تفسير سورة القارعة

تفسير سورة القارعة

0 المراجعات

تفسير سورة القارعة

 

تفسير سورة القارعة

 اشملت سورة القارعة على ثلاثة مواضيع رئيسية ، وهي الحديث عن أهوال يوم القيامة ، ومصير المؤمنين المتقين ، والكافرين المنكرين ، وفيما يأتي بيانٌ وشرحٌ للأفكار التي اشتملت عليها سورة القارعة :

مشاهد من أهوال يوم القيامة 

بدأت السورة الكريمة باسم من أسماء يوم القيامة ، والقارعة تأتي بمعنى الضرب والهزّ بشدّة ، وسمّيت بهذا الاسم ، ذلك لأنّ أحداث يوم القيامة تقرع قلوب الناس لشدّتها وفظاعتها ، وتخزي الكفار وأعداء الله- تعالى- فتقرعهم ، ثمّ استفهمت الآيات الكريمة عن القارعة ، والغرض من الاستفهام هنا التهويل ، وتنبيه الإنسان إلى حقيقة يوم القيامة للاستعداد لهذا اليوم.

 ومن أحداث يوم القيامة تشبيه الناس بالفراش المتطاير حول النار ، وذلك كناية عن كثرة الناس يوم القيامة واضطرابهم ، ومسيرهم نحو أرض المحشر ، والجبال تكون قد تفرّقت وهُدّمت ، وشبهت في الآيات الكريمة بالصوف المتناثر والمنفوش ، قال الله- تعالى-( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ).

فوز وسعادة المتقين

 انتقلت الآيات الكريمة للحديث عن مصائر الناس في يوم القيامة ؛ بناءً على ثقل أعمالهم الصالحة وقلتها ، فأمّا من أحسن وعمل صالحاً وكان ميزانه من الصالحات ثقيلاً فجزاؤه الفوز والسعادة في يوم القيامة ، خالداً مخلداً في نعيم الجنة المقيم ، قال الله- تعالى-( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ).

 خسارة الاقل أعمالا يوم القيامة 

وبعد أن بيّنت الآيات الكريمة ثواب من ثقل ميزانه من العمل الصالح ، انتقلت الآيات للحديث عن الفئة الأخرى من الناس ، ممّن خف ميزانهم من العمل الصالح ، فمأواه في يوم القيامة نار جهنم ، وقد عظّمت الآيات الكريمة من شأن نار جهنم ، بالسؤال عنها.

وذلك لتحذير الناس من عذاب النار ، فيكون هذا دافعاً لهم ليكونوا ممّن ثقلت موازينهم يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح ، قال الله- تعالى-( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ). 

مقاصد سورة القارعة

 سأذكر بعض مقاصد سورة القارعة فيما يأتي :

 وصف مشاهد يوم القيامة ، من حال الناس فيها ، ووصف لبعض مظاهر الأرض ، من مثل حالة الجبال بعد انهيارها وتفرقها. 

التهويل من يوم القيامة لتخويف الناس ، ليكونوا على أتمّ الاستعداد لهذا اليوم العظيم.

 بيان الصنّف الأول من الناس في يوم القيامة ، وهم من اتّعظوا وأكثروا من العمل الصالح في الحياة الدنيا ، فثوابهم النعيم المقيم في الجّنة.

 بيان الصنف الثاني من الناس في يوم القيامة ، وهم من أنكروا وكذّبوا وكان نصيبهم يوم القيامة العذاب في نار جهنّم خالدين فيها.

 استخدام أسلوبي الترهيب والترغيب ، الترهيب قد كان في التعظيم من شأن يوم القيامة والتخويف منه والحديث عن أهواله ، والترغيب كان في الحديث عن نعيم المؤمنين في يوم القيامة.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

154

متابعين

17

متابعهم

1

مقالات مشابة