عمر بن عبد العزيز .. نماذج مشرفة من عدله

  مقدمة

كان عمر بن عبد العزيز، المعروف أيضًا باسم عمر الثاني، شخصية مؤثرة في التاريخ الإسلامي. وأصبح الأمير (الخليفة) بمصادفة تاريخية عندما رقد الأمير الأموي سليمان على فراش الموت ورشح عمر بن عبد العزيز خلفا له.

نموذج من عدله

ذات يوم بعث إليه واليه على البصرة برجل أخذت أرضه عنوة، فرد عمر هذه الأرض إليه ثم قال له:

 «كم أنفقت في مجيئك إلي؟»

 قال الرجل: «يا أمير المؤمنين، تسألني عن نفقتي وأنت قد رددت علي أرضي وهي خير من مائة ألف؟»،

فأجابه عمر:

 «إنما رددت عليك حقك»،

 ثم ما لبث أن أمر له بستين درهمًا تعويضًا له عن نفقات سفره.

قبل توليه الخلافة

وكان عمر بن عبد العزيز ابن عم بعيد لسليمان، وكان حاكم مصر والمدينة المنورة لأكثر من اثنين وعشرين عاما. وكان معروفاً بصقله وخبرته وتقواه. قبل توليه الخلافة، كان عمر بن عبد العزيز شاباً عصرياً طيب الرائحة. إلا أنه بعد قبوله مسؤوليات الخلافة أثبت أنه أكثر أمراء بني أمية تقوى وقدرة وأبعد نظر ومسؤولية.

النهضة الداخلية

خلال خلافته، حول عمر بن عبد العزيز تركيزه من الفتوحات الخارجية إلى النهضة الداخلية. استدعى جيوشه من الحدود وركز على تعزيز العقيدة والقيم الأخلاقية للمجتمع المسلم. وشهد عهده ازدهارا إيمانيا، على غرار فترة عمر بن الخطاب، وكثيرا ما يشار إليه بعمر الثاني.

امه حفيدة الخليفة الراشد الثاني عمر

ولد عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة حوالي عام 680. كان والده عبد العزيز بن مروان ينتمي إلى العشيرة الأموية الثرية، وكانت والدته ليلى بنت عاصم حفيدة الخليفة الراشد الثاني عمر. وقد أكد المؤرخون على نسبه من الخليفة عمر لتمييزه عن غيره من الحكام الأمويين.

وقبل سليمان الاقتراح

تم تعيينه والياً على المدينة المنورة عام 706 م، وبقي في هذا المنصب طوال عهد الخليفة الوليد والخليفة سليمان. وعندما مرض سليمان مرضًا خطيرًا وأراد تعيين خليفة له، اقترح مستشاره عمر بن عبد العزيز ليكون الأمير التالي، وقبل سليمان الاقتراح.

عهد عمر بن عبد العزيز

تميز عهد عمر بن عبد العزيز بجهوده في الحفاظ على سلامة الخلافة الأموية من خلال التأكيد على الدين والعودة إلى المبادئ الأصلية للعقيدة الإسلامية. ويعتبر مصلحاً وعالماً وراعياً للإسلام.

قبول الخلافة على مضض

عمر بن عبد العزيز كان خليفة مشهوراً بصلاحه وتقواه وميله للعدل. عندما تولى الخلافة، قبل بالأمر على مضض وبدون طلب أو مشورة من المسلمين. في خطابه للناس، أعلن أنه ابتلي بهذا الأمر دون رغبة منه وخلع بيعتهم له، داعيًا إياهم للاختيار بحرية.

الغاء موكب الخلافة

عند توليه الخلافة، قام عمر بن عبد العزيز بإلغاء موكب الخليفة وبيع أثاث بيت الخلافة وتحويل المال إلى بيت مال المسلمين. كما أرسل كافة العطايا والأموال المخصصة للخليفة إلى بيت مال المسلمين.

الختام

أمر بإرسال كل العطايا والأموال المخصصة للخليفة، لبيت مال المسلمين، ولم يبقي سوى ما كان يملكه قبل توليه الخلافة، ثم توجه إلى أمراء بني أمية، فذكرهم بالله وحذرهم من غضبه وأمرهم برد كل ما أخذوه بوجه غير حق، لكنهم رفضوا، فاستخدم معهم اللين، فلم يستجيبوا، فاستخدم معهم الشدة.