ماهي مكانة الزهد في الاسلام؟

ماهي مكانة الزهد في الاسلام؟

0 المراجعات

ماهو الزهد؟ وكيف نصل اليه؟

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(( يارسول الله دلني علي عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال صلي الله عليه وسلم :(( ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)).

كان مطلب هذا الرجل عظيما، وهو محبة الله،لانه بيده الخير كله ، واليه يرجع الخير كله، وكذلك محبة الناس ، لأنهم شركاء الحياة. 

حيث يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيمه، بها ننال محبة الله وكذلك الناس، فليس الزهد كما يفهمه البعض ،فالامام ابن القيم رحمه الله أخبرنا بمعني الزهد الحق، قال: الزهد: هو سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه إلي دار الأخرة، اي ان القلب يكون مشغول بركعتين في جوف الليل ، او بعمل طيب يلقي الله به، او بحسنات تثقل من موازينه ، ولا يكون مشغول بالدنيا.

فما انشغل بها النبي صلى الله عليه وسلم يوما، لنفسه ، وكان في دعائه يقول:(( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا)).

وكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الأخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكن منهما بنون، فكونوا من أبناء الأخرة،  ولاتكونوا من أبناء الدنيا)).

كيف تعلق قلبك بالآخرة وماعند الله؟

هناك ثلاث عوامل تعينك علي الزهد في الدنيا، تعينك ان تستغل الدنيا كمزرعة للآخرة:

اولا: لكي تتعامل مع الدنيا وتعطيعها قدرها الحق فعليك أن تعلم حقيقتها، فيقول الله تعالي:(( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا  ثم يكون حطاما)).

أي أن الدنيا كمطر شقي زرعا فنما واخضر لونه فأعجب به الكفار(اي الزراع)،ثم؟! هل سيظل علي حاله اخضر يانعا؟! بالطبع…..لا سيجف ويصفر لونه وييبس وتذروه الرياح.

ثانيا:عليك أن تعلم الآخرة أيضا، وهي أن الآخرة هي دار البقاء، فيقول الله عز وجل:(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)).

ففي اللغة إذا دخلت((وان)) علي الكلمة فتفيد الثبوت والدوام والكثرة، أي أن الدار الآخرة هي الدار الثابتة ، فالدنيا ممر ….والآخرة دار مقر…فعيشنا ودارنا الحق في الآخرة…ويشهد علي ذلك النبي ويقول:(( اللهم لاعيش  إلا عيش الآخرة)).

الدنيا هي دار عناء(( لقد خلقنا الإنسان في كبد)).

هي دار التعب والمشقة، أما الآخرة ففيها العيشة الراضية للمؤمنين، يقول الله تعالى:(( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية)).

وإذا نظرنا إلي سكن الدنيا والآخرة والمفاضله بينهما نجد أمامنا دارين او منزلين:

_ أحدهما لن نتمكن أن نقيم فيه طويلا ، وربما يهدم في لمحة بصر، وليس بالضرورة تماما أن نلقي من ساكنيه حبا أو نلقي من جيراننا فيه حسنا.

_ أما الآخر فسنقيم فيه خلودا، ومع جميع جوانبه، ولانري فيه حرا ولا بردا ، ولانسمع فيه لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما،ولا نلقي فيه من احد غل فقد نزع الغل ، وقد يمن الله علينا ويكون جارنا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم،  كأننا برسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبنا، كانه يأخذ بأكتافنا كما أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما  ويقول:(( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، فيقول ابن عمر رضي الله عنهما:(( إذا امسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا اصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)). ويوصينا الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا  فيقول:(( إن الدنيا حلوة خضرة،وان الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا)).

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

75

followers

133

followings

109

مقالات مشابة