عمربن الخطاب ..ثاني الخلفاء الراشدين

عمربن الخطاب ..ثاني الخلفاء الراشدين

4 reviews

من هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه؟

 

سيدنا عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وُلد في مكة عام 586 ميلادي تقريبًا، وكان أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين في التاريخ الإسلامي. تولى الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحكم من 634 إلى 644 ميلادي. اشتهر بالعدل والشجاعة والزهد، وأسهم بشكل كبير في توسع الدولة الإسلامية، حيث فتح العديد من المناطق مثل الشام والعراق ومصر.

image about عمربن الخطاب ..ثاني الخلفاء الراشدين

لقب سيدنا عمر بن الخطاب بالفاروق لانه فرق ببين الحق والباطل.

إسلام عمر بن الخطاب…

 كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ الإسلام. قبل إسلامه، كان عمر من أشد المعارضين للدين الجديد وكان يعامل المسلمين بقسوة.

تروي الروايات أن رضي الله عنه قرر قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي طريقه لذلك، علم أن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما. ذهب إلى بيتها غاضبًا، وسمعهم يقرؤون القرآن، فدخل وضرب أخته. عندما رأى الدم يسيل من وجهها، شعر بالندم وطلب أن يرى ما كانوا يقرؤونه. قرأ بعض الآيات من سورة طه، فتأثر بكلمات القرآن وأسلم في نفس اللحظة.

إسلام عمر كان له تأثير كبير على المسلمين؛ فقد أصبحوا يشعرون بالأمان وازدادت ثقتهم بأنفسهم، وأصبح عمر من أهم المدافعين عن الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه تميز بصفات كثيرة جعلته أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي. ومن أهم هذه الصفات:

1. **العدل**:

 كان الفاروق مثالاً في تحقيق العدل بين الناس. لا يتردد في اتخاذ القرارات الصائبة حتى لو كانت ضد مصلحة نفسه أو أقاربه.

2. **الشجاعة**: 

عرف بشجاعته في المعارك وحكمته في اتخاذ القرارات العسكرية. كان قائداً عسكرياً محنكاً، قاد العديد من الفتوحات الإسلامية.

3. **الزهد والتواضع**: 

على الرغم من مكانته العالية كخليفة، عاش عمر بن الخطاب حياة بسيطة وزاهدة، وكان يرفض الترف والبذخ.

4. **الحكمة**:

 كان عمر معروفًا بحكمته وحنكته في إدارة شؤون الدولة، وقدرته على حل المشكلات بطرق مبتكرة وعادلة.

5. **القوة في الحق**:

 لم يكن يتردد في قول الحق واتخاذ المواقف الصارمة إذا كان ذلك يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين.

6. **التقوى والورع**:

 كان عمر بن الخطاب متدينًا للغاية، يخشى الله في كل أفعاله ويحرص على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية.

7. **الشورى والاستشارة**: 

كان يستشير الصحابة والعلماء في الأمور المهمة، ويعتمد على آرائهم في اتخاذ القرارات، مما يعكس روح الديمقراطية في حكمه.

8. **الاهتمام بالعدل الاجتماعي**:

 اهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الفقراء والمساكين، وكان يحرص على مراقبة أحوال الناس بنفسه.

هذه الصفات جعلت من عمر بن الخطاب شخصية محبوبة ومُقدَّرة في التاريخ الإسلامي، ورمزًا للقيادة الحكيمة والعادلة.

قصة عمر بن الخطاب والقبطي…

 هي واحدة من القصص التي تبرز عدل عمر وشجاعته في مواجهة الظلم. تروي القصة أن عمرو بن العاص، والي مصر في ذلك الوقت، كان لديه ابن تسابق مع قبطي (أي مصري مسيحي) في سباق خيل. عندما فاز القبطي، ضربه ابن عمرو بن العاص قائلاً: "خذها وأنا ابن الأكرمين".

اشتكى القبطي لعمر بن الخطاب في المدينة المنورة. استمع عمر للقبطي ودعاه إلى الذهاب معه إلى مصر. عندما وصلوا، جمع عمر الناس ونادى على عمرو بن العاص وابنه. أعطى عمر الدرة (عصا) للقبطي وقال له: "اضرب ابن الأكرمين". فقام القبطي وضرب ابن عمرو بن العاص أمام الجميع. ثم قال عمر لعمرو بن العاص: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

هذه القصة أصبحت رمزًا للعدالة التي حكم بها عمر بن الخطاب وسعيه لتحقيق المساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. 

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُعرف بعدله ورعايته لحقوق جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك النساء.

& وفيما يلي بعض الأمثلة التي تظهر مواقفه في هذا الصدد:.

1.الشورى مع النساء...

 كان الخليفة الثانى رضي االله عنه يستشير النساء في الأمور العامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك موقفه مع السيدة الشفاء بنت عبد الله التي كانت مسؤولة عن السوق وكانت تستشيره في الأمور التجارية.

2.تحديد المهور… 

حاول عمر بن الخطاب تحديد مهور النساء في إحدى خطبه، ولكن امرأة قامت وأعترضت على ذلك وقالت له إن القرآن لم يحدد مهور النساء، واستشهدت بآية من القرآن. فتراجع عمر عن قراره وقال: "أصابت امرأة وأخطأ عمر".

3.الحماية والرعاية…

 كان عمر حريصًا على حماية النساء ورعاية حقوقهن. وقد عين نساءً للقيام ببعض المهام الرسمية، مثل الرعاية الصحية والتجارة.

4.العدالة والمساواة:

 قصصه العديدة عن العدالة تشمل حقوق النساء. على سبيل المثال، كان يتجول في المدينة ليلاً ليتفقد أحوال الناس بنفسه، وعُرفت عنه قصته مع المرأة التي كانت تغلي الماء لأولادها لإسكات جوعهم، وتوجه لمساعدتها فورًا بعد أن علم بحالها.

تعامل عمر بن الخطاب مع النساء كان قائمًا على مبدأ العدالة والمساواة، وعمل دائمًا على حماية حقوقهن وضمان كرامتهن في المجتمع.

 خاتمة…

عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هو رمز للعدالة والشجاعة والإصلاح في التاريخ الإسلامي. تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقاد الأمة الإسلامية بحكمة ورؤية استثنائية.

خلال فترة حكمه، توسعت الدولة الإسلامية بشكل كبير، فُتحت بلاد الشام والعراق ومصر وفارس، مما أدى إلى تعزيز الإسلام ونشره في مناطق واسعة من العالم. عُرف عمر بقراراته العادلة وإصلاحاته الاجتماعية والإدارية، التي أثرت بشكل كبير في تطور الدولة الإسلامية.

ومن أبرز سماته عدله وحكمته، فقد عُرف بقولته الشهيرة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"، وكان دائمًا يعمل على تحقيق العدل والمساواة بين جميع الناس. اهتمامه برعاية حقوق الفقراء والمساكين والأقليات يعكس عمق إيمانه بمبادئ الإسلام.

استشهاده على يد أبو لؤلؤة المجوسي في المدينة المنورة عام 644 ميلادي كان خسارة كبيرة للأمة الإسلامية. ترك خليفة المؤمنين إرثًا عظيمًا وسيرة ناصعة، تُدرَّس وتُستَذكَر حتى اليوم كنموذج للحاكم العادل والقائد الفذ.

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

7

followers

34

followings

61

similar articles