الدعوة إلى الله وأهميتها
إن الواقع الحالي يفتقر كثيرا لما يعرف بالدعوة إلى الله، لما تكمن فيها من أسرار استقامة الحال بالنسبة للفرد والمجتمع. علاوة على ذلك فإن سمة الدعوة إلى الله ليست مقتصرةعلى فئة أو طائفة معينة، فهى من واجبات كل فرد في مجتمعه كل في مجاله. ورغم ذلك فالدعوة تتفرع وتتعدد أشكالها. فهناك دعوة إلى كلام الله وهناك دعوة إلى سنة رسول الله وهناك دعوة إلى العلوم بكافة أنواعها. إلا أن الصورة الشاملة لمسمى الدعوة هى الدعوة إلى الإسلام، وهى رسالة الأنبياء والمرسلين.
شروط الداعي
١/أن يكون عارفا بكتاب الله وسنة رسوله فاهما لما يدعو إليه قادرا على اقناع المدعوين والأخذ بأيديهم للطريق الصحيح المستقيم.
٢/أن يكون أهلا للأقتداء لمن حوله من المدعوين، لا سيما وهو سبب من اسباب الهداية من الخالق لعبيده.
٣/أن يكون قائما على حدود الله ملتزمًا للأوامر مجتنبا للنواهي، فهو أحرى بقبول دعوته، بخلاف من تخالف أقواله أفعاله فدعوته لا جدوى منها غالبا.
٤/التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة، فالحكمة هى مفتاح رئيسي للوصول لقلوب وعقول المدعوين، والإذعان لدعوة الله. وقد قال تعالى (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
٥/الحكم بين الناس بالعدل وعدم اتباع الهوى في سبيل الدعوة إلى الله، وقد قال الله (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)
مجالات الدعوة إلى الله
-الدعوة إلى آيه من كتاب الله :وذلك يتضمن
بيان معناها وشرائط تطبيقها ومناسبة نزولها وتدبر معناها ثم أسس تبليغها وأسباب نزولها.
-الدعوة إلى حديث نبوي : وهو يتضمن بيان صحته من ضعفه ومناسبه نزوله وشرحه وبيان مدى قوته أو ضعفه متنا وسندا والوقوف على حدوده.
-الدعوة إلى العلوم بكافة أنواعها لا سيما علوم الشريعة وذلك يتضمن ويتطلب عدة مهارات من فهم ودراسة وحفظ ثم تطبيق.
أساليب ومناهج الدعوة إلى الله
أولا :المنهج العقلي وهو منهج يعتمد على اقناع المدعوين واقتناعهم وبيان الحكمة من وراء كل أمر أو نهى.
ثانيا :المنهج العاطفي :وهو يعتمد على تقريب الداعي من قلوب ونفوس المدعويين من خلال التيسير عليهم واختيار من الأحكام ايسرها وتطبيقها على الوقائع والأحداث.
ثالثا : المنهج الفطري وهو قائم على ما تقتضيه الفطرة وما ترجحه بديهه العبد المسلم، واقرب ما يوضح هذا المنهج حديث.
(البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في الصدر وتردد في النفس وان افتاك الناس وافتوك)
ثم المنهج الحسي وهو المنهج التجريبي.