شرح الأحاديث النبوية (الجزء الثالث)

شرح الأحاديث النبوية (الجزء الثالث)

0 المراجعات



 

نستكمل في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثالث)
 

حديث اليوم:  (إذا مات الإنسان انقطع عمله).
 

عن أي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
 

الموت حقيقة لا ينكرها أحد مهما كانت ملته، وقد بين لنا الله سبحانه وتعالى بعض ما يخفى علينا في أمر الموت. فالموت يعني انتهاء الوقت المحدد للإنسان في الدنيا ولم يعد بإمكاني القيام بأعمال صالحة أخرى ما لم يفعل في دنياه، ولهذا كان يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التوبة قبل الغرغرة، أي قبل الموت، وكذلك قبل ظهور علامات الساعة الكبرى لأنه لا توبة بعد ذلك، فإذا مات المرأ حوسب على ما عمل ولا سبيل له ليستزيد من الأعمال الصالحة.ولكن في هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك طريقاً للمؤمنه يمكنه من خلاله كسب حسنات حتى وإن كان ميتاً:
الأمر الأول: الصدقة الجارية.
إذا قدم المرأ صدقة جارية عن نفسه قبل موته، فإن كل من استنفع بها بعد موته كتب في ميزان حسناته، والصدقة الجارية كأن يحفر بئرا للمسلمين، أو يبني داراً لتحفيظ أيتام المسلمين القرآن، أو داراً لأعمال الوقف. كل هذه الأعمال تزيد حسنات المؤمن حتى بعد موته.
 

الأمر الثاني: علم ينتفع به.
العلم الصحيح سواء كان من علوم الدنيا أم علوم الدين هو من أجل الأعمال التي أمرنا الله تعالى بها. فإذا أورث العالم علمه لتلميذه ونفع تلميذه به الآخرين كان ذلك في ميزان حسنات العالم حتى بعد موته لا ينقص ذلك من أجر التلميذ.
 

الأمر الثالث: ولد صالح يدعو له.
الدعاء للوالدين بعد الموت مطلوب، فهو آخر ما يمكن للابن تقديمه لوالدين وهذا أقل الوفاء.
 

لذا على المؤمن أن يعمل في دنياه لأخراه وأن يحرص على حمل زاده الذي ينفعه حتى بعد موته.
 

العبر المأخوذة من الحديث:
(1) تذكير النبي صلى الله عليه وسلم لنا بالموت حتى لا تلهينا الدنيا.
(2) وجود الاستزادة من الأعمال الصالحة.
(3) فضل الصدقة الجارية.
(4) فضل العلم ومكانة العلماء.
(5) أهمية دعاء الابن لوالديه قبل موتهما وبعده.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

278

متابعين

96

متابعهم

3

مقالات مشابة