شرح الأحاديث النبوية (الجزء الثاني)

شرح الأحاديث النبوية (الجزء الثاني)

0 المراجعات

نستكمل في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثاني)
 

أحديث اليوم:  (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه)، (رضا الرب في رضا الوالدين).

 

الحديث الأول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

 

الحب هو قاعدة أساسية في المجتمع الإسلامي، فاللبنة الأولى للأمة الإسلامية هي الأسرة وهي مبنية على الحب. لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن أحد أسس الإيمان بالله تعالى هو أن يحب المؤمن أخاه، فلا كره ولا حقد ولا حسد، وقد نهى الله سبحانه وتعالى في القرآن عن كثير من الأفعال التي من شأنها إدخال الكره بين المسلمين مثل قوله تعالى: (ولا تجسسوا) (ولا يغتب بعضكم بعضاً) (لا يسخر قوم من قوم). كل هذه أوامر تعزز الحب بين المؤمنين. ولا يكتفي النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحب المؤمن الخير لأخيه المؤمن إنما يزيد عليه بأن إيمان المرأ لا يكتمل إلا إذا أحب له ما يحب لنفسه من الخير، فإن فضل نفسه عليه فقد انتقص ذلك من إيمانه، وهذا يرسخ أيضا مبدأ الإيثار في المجتمع الإسلامي.
 

الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الربّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما).
 

دائما ما يقرن القرآن الكريم بر الوالدين بعبادة الله تعالى، فيقول عز وجل في سورة الإسراء: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)، ويقول في سورة الأنعام: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)، ويقول تعالى في سورة البقرة: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً). وفي هذا الحديث يقر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة فيقول أن رضا الوالدين من رضا الله، فإذا رضي الوالدان عن الابن رضي الله عنه، وإذا سخط الوالدان عن الابن سخط الله تعالى عليه. فعلى المسلم أن يستشعر أهمية البر بالوالدين في الإسلام فإنه أحد أعمدة الإيمان والتقوى، فعليه أن يطيعهما، وأن يرفع قدرهما ويجلهما، فأذية الوالدين عند الله عظيمة ولا فلاح مع عقوق الوالدين لأنه من الكبائر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

278

متابعين

96

متابعهم

3

مقالات مشابة