عصيان بني إسرائيل لأنبياءهم - الجزء الثاني

عصيان بني إسرائيل لأنبياءهم - الجزء الثاني

0 المراجعات

قصة أخرى من قصص بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام تروي فعلهم بعد رؤيتهم لمعجزة عظيمة على نبيهم.

كان فرعون يظلم بني إسرائيل أشد الظلم، وكان يسومهم سوء العذاب، ويعمد إلى المواليد الذكور فيقتلهم دون رحمة، يسجن ويعذب ويعيث في الأرض فساداً. فأرسل الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام ليخرجهم من هذه الظلمات إلى نور الحق. لكن بني إسرائيل ظلوا على كفرهم دهراً ولم يؤمنوا إلا متأخرين.

حين اشتد الظلم ببني إسرائيل أمر الله تعالى سيدنا موسى أن يأخذ قومه ويذهب بهم إلى البحر هربا من فرعون. خرج بنو إسرائيل جميعهم حتى وصلوا إلى البحر، وكان فرعون قد علم بما قرر موسى، فجمع جنده وخرج في أثرهم.
كان قوم موسى يقفون أمام البحر خائفين يقولون له: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، أي لن نتمكن من النجاة، سيصل فرعون إلينا بتأكيد ويقتلنا. لكن موسى كان على يقين بأن الله تعالى معه. (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).
ولحظة أن وصل فرعون إلى بنى إسرائيل، أوحى تعالى لنبيه موسى عليه السلام أن يأخذ عصاه فيضرب البحر بها. فعل موسى كما أُمِر فانشق البحر نصفين في معجزة عظيمة أمام بني إسرائيل.
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).
سار القوم وتبعهم فرعون ليلحقهم. وبعد أن وصل بنو إسرائيل إلى الضفة الأخرى أغرق الله تعالى فرعون وجنوده في البحر، وتخلص بنو إسرائيل كدمن أكبر الطغاة بفضل الله تعالى.
سار موسى بقومه بعد أن أنجاهم الله تعالى. تأمل معى ما حدث بعد ذلك.
مر بنو إسرائيل على جماعة من الناس يعبدون صنماً، وقد كانت بنو إسرائيل تعبد الأوثان في الماضي قبل بعثة سيدنا موسى عليه السلام. حين رأى بنو إسرائيل هذا الصنم قالوا لموسى: نريد أن نعبد صنماً كهذا (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ).
ياللهول، الله تعالى قد أنقذهم للتو بمعجزة رهيبة تخضع لها القلوب وتخشع لها الأبصار وتقشعر منها الأبدان. للتو كان هناك إثبات لهم على وجود الله تعالى وقدرته، ومع ذلك فور رؤيتهم للصنم أرادوا مثله، ونسوا الله تعالى.

هذا دأب بني إسرائيل، منهم مهتد وكثير منهم فاسقون.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

96

متابعين

105

متابعهم

4

مقالات مشابة