شرح الأحاديث النبوية (الجزء السابع)

شرح الأحاديث النبوية (الجزء السابع)

0 المراجعات

نستكمل في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء السابع)

أحاديث اليوم: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه)، (ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم).

 

الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة).

رغم أنفه أي ديست أنفه في التراب ويعني الذل والصغار والهوان.
إن بر الوالدين طريق عظيم للوصول إلى الجنة، وإن برهما وهم على كبر يجعل من ذلك الباب أوسع. فالوالديان في الكبر يحتاجان إلى رعاية أكثر، وحماية أوفر، وفي العناية بهما مشقة أكبر، والله يجازي على كل ذلك، ولما كان الوالدان يغدقان الرعاية على الأبناء وهم أطفال ويتحملون غي ذلك الصعاب والمشقات، فرض الله تعالى برهما والوفاء لهما ورعايتهما، فمن كان أم أو أب قد بلغ من الكبر عتيا فإنه أقرب إلى الجنة إن برهما. لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم، يالخزي وهوان وذل المرأ إذا أدرك أبواه على كبير وكانت أمامه وسيلة سهلة ويسيرة لدخول الجنة ط عن طريق رعايتهما، ولكنه لم يفعل فدخل النار. وكرر النبي صلى الله عليه وسلم (رغم أنفه) ثلاث مرات إمعانا في إهانة من ضيع الجنة وقد كان بيده العمل للفوز بها.

الحديث الثاني: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قوماً من الأنصارِ، سألوا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعْطَاهم، ثم سألُوهُ فأعْطاهم، حتى نَفِدَ ما عندهُ، فقال: (ما يكون عِندَي من خيرٍ فلن أدَّخِرَهُ عنكم، ومن يستعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللهُ، ومَن يتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ مِنَ الصَّبرِ).

يحكي الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن جماعةً من الأنصار قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبوا منه مالا، فأعطاهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي دون حد، ثم سألوه مرة أخرى فأعطاهم، وكرروا الأمر مرة ثالثة فأعطاهم، ثم لم يجد عنده ما يعطيهم إياه، فقال لهم: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، أي: إنكم تعلمون قدركم ومنزلتكم عندي، ووالله لو أني لي مال لأعطيته لكم ولكن نفد من عندي. ورغم أن الرسول كان ينفق كل ماله على المحتاجين، إلا أنه كان يحرص على غرس قيم التعفف في نفوس المسلمين جميعا، فقال: ومن يستعفف يعفه الله، أي ومن يطلب من أن يعفه ويمنعه عن سؤال الناس، فإن الله يرزقه ذلك. ومن يستغني عن الناس ومالهم ويلجأ لله الغني يغنيه، ويطلب الصبر ويرزقه الله إياه، وإن خير ما أعطي الرجل هو الصبر.

العبر المأخوذة من الحديث:
أولا: وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والإنفاق على كل محتاج.
ثانيا: العفة خلق جميل على كل مسلم أن يتصف به.
ثالثا: على المؤمن أن يستغني عن الناس ويتوكل على الله وحده.
رابعا: عظم أجر الصبر وفضل الصابرين.
خامسا: أفضل أخلاق الإسلام وصفاته هو الصبر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

278

متابعين

96

متابعهم

3

مقالات مشابة