"الصيام في الجاهلية العربية قبل الإسلام"
المقدمة:
تعتبر الجاهلية العربية الفترة التي سبقت ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، وكانت تتميز بتنوع العادات والتقاليد في المجتمع العربي، ومن بين العادات التي كانت تمارسها قبائل الجاهلية كان الصيام، الذي قد تختلف ممارسته وأسبابه عن الصيام في الإسلام؛
في هذه المقالة، سنلقي الضوء على مفهوم الصيام في الجاهلية العربية وكيفية ممارسته قبل ظهور الإسلام.
المفهوم العام للصيام في الجاهلية:
في الجاهلية، كان الصيام يمارس بأشكال مختلفة وبدوافع متعددة، وكما هو الحال في العديد من الثقافات القديمة، كان الصيام يعتبر وسيلة للتقرب إلى الآلهة وللتطهير الروحي، كما كان يعتبر أحد الطقوس الدينية والشعائر التي تمارس في أوقات معينة أو في مناسبات خاصة.
أشكال الصيام في الجاهلية:
- الصيام التطوعي: كان بعض الأشخاص يمارسون الصيام تطوعًا لأسباب دينية أو روحية، وقد يصومون لفترات طويلة دون تناول الطعام والشراب.
- صيام القتال: في حالات الحروب والمعارك، كان الصيام يمارس قبل المعركة للحصول على قوة وصبر إضافي، وقد يُشمل ذلك الامتناع عن الطعام والشراب لفترة محددة.
- الصيام التكفيري: كان البعض يمارس الصيام كوسيلة للتكفير عن ذنوبهم أو للشفاء من الأمراض أو لطلب الرحمة والبركة.
- الصيام المفروض:حيث فرض الله على الامم التي سبقت الاسلام صيام ثلاثة ايام من كل شهر ولم تذكر تفاصيل عن هذا في القران لكن من المؤكد انه فُرض عليهم الصيام لقولة تعالى {فرض عليكم الصيام كما فرض على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
- صيام يوم عاشورا:عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنوده، فصامه سيدنا موسى شكرا لله تعالى، ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته بصيامه.
أسباب ودوافع الصيام في الجاهلية:
- الاقتراب من الآلهة: كان الصيام وسيلة للتقرب من الآلهة والتواصل معها، ويعتقد بأن الصيام يجعل الشخص أكثر قربًا من العالم الروحي ويساعده في التواصل مع القوى الخارقة.
- التطهير الروحي: يعتقد بأن الصيام يساعد على تنقية الروح والجسد من الشوائب والذنوب، ويساهم في تحقيق النقاء الروحي والتحضر الأخلاقي.
- القوة والصبر: يعتبر الصيام في الجاهلية وسيلة لإكتساب القوة والصبر، وكان يعتقد أن الصائم يتمتع بقدرة أكبر على التحمل و التحمّل في مواجهة الصعاب والتحديات.
كيف كان الصيام قبل ان يفرض:
كانوا يتوقفون فيه عن الطعام والشراب من شروق الشمس وحتى المغيب، أما رجال الدين فكانوا يصومون الثلاثة أيام بصورة متتالية ويفطرون في يوم يُسمى (عيد ئيزي)، لذلك فالصيام عندهم يُقسم إلى نوعين: صيام العامة وصيام النخبة وهم رجال الدين.
الخاتمة:
كان الصيام في الجاهلية العربية قبل الإسلام يتميز بتنوع شكله ومفهومه،وكان يعتبر وسيلة للتقرب من الآلهة و للتطهير الروحي ، وكذلك وسيلة لاكتساب القوة والصبر ،ومع ظهور الإسلام تغيرت مفهومات الصيام وتحولت إلى مفهوم ديني أكثر تحديداً وتنظيماً.
