جبر الخواطر عبادة تشفي القلب المنكسر
من سار بين الناس جابرا للخواطر..ادركه الله في جوف المخاطر
علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن:((المسلم أخو المسلم، لايظلمه،ولا يخذله،ولا يكذبه،ولا يحقره)). فحرمه المؤمن أشد عندالله من حرمة الكعبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )).
فأين التراحم وجبر الخواطر بيننا؟
لماذا نكسر خواطر بعضنا البعض بالقول والعمل؟!
حينما اوحي الله تعالي لسيدنا نوح عليه السلام قائلا:(( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)).
وفي لحظه فتحت ابواب السماء بماء منهمر وفجرت الارض عيونا(( فالتقي الماء علي امر قد قدر)).
(( ونادي نوح ابنه وكان في معزل يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)).
فكان رد الابن:((قال ساوي الي جبل يعصمني من الماء )) فجاء الرد :(( لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم)). فمن تناله رحمه الله هو فقط من سينجو من الفتن والشدائد وسينحو من الشيطان ووساوسه.
ويقول الامام علي رضي الله عنه: قطرة من فيض جودك تملأ الارض ريا ….ونظرة بعين رضاك تجعل الكافر وليا
فنحن في حاجه لرحمة الله في كل شئ، وحينما ابتلي سيدنا ايوب بالمرض ثمانيه عشر عاما استغاث برحمه الله فقال: (( اني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين)). فاجابه الله برحمة منه فقال سبحانه وتعالي:(( فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا)).
ويقول انس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ،فكان إذا كربه امر يقول: “” ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين “” فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستغيث برحمة الله وكان يقول ( ارحموا ترحموا).
(( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)). هكذا ربانا نبينا علي مكارم الأخلاق والرفق واللين وعلي التراحم وجبر الخواطر فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرف كبيرنا)).
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي: (( اللهم من ولي من أمر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به)). فلن ينصلح حالنا الا بالتحلي بالاخلاق التي علمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:
صلاح امرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس ،ولا تكلفوهم ما يغلبهم ،فإن كلفتموهم فاعينوهم)).
وصحابه الرسول عليه الصلاة والسلام خير المتبعين حتي بعد وفاته ، فبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه أبوبكر الصديق وارجع السيادة علي الجزيرة العربية ، وبعد وفاة ابي بكر الصديق خلفه سيدنا عمر بن الخطاب اميرا للمؤمنين، وكان ابوعبيدة بن الجراح رضي الله عنه قائد الجيش، فبعد ان انتهي من فتح دمشق كتب الي اهل القدس يدعوهم إلي الله و إلي الإسلام ، فرفضوا أن يجيبوا مادعاهم اليه، فحاصر بيت المقدس ، وطلب من اهلها الصلح، ولكنهم رفضوا ، وقال رهبانهم : (( لن يفتحها إلا رجل،وذكروا بعض الأوصاف الجسمية لرجل معين ، وان اسمه يتكون من ثلاثة حروف ، فوجد المسلمون ان هذه المواصفات لا تنطبق إلا علي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة المنورة ليتسلم مفاتيح القدس ، فلم يمش عمر بن الخطاب رضي الله عنه الي القدس يخيل قوية ،ولا بجيوش جرارة، ولكن مشي إليها بناقة وخادم معه ، وحيدان يتلوان سورة يس ….حتي وصلوا الي القدس.