سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمرود الظالم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين…
النمرود يعتقد نفسه آله
كان النمرُود ملك بابل وكان فى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام يحاول أن يصدهم عن ذلك وأن يرشدهم إلى الطريق الصحيح وهو عبادة الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد، ولكنهم كانوا يعرضوا عنه ويعاندوه ويكفروا بما جاء به، وكان النمرود يملك كل شيئ حتى الطعام و الشراب فكان الناس يذهبون إليه ليحصلوا عليه منه، فكان كلما يأتيه شخص يقول له من ربك أتؤمن إنى ربك؟
فيقول له هذا الشخص المحتاج للطعام والشراب نعم أؤمن أنك كذلك، فيعطيه الطعام والشراب.
النمرود يتحدى الله عز وجل وسيدنا إبراهيم عليه السلام
وفى يوم ذهب سيدنا إبراهيم عليه السلام ليحصل على الطعام والشراب والثمار فرآه النمرود وسأله من ربك؟
فأجابه سيدنا إبراهيم عليه السلام بثقة وقوة ربى الله الذى يحيى ويميت، فقال النمرود بكل تكبر وغرور بأنه هو الذى يحيى ويميت، فقال له سيدنا إبراهيم عليه السلام كيف تُحيى وتُميت؟
فقال النمرود بأنه يعفو عن من يريد ويقتل من يُريد، وأمر النمرود برجلين حُكم عليهما بالموت فأمر بالعفو عن أحداهما وأمر بقتل الآخر، فقال لسيدنا إبراهيم عليه السلام أرايت ها أنا أحييت أحداهما و أمت الآخر و بذلك فأنا أُحيى وأُميت.
فقال له سيدنا إبراهيم عليه السلام: إن كنت صادقاً فأحيى الذى قتلته ، فصمت النمرود لوهله ثم قال لسيدنا إبراهيم عليه السلام وماذا يفعل ربُك أيضاً؟
وهنا لم يطل سيدنا إبراهيم عليه السلام فى الحوار معه ثم قال له إن الله تعالى يأت بالشمس من المشرق فإذا كنت رباً كما تدعى فأت بها من المغرب، فسكت النمرود ولم يستطع الإجابة على سيدنا إبراهيم عليه السلام وتبين أمام قومه عجزه وخداعة وضلاله للناس.
وخرج سيدنا إبراهيم عليه السلام من عنده دون أن يأخذ طعاماً وشراباً إلى أهله، وفى طريق عودته إلى أهله مر على كثيب من الرمل فقال: ألا آخذ من هذا الرمل فآت به أهلى فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم، فأخذ منه وأتى اهله و وضع متاعه ثم نام، فقامت زوجته لتجد فى متاعه أطيب أنواع الطعام و الثمار و الشراب وصنعت له منه وقدمته إليه فقال: من أين هذا؟
فقالت: من الطعام الذى جئت به، فعلم أن الله رزقه فحمد الله.
إصرار النمرود على الكفر وهلاك الله تعالى
وبعد ذلك بمدة من الزمن بعث الله سبحانه وتعالى للنمرود ملكاً يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم الثالثة فأبى عليه وقال: إجمع جموعك وأجمع جموعى.
فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليهم البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم ومن كثرتها أكلت لحومهم وشربت من دماءهم، ولم يبقى منهم إلا العظام، ودخلت واحدة فى أنف النمرود ثم إلى دماغة وظلت فى رأسه فلا يهدأ إلا ضُرب بالمطارق على رأسه وظل النمرود يبكى ويتعذب من البعوضة و طنينها يوماً بعد يوم وكان يطلب من جنودة أن يضربوه بالمطارق المصنوعة من الحديد على رأسه وظل يتعذب لسنوات طويلة، ويُقال أنها أربعمائة سنة و هى نفس عدد السنوات التى حكم فيها مملكته حتى أهلكه الله عز وجل بهذه البعوضة.
تمت بحمد الله تعالى وفضله
اللهم بارك ووفق كل من قرأ وشارك فى نشر هذه القصة وأجعلها صدقة جارية فى ميزان حسناته
