قصص الانبياء وبالتحديد قصه سيدنا يوسف عليه السلام.
قصة سيدنا يوسف عليه السلام تعتبر من القصص الرائعة والمليئة بالدروس والعبر.
أولا:المقدمة.
قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أجمل القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، فهي مليئة بالعبر والدروس التي تفيد المؤمنين في حياتهم. وردت هذه القصة في سورة يوسف بشكل مفصل، وسنتناول في هذه المقالة تفاصيل هذه القصة والدروس المستفادة منها.
الجزء الأول: حياة سيدنا يوسف عليه السلام في كنعان.
سيدنا يوسف هو ابن سيدنا يعقوب عليهما السلام، وكان سيدنا يعقوب يحب يوسف حبًا شديدًا مما أثار غيرة إخوته. رأى يوسف في صغره رؤيا عجيبة حيث رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. عندما أخبر والده بهذه الرؤيا، نصحه سيدنا يعقوب بألا يقصص رؤياه على إخوته خوفًا من مكيدتهم.بسم الله الرحمن الرحيم(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).
الجزء الثاني: مكيدة أخوة سيدنا يوسف له.
قرر إخوة يوسف أن يتخلصوا منه بسبب الغيرة الشديدة. فاقترح أحدهم أن يلقوه في بئر، وجاؤوا إلى أبيهم بقميص يوسف ملطخًا بدم كذب، مدعين أن ذئبًا قد أكله. ثم وجد يوسف نفسه في قاع البئر حتى مرت قافلة تجارية وأخرجته من ظلمه البئر، وباعوه كعبد في مصر.بسم الله الرحمن الرحيم(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غيابة الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). صدق الله العظيم.
الجزء الثالث: حياه سيدنا يوسف في قصر عزيز مصر.
اشترى العزيز، أحد كبار رجال الدولة في مصر، يوسف واتخذه ابنًا له. لكن زوجة العزيز، التي عرفت بجمال يوسف وأخلاقه، حاولت إغوائه ولكنه رفض وأبى إلا أن يكون طاهرًا. واتهمته زورًا بالاعتداء عليها، فألقي في السجن ظلمًا.بسم الله الرحمن الرحيم(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)صدق اله العظيم.
الجزء الرابع: في السجن.
في السجن، قابل يوسف رجلين كانا قد سجنا معهما، وقد رأى كل منهما رؤيا. فسر لهما يوسف رؤياهما بدقة، فأحدهما عاد إلى خدمته عند الملك، والآخر أعدم. طلب يوسف من الرجل الذي عاد إلى خدمة الملك أن يذكره أمام الملك، ولكن الرجل نسي أمره.بسم الله الرحمن الرحيم(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ)صدق الله العظيم.
الجزء الخامس: تفسير رؤيا الملك.
بعد مرور سنوات، رأى الملك رؤيا عجز المفسرون عن تفسيرها. تذكر الرجل يوسف، وأخبر الملك عنه. استدعى الملك يوسف، فسر الرؤيا بأن البلاد ستواجه سبع سنوات من الرخاء تليها سبع سنوات من الجفاف. نصح يوسف الملك بتخزين الحبوب في سنوات الرخاء لتستخدم في سنوات الجفاف. أعجب الملك بحكمة يوسف وعيّنه وزيرًا.بسم الله الرحمن الرحيم(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٍ ۖ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى رُءْيَٰىٓ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ)صدق الله العظيم.
الجزء السادس: لقاء أخوة سيدنا يوسف له.
أثناء سنوات الجفاف، جاء إخوة يوسف إلى مصر لطلب المساعدة. عرفهم يوسف لكنهم لم يعرفوه. تعامل معهم بلطف وكرم، حتى كشف لهم عن هويته في النهاية. سامحهم على ما فعلوه به، ودعاهم للعيش في مصر مع والده يعقوب.بسم الله الرحمن الرحيم(قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَٰهِلُونَ)(قَالُواْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِى ۖ قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ)صدق الله العظيم.
قصة سيدنا يوسف مليئة بالعبر، منها:
- الإيمان بالله والتوكل عليه في كل الظروف.
- الصبر على البلاء والشدائد.
- العفو عند المقدرة، فقد سامح يوسف إخوته بالرغم من ظلمهم له.
- الحكمة والتدبير في الأزمات، كما فعل يوسف أثناء سنوات الجفاف.
تُعد قصة سيدنا يوسف نموذجًا رائعًا للأخلاق الإسلامية والتعامل النبيل، وتذكرنا دائمًا بأن مع الصبر يأتي الفرج.