما نتمنى.
اللهُم إنا نستودعك سنة مضت من عمرنا بأن تغفرها لنا، وترحمنا وتعفو عنا وأن تُبارك لنا في أيامنا القادِمة، وتصلح أنفسنا وتُيسر أمرنا.
اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير الثواب، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئاتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة.
ربي اغفر لي ما مضى، وأصلح لي ما بقي، وأعوذ بك من شرها اللهم اجعله عامًا ملئ بالسعادة والفرح.
اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة، اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتطهر قلبي، وتحصن فرجي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة.
اللهم إني أسألك أن تبارك في سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خَلقي، وفي خُلقي، وفي أهَلْي، وفي محياي، وفي عملي وتقبل حسناتي.
رب أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
الآن وقد انتهى بنا هذا المقال، أتمني أن يكون قد نال إعجابكم، وأود تهنئة سيادتكم بالعام الجديد و نسأل الله أن يجعله عاماً سعيداً عليكم جميعاً، مليئاً بطاعة الله، و مليئاً بالخير والسعادة.
و اسأل الله لكم الخير والسعادة في كل أمور الحياة، وأن يرزقكم العمر المديد في طاعته إن شاء الله.
وكل عام وأنتم بألف خير، وكل عام وأنتم أقرب إلى الله.
