سيدنا سليمان والنملة الحكيمة

سيدنا سليمان والنملة الحكيمة

0 المراجعات

 

سليمان عليه السلام والنملة الحكيمة:

 سليمان عليه السلام هو نبي من أنبياء الله وملك من ملوك بني إسرائيل. كان له ملك عظيم وحكمة عالية وقدرة خارقة على التحدث مع الحيوانات والطيور والجن. هذه قصة عن أحد معجزاته التي أظهر فيها قوته وعدله ورحمته.

يروي القرآن الكريم أن سليمان عليه السلام كان يمرض بجيشه من الإنس والجن والطير في رحلة إلى بلاد اليمن. وفي طريقهم وجدوا واديا مليئا بالنمل. فسمع سليمان عليه السلام نملة تنادي على أصحابها قائلة: "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون". فابتسم سليمان عليه السلام من قولها وقال: "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".

ثم أمر سليمان عليه السلام جنوده أن يتوقفوا عن المسير وأن يحفظوا النمل من أي ضرر. وأرسل رسولا إلى النملة التي تكلمت ودعاها إلى حضورها. فلما جاءت النملة خشعت لسليمان عليه السلام وسألها عن سبب ندائها. فقالت النملة: "يا سيدي الملك، إني لا أخاف منك ولا من جنودك، فأنتم خلق الله ونحن خلق الله. ولكني أخاف على أهلي وأصدقائي من أن يصابوا بمكروه بسبب جهلكم بوجودنا. فإن الله تعالى يحب الرحماء ويكره الظالمين".

فعجب سليمان عليه السلام من حكمة النملة ومن خشيتها لله ومن حبها لأهلها. فقال لها: "يا نملة، إنك قد أبهرتني بكلامك و أعجبتني بصفاتك. فأنت من الحكماء و المتقين و المحسنين. فاسال الله أن يبارك فيك وفي أهلك وأن يزيدك من فضله و كرمه. وأنا اعطيك من ملكي ما تشاء، فاختاري ما تريدين".

فقالت النملة: "يا سيدي الملك، إني لا أريد من ملكك شيئا، فأنا راضية بما قسم الله لي من رزق و منزلة. ولكني أسألك أن تعفو عني وعن أهلي وأن تسمح لنا بالعيش في سلام و أمان. وأن تدعو لنا بالهداية والتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة".

فقال سليمان عليه السلام: "يا نملة، إنك قد اخترت أفضل ما يمكن أن تختاره. فأنت من الزاهدين والشاكرين و الصابرين. فأنا أعفو عنك وعن أهلك وأسمح لكم بالعيش في سلام و أمان. وأدعو لكم بالهداية والتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة. وأنا أشهد أن الله تعالى هو الرزاق والمنان و الوهاب".

وبعد ذلك استأذنت النملة من سليمان عليه السلام ورجعت إلى أهلها  و اخبرتهم بما حدث. ففرحوا جميعا و حمدوا الله على نعمته و فضله. ومضى سليمان عليه السلام في رحلته مع جنوده وسبح الله وذكره وشكره على ما أنعم عليه من ملك ونبوة و معجزات.

الحومة  المستفادة من القصة هي:

  1. ان سليمان عليه السلام كان ملكا عادلا و نبيا شاكرا و يحترم جميع المخلوقات و يعطيها حقها.
  2. ان الله تعالى يعطي من يشاء من عباده النبوة والملك والمعجزات و يحب الرحماء و يكره الظالمين.
  3. ان القناعة كنز لا يفنى.وان الزهد في الدنيا يرفع الانسان في الآخرة .
  4. ان الحيوانات والطيور والجن لها لغتها و أحوالها، وتسبيح الله و تخافه و تطيعه.🙂

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

9

followings

4

مقالات مشابة