الصحابي الجليل اوس وزوجته خولة بنت ثعلبة

الصحابي الجليل اوس وزوجته خولة بنت ثعلبة

0 المراجعات

قصة الصحابي الجليل اوس وزوجته خولة بنت ثعلبة:

خولة بنت ثعلبة كانت امرأة مسلمة مؤمنة وفية لزوجها أوس بن الصامت، الذي كان صحابياً جليلاً وشهيداً في سبيل الله. كانت خولة تحب زوجها وتحترمه وتطيعه، وكانت ترعى أولادها الصغار بعناية وحنان. ولكن زوجها كان يعاني من الفقر والضعف والمرض، وكان لسانه عياً ولم يكن يتكلم كثيراً. وفي يوم من الأيام، حدث بينهما خلاف بسيط، فغضب زوجها وقال لها كلمة قبيحة وجارحة، قال: "أنت علي كظهر أمي". وهذه الكلمة كانت تعني في الجاهلية أن الزوج يحرم على زوجته كما تحرم عليه أمه، ولا يجوز له أن يعود إليها إلا بعد أن يتزوجها رجل آخر ثم يطلقها. وكانت هذه الكلمة تسبب الحزن والمهانة والفرقة للمرأة وأولادها.

فلما سمعت خولة هذه الكلمة، انفجرت دموعها وقالت لزوجها: "والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه". ثم خرج زوجها من البيت وتركها وحيدة مع أولادها. وبعد ساعة، رجع زوجها وأراد أن يصالحها ويقرب منها، ولكنها رفضت وقالت: "كلا، والله لا تخلصن إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه". فخرجت خولة من البيت وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكت إليه ما حدث بينها وبين زوجها، وطلبت منه الفتوى والحل. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أراك إلا قد حرمت عليه". وهذا يعني أن الزوج لا يحق له أن يعود إلى زوجته بعد ما قال، وأنها تعتبر منفصلة عنه. فقالت خولة: "يا رسول الله، إن أوسا من قد عرفت، أبو ولدي، وابن عمي، وأحب الناس إلي، وقد عرفت ما يصيبه من اللمم وعجز مقدرته، وضعف قوته، وعي لسانه، وأحق من عاد عليه أنا بشيء إن وجدته، وأحق من عاد علي بشيء إن وجده هو، وقد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا". فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أراك إلا قد حرمت عليه". وكررت خولة كلامها وحجتها، وكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمه وفتواه. وفي كل مرة، كانت خولة تبكي وترفع يديها إلى السماء وتدعو الله وتقول: "اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي، وما شق علي من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج". وكانت عائشة رضي الله عنها تسمع كلام خولة وتشفق عليها وتبكي معها.

وفي هذه اللحظة، حدث شيء عجيب ومدهش، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يتغشى ويسقط على الأرض، وهذا ما كان يحدث معه عند نزول الوحي من الله تعالى. فانتظرت خولة وعائشة حتى استفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا به يبتسم ويقول لخولة: "يا خولة، قد أنزل الله فيك وفي زوجك قرآنا". ثم قرأ عليها الآيات الأولى من سورة المجادلة، التي تبدأ بقوله تعالى: "قد سمع الله قول اللتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير". وفي هذه الآيات، أبطل الله حكم الظهار الذي كان في الجاهلية، وجعل للزوج خياراً بين أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكيناً، قبل أن يعود إلى زوجته التي ظهر منها.

فقالت خولة للرسول صلى الله عليه وسلم:والله يارسول الله ان زوجي ماعنده شيئ ليعتق رقبة.

فقال لها رسول الله :يصوم شهرين متتابعين .

فقالت خولة :والله يارسول الله إن زوجي رجل كبير و مريض ولا يستطيع الصيام.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :يطعم ستين مسكينا.

فأجابت خولة قائلة:يارسول الله إن اوس زوجي فقير ولا يملك شيئا.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :حسنا اذهبي وابشري إني ساعدها بثمرة ليتصدق بها كل يوم.

وهكذا ذهبت خولة بنت ثعلبة فرحة ومبتهجة الى منزلها،فقابلت الصحابي الجليل اوس فقال لها لعلك اتيت لاخذ امتعتك وهذا من حقك نتيجة لجهلي وسرعتي في الكلام باتباع الجاهلية.

ثم ردت عليه برح وسرور قائلة ابشر يازوجي العزيز إن رسول الله قد أخبرني أنه سيساعدك بثمرة كل يوم لتتصدق بها ففرح كثيرا.

  وهذا كله درس للناس ليؤمنوا بالله ورسوله ويحترموا حدوده، وليعلموا أن الله سميع بصير بما يقولون.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

9

followings

4

مقالات مشابة