أقوى رجل فى التاريخ وفارس ليس له نظير
فارس ليس له نظير، أعظم الابطال والفارسان على الاطلاق، وكما قيل: “ليس هناك شجاع الا وقد أحصيت له فرّه وحفظت عنه جولة” الا هذا الفارس.
فمن تتصور ان يكون هذا الفارس الشجاع والبطل المغوار؟ تابع القراءة وسوف تعرف.
فارس لم يفر ابدا من أرض المعركة، وما تراجع خطوة واحدة حين يشتد القتال، تقوم الحرب وتشهر السيوف ويدور كأس المنايا على النفوس، فيكون هذا الفارس فى هذه اللحظات العصيبة أقرب اصحابه من الخطر لا يكترث بعدوّه ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه، قد حضر المواقف الصعبة وفرّ عنه الرماة والفرسان والشجعان غير مره وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يتزحزح من مكانه، ان كان علي بن أبى طالب وخالد بن الوليد من اشجع الفرسان فقد تعلموا منه، فهو للشجاعة والرحمة خير عنوان، هذا الفارس المغوار والبطل الشجاع هو رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر، وهو بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن عدنان (صلوات الله وسلامه عليه).
فما هى الشجاعة والمواقف التى أثبت النبى شجاعته من خلالها؟
الشجاعة هى من افضل واقوى الصفات التى يتسم بها الرجال فهى عنوان القوة وعليها مدار اعزاز الامة، والمؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف( وفى كل خير )، فالشجاعة صفة لا يتحلى بها الا الاقوياء الذين لا يهابون الخوف ولا يجعلون الخوف والضعف مبدأهم ودينهم، ولقد كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) من اشجع الناس حيث فرت منه جيوش الاعداء وقادة الكفر فى كثير من المواجهات الحاسمة، وكان يتصدر النبى المواقف والمصاعب بقلب ثابت وايمان راسخ، ويؤكد ذلك أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) بما حصل لأهل المدينة يوما حين فزعوا من صوت عال وارادوا ان يعرفوا مصدر هذا الصوت، وبينما هم كذلك اذ أقبل عليهم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) على فرس ورافعا سيفه الى السماء قائلا: “لم تراعوا…لم تراعوا” أى لا تخافوا ولا تفزعوا، فهذا الموقف يبين شجاعته ( صلى الله عليه وسلم ) حيث انه خرج قبل الناس ليعرف ما فى الامر ويطمئنهم ويهدئ من روعهم، ويؤكد ما سبق موقفه حين تآمر اهل قريش على قتله، وأعدوا القوة والرجال لذلك حتى احاط بمنزله قرابة الخمسين رجلا، فثبت عندها رسول الله ولم يصبه الخوف بل نام ولم يهتم لشأنهم وخرج عليهم فى منتصف الليل بكل شجاعة واضعا التراب على وجوههم وماضيا فى طريقة وتاركا على بن أبى طالب مكانه، ويجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) والمشركون حول الغار، وهو يقول لأبي بكر بشجاعة الواثق من كلامه:" لا تحزن ان الله معنا “، وصارع رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) ذات مره ركانه المعروف بقوته وشدته فى القتال فقاتله رسول الله وغلبه، فأى شجاعة وقوة كان يمتلكها رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) وفى رواية ان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) صارع ركانه وكان شديدا فقال ركانه: ”شاة بشاة" فصارعه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وغلبه، فقال ركانه: “عاودنى فى أخرى” ثم صرعه مرة اخرى فقال عاودنى، فعاوده النبي وغلبه، فقال الرجل:" ماذا أقول لأهلى؟ شاة اكلها الذئب، وشاة نشذت، فما اقول فى الثالثة؟!" فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ):" ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك"، وكانت المصارعة فى كل مرة على مائة من الغنم، فلما صرعه النبى( صلى الله عليه وسلم ) قال ركانه:" ما وضع ظهرى الى الارض احد قبلك، وما كان احد أبغض الىّ منك، وأنا أشهد الا اله الا الله وانك رسول الله" ، فقام عنه الرسول( صلى الله عليه وسلم ) وردّ عليه غنمه.
وكانت هذه عزيزى القارئ مجرد أمثلة قليلة لشجاعة وبساله رسولنا( صلى الله عليه وسلم ).
قراءة ممتعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.