حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية.
حفظ الإسلام حقوق الإنسان في كل مراحل حياته حيث قال الله تعالي ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً﴾ [الإسراء: 70]
وبرغم من إتساع المنهج الإسلامي إلا إنه لم يغفل جانب الطفل،وكفل الإسلام حقوق الطفل منذ قبل ولادته وإلي أن يشتد عوده،وقد أعتني الإسلام بالطفوله وأولاها أهتماما كبيرا،لأن الأطفال هم شباب الغد والمستقبل ،فالإسلام من أول المهتمين بحقوق الطفل وقد وضع دستورا شاملا لضمان حقوق الطفل قبل ولادته إلي سن البلوغ.
متي تبدأ حقوق الطفل في الإسلام؟ما حقوق الطفل في الإسلام؟
ينظر الإسلام إلي الأطفال علي انهم زينه الحياه الدنيا وزهرة أيامها عليهم تعلق الأمال بالغد الأفضل للأوطان ،لذا قرر الإسلام للطفل حقوقا حتي قبل تكوينه ف بطن أمه فدعا الزوجين إلي حسن إختيار شرك الحياة، حيث أمر الزوج بحسن إختيار الزوجة حتي لا يتعاير بها الطفل ،لقول الرسول (صلي الله عليه وسلم) (تُنكَح المرأة لأربع: لمالها،ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك)،وحرم الإسلام الزنا حفاظا علي الأنساب وان يعرف كل طفل أمه وأباه لينعم برعايتهم ،وهذا بعد عجيب وكأن الطفل محل أهتمام الأحكام الشرعية حتي قبل أن يتخلق في بطن أمه، وحرم العدوان علي حياه الجنين بالجهاض وحث الوالدين علي احسان تسميه اولادهم أوجب الأسلام على الوالدين أن يكونو باريين بأبنائهم ومن مظاهر هذا البر أن يحسنو اختيار أسمائهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم)حيث أن الأسم يرافق الإنسان طول حياته وإلي مماته فقد ورد ايضا عن الرسول (صلي الله عليه وسلم):( (حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه)،حتي لا يؤذيه الأسم إذا ما نودي بيه بين الاطفال حتي لا يسخروا منه ،وكان الرسول (صلي الله عليه وسلم )تدخل بنفسه لتعديل اسماء الاطفال حيث احد الصحابه سمي ابنه (حرب) فغير اسمه الي (سلم )،لما يعلمه أن الاسم له تاثير سلبي علي نفسيه الطفل.
لم يقف الإسلام على حماية حقوق الطفل المادية بل أنه راعى حتى مشاعرة النفسية وجعل له حق بأن يشعر بالطمأنينة وراحه نفسية، " وقد عاب القرآن الكريم من يسخط بولادة الأنثى فقال تعالى:
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)،وفي ذلك حماية لحقوق الأنثى
كما كفل الإسلام حق الطفل في الرضاعة حيث قال تعالي (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ [البقرة: 233]
لما للرضاعة من أهمية علي صحة الطفل حيث تقوي مناعته وتحميه من الأمراض .
وقد نادي الإسلام أيضا بالمساواة ،حيث لا يجوز للوالدين التفريق بين أبنائهم في المعاملة ،وتميز الذكور عن الإناث، وقد أوجب الإسلام أيضا علي تعليم الطفل الأمور الدينية والدنيوية لقول الرسول (صلي الله عليه وسلم):((مُرُوا الصبي بالصلاة ابن سبع، واضربوه عليها ابن عشر))
وبناء علي ما سبق فقد تناول الإسلام حقوق الطفل في جميع مراحل حياته،قبل ولادته إلي بلوغه سن البلوغ ويشتد عوده ويصبح قادر علي مواجهة صعوبات الحياة .