النبي أيوب عليه السلام

النبي أيوب عليه السلام

0 المراجعات

قصة النبي أيوب عليه السلام:

كان النبي أيوب عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وهو من ذرية إبراهيم عليه السلام. وكان أيوب عليه السلام رجلاً غنياً ومحبوباً ومباركاً في ماله وأهله وولده. وكان يعبد الله تعالى بإخلاص ويتقيه ويصدقه وينفق في سبيله. وكان يشفق على الفقراء والمساكين ويطعمهم ويكسوهم ويعينهم. وكان يشكر الله على نعمه ويحمده على ما أنعم به عليه.

ولكن الله تعالى أراد أن يبتليه ببلاء شديد، ليمتحن صبره وإيمانه وتقواه. فأرسل الله الشيطان إلى أيوب عليه السلام، فأخذ منه كل ما كان يملك من مال ومواشي وزرع وخدم وأولاد. فجاءته نبأ وراء نبأ بما أصابه من خسارة وهلاك، فلم يبق له شيء من دنياه. ولكن أيوب عليه السلام لم يجزع ولم ييأس ولم يشك في رحمة الله وحكمته. بل قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وقال: "اللهم لك الحمد على كل حال".

ثم أراد الله أن يزيد في ابتلائه، فأصابه الله بمرض عظيم، فبلغ منه البلاء ما لم يبلغ من أحد. فاستولى على جسده الدود والقروح والجرب والحكة، وسال منه الدم والصديد، وانتفخت أعضاؤه وتقرحت، وتساقط شعره وأظفاره، وتغير لونه وشكله، حتى لم يعرفه أحد. ولم يبق من جسده سليماً إلا قلبه ولسانه، فكان يذكر الله ويدعوه ويصبر على ما أصابه. ولم يشتك إلى أحد من خلق الله، ولم يقل شيئاً يسخط الله أو ينقص من عزته.

وكانت زوجته تخدمه وتعتني به وتحن عليه، وكانت تأخذ من شعرها وتبيعه لتجلب له الطعام والدواء. وكانت تحمله على ظهرها من مكان إلى مكان، ليتنفس الهواء ويشاهد الخلق. وكانت تواسيه وتقول له: "يا أيوب، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، وإن الله لا يبتلي إلا من يحب، فاصبر واحتسب، ولا تقنط من رحمة الله". وكان أيوب عليه السلام يقول لها: "يا زوجتي، إني كنت أعبد الله في الرخاء سبعين سنة، فهل أنا أقل من أن أصبر عليه في الشدة سبع سنين؟".

وكان الناس يتجنبون أيوب عليه السلام وينفرون منه، ويقولون: "إنه لمذنب عظيم، فقد غضب الله عليه وعذبه بما لم يعذب أحداً". وكان بعض أصحابه يزورونه وينصحونه بالتوبة والاستغفار، ويقولون له: "يا أيوب، ما بالك تصبر على هذا العذاب، ولا تستعيذ بالله من الشيطان؟ أما تعلم أن الله قادر على كل شيء، فلماذا لا تسأله أن يرفع عنك هذا البلاء؟". وكان أيوب عليه السلام يقول لهم: "يا أصحابي، إني لا أشكو إلى الله من شيء، فإنه هو الذي أعطاني وهو الذي أخذ مني، وهو الذي ابتلاني وهو الذي يشفيني.
 وإني لا أستعيذ بالله من الشيطان، فإنه لا يضرني بشيء، وإنما هو مبتلى بي، وهو من الخاسرين. وأما أن أسأل الله أن يرفع عني هذا البلاء، فإني أخشى أن يكون هذا من عجلتي وجزعي، وأن يكون هذا من قلة شكري وصبري. فإن الله أعلم بحالي وأحوالي، وإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها".

وبقي أيوب عليه السلام في هذا الحال سبع سنين، فلما بلغ منه الأمر ما بلغ، واشتد به الحال ما اشتد، وانتهى القدر المقدور، وتم الأجل المحدد، رفع أيوب عليه السلام يديه إلى الله تعالى، ودعاه بدعاء خاص، فقال: "رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين". فهذا دعاء ليس فيه شكوى ولا استعجال ولا تعجب ولا تسخط، بل هو دعاء فيه اعتراف و استسلام وتضرع و رجاء. فاستجاب الله تعالى دعاءه، ورحمه برحمته، و شفاه، وأمره أن يركض برجله .وهكذا شفي نبينا أيوب عليه السلام فجزاه الله بالذرية الصالحة و بالخيرات.

العبرة من قصة أيوب عليه السلام: 

  1. التظرع لله دائما.
  2. الصبر على الابتلاءات 
  3. عدم السخط على أمر قدره الله.
  4. شكر الله في السراء والضراء.🤲
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

9

followings

4

مقالات مشابة