سبب نزول سورة العلق
سبب نزول سورة العلق
ما سبب نزول سورة العلق ؟
سورة العلق فيها الإشارة إلى بدء الخلق وتكريم الإنسان بالعلم ، وهي النّعمة والانطلاقة التي غيّرت مجرى التاريخ ، إذ جاءت هذه الكلمات الأولى في مطلع هذه السورة المباركة ، وتقسم سورة العلق من حيث التنزيل إلى مرحلتين :
المرحلة الأولى الآيات( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ، وسبب نزولها أنَّها كانت بداية الوحي السماوي ، ونزول جبريل- عليه السلام- وتلقي الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأوّل كلام الله- تعالى-.
فعن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها- قالت( حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ اقْرَأْ ، قالَ ما أنا بقارِئٍ ، قالَ فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ اقْرَأْ ، قُلتُ ما أنا بقارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ اقْرَأْ ، فَقُلتُ ما أنا بقارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ{ اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ * اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ).
المرحلة الثانية الآيات( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَ * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى.) ، إلى آخر السورة ، وسبب نزولها ما رواه ابن عباس حيث قال( كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّي فجاءَ أبو جهلٍ فقال ألم أنهكَ عن هذا ، ألَمْ أنهكَ عن هذا ، ألم أنهكَ عن هذا ، فانصرفَ النبي صلى الله عليه وسلم فزبرهُ ، فقال أبو جهلٍ إنّكَ لتعلمُ ما بها نادٍ أكثرَ منّي فأنزلَ اللهُ تباركَ وتعالى فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة ، قال ابن عباسٍ والله لو دعا ناديهِ لأخذتهُ زبانيةُ اللهِ).
سبب تسمية سورة العلق بهذا الاسم
العلقة هي" قطعة من دمٍ غليظ جامد ، وهي طور من أطوار تكوين الجنين" ، وقد تَسمَّت هذه السورة بهذ الاسم شأن كثير من السور التي تَسمَّت بمطلع آياتها ، وتخصيص الذكر بالعلق ؛ إشارة إلى هذه المعجزة الربانية في خلق الإنسان من شيء لا يكاد يُذكر وعلى أطوار متتابعة إلى أن أصبح إنساناً في أحسن تقويم.
أين نزلت سورة العلق ؟
سورة العلق سورة مكيّة نزل مطلعها عندما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- متحنثاً في غار حراء ، في جبل النور الواقع على بعد حوالي ميلين من مكة المكرمة.
ترتيب نزول سورة العلق
إنَّ مطلع سورة العلق من الآية 1- 5 ؛ هو أوّل ما نزل من القرآن الكريم على سيدنا محمد- صلى الله عليهم وسلم- ، وهذا ثابتٌ في الأحاديث الصحيحة ،( ٧) كما في حديث في حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت( حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ اقْرَأْ).
دروس مستفادة من سورة العلق
لسورة العلق الكثير من الدروس المستفادة نذكر منها :
كرم الله- سبحانه وتعالى- العلي العظيم مالك الملك الذي لا يدرك سعة ملكه إلا هو أن اختار أحد مخلوقاته محط تنزل كلامته ومستودع حكمته.
على الإنسان أن يقابل هذا الكرم بالشكر ؛ بأن يستقيم على منهجه- سبحانه- الذي تفضّل به عليه.
دور العزلة الإيمانية في تربية النفس ، حيث تأخذها من شواغل الحياة وهموم الناس الصغيرة لتتفكر وتتدبَّر في الكون الواسع وتعود بزاد إيماني يظهر عليها وينعكس على من حولها.
أهمية القراءة في حياة الفرد والمجتمع ، وتخصيصها بأوّل وحي السماء لتذكر المسلم بأهميتها.
أهمية القلم في الإشارة إلى تدوين العلم وتقييد فوائدة.
قدرة الله- سبحانه وتعالى- بأن جعل العلقة الضعيفة الصغيرة تتحول إلى كائن مكرّم يتعلّم ، وهذا من باب التشريف له ورفع قدره.
قد يتسبب المال في طغيان الإنسان وانحرافه عن جادة الصواب.
دوام الصراع بين الحق والباطل ، والمدافعة المستمرة بين الفئة المؤمنة والفئة الكافرة في هذه الحياة الدنيا.
مهما بلغت قوّة أهل الباطل ، وإيذائهم لأهل الحق ، فإن المؤمن قوي بربِّه مطمئن لنصره- سبحانه وتعالى-.
الصلاة صلة بين العبد بربه والسجود سبيل القرب من الله وتعالى-.