ثلاثة ابتلاهم الله بالنعمة ... فماذا فعلوا ؟؟

ثلاثة ابتلاهم الله بالنعمة ... فماذا فعلوا ؟؟

0 المراجعات

📜 قصة الأبرص والأقرع والأعمى – كما رواها النبي ﷺ

في قديم الزمان، كان في بني إسرائيل ثلاثة رجال ابتُلوا بأنواع مختلفة من العلل:

أحدهم أبرص: يعاني من مرض جلدي يُنفّر الناس منه.

والثاني أقرع: فقد شعر رأسه تمامًا، فكان الناس يعيبونه.

والثالث أعمى: لا يبصر، لا يرى جمال الدنيا ولا طريقه.

أراد الله ﷻ أن يختبرهم، هل يكونون من الشاكرين إذا رُفعت عنهم ابتلاءاتهم؟
فأرسل إليهم ملكًا في هيئة رجل، يزورهم واحدًا تلو الآخر...


👤 أولًا: الأبرص

اقترب الملك من الأبرص وسأله بلطف:
"ما أحبّ شيء إليك؟"
قال: "لونٌ حسن، وجلدٌ حسن، ويذهب عني ما قَذِرَني الناس منه".
فمسحه الملك، فشفاه الله، وزالت عنه علّته، وأصبح ذا بشرة حسنة.

ثم سأله الملك:
"وأي المال أحب إليك؟"
قال: "الإبل".
فأُعطي ناقة عشراء (حامل)، وقال له الملك: "بارك الله لك فيها".


👤 ثانيًا: الأقرع

ثم أتى الملك إلى الأقرع، وسأله نفس السؤال.
قال الأقرع: "شعرٌ حسن، ويذهب عني ما قَذِرَني الناس منه".
فمسحه، فأنبت الله له شعرًا حسنًا.

ثم سأله:
"وأي المال أحب إليك؟"
قال: "البقر".
فأُعطي بقرة حامل، وقال له الملك: "بارك الله لك فيها".


👤 ثالثًا: الأعمى

ثم أتى الملك إلى الأعمى، وسأله:
"ما أحبّ شيء إليك؟"
قال: "أن يرد الله إليّ بصري، فأبصر الناس".
فمسحه، فأبصر بإذن الله.

ثم سأله:
"وأي المال أحب إليك؟"
قال: "الغنم".
فأُعطي شاة والدة، وقال له الملك: "بارك الله لك فيها".


مرت السنوات، ونمت ثروات الثلاثة، وأصبحوا من أغنى الناس، وكل واحد منهم يمتلك واديًا من المال الذي يحب:

الأبرص يملك واديًا من الإبل،

الأقرع يملك واديًا من البقر،

والأعمى يملك واديًا من الغنم.


🔁 الاختبار الحقيقي

ثم جاء وقت الاختبار الثاني... ولكن هذه المرة لم يكن المرض أو الفقر، بل كان اختبارًا في النعمة نفسها.

عاد إليهم الملك، لكنّه جاء في هيئة رجل فقير، يطلب العون.


🔴 ذهب إلى الأبرص، وقال له:

"رجل مسكين، قد انقطعت بي السبل، ولا بلاغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك.
أسألك بالذي أعطاك هذا الجلد الحسن واللون الحسن والمال، أن تعطيني ناقة أتبلغ بها في سفري".

فردّ الأبرص بقسوة:
"الحقوق كثيرة، وأنا مشغول".

قال له الملك:
"كأنني أعرفك! ألم تكن أبرص فقيرًا فأعطاك الله؟"

فقال الأبرص: "إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر!"
(أي أنني غني من الأصل، ولم أكن يومًا فقيرًا).

فقال له الملك:
"إن كنت كاذبًا، فصيّرك الله إلى ما كنت"
فانقلب حاله، وعاد إلى مرضه وفقره.


🔴 ثم ذهب إلى الأقرع، وقال له مثل ما قال للأول.

فرد الأقرع بنفس الطريقة، وأنكر نعم الله عليه، وقال: "هذا المال ورثته عن آبائي".

فقال له الملك نفس الدعاء:
"إن كنت كاذبًا، فصيّرك الله إلى ما كنت"
فعاد أقرعًا فقيرًا كما كان.


🟢 وأخيرًا، ذهب إلى الأعمى، وقال له نفس الكلام.

فردّ الأعمى بتواضع وبكلمات خاشعة:
"قد كنت أعمى فردّ الله إليّ بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله"

(أي لا أمنعك من شيء، وخذ ما شئت من مالي، فهو لله).

فقال له الملك:
"أمسِك مالك، فإنما ابتُليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك"


العبرة من القصة

النعمة ابتلاء مثل الفقر والمرض، وقد يُظهر الشكر أو الجحود.

الأعمى لم ينسَ فضل الله عليه، فشكر وأنفق، فرضي الله عنه.

أما الآخران، فقد أنكرا المعروف، فعاد الله بهما إلى ما كانا عليه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة