السيرة النبوية ( بناء الكعبة المشرفة)

السيرة النبوية ( بناء الكعبة المشرفة)

0 المراجعات

خروج النبي إلى الشام وشهوده بنيان الكعبة:-

 

حينما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام، ، خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام حتى وصل إلى بصرى فرآه بحيري الراهب فعرفه بصفته فجاء وأخذ بيده، وقال: هذا سيد العالمين، رسول ،رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين. فقالوا له: من أين علمت هذا؟ قال: إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا، ولا يسجد إلا لنبي، وإنا نجده في كتبنا. وقال لأبي طالب: لئن قدمت به الشام لتقتلنه اليهود. وسأله أن يرده خوفا من اليهود فرده.
ثم خرج صلى الله عليه وسلم،  إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها في تجارة لها قبل أن يتزوجها، فلما وصل الشام نزل تحت ظل شجرة قريبا من صومعة لنسطور الراهب، فقال: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. وقال لميسرة، أفي عينيه حمرة؟ قال، نعم لا تفارقه. قال: هو نبي، وهو آخر الأنبياء  
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلعته، فوقع بينه وبين رجل خلاف ، فقال،احلف باللات والعزى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما حلفت بهما قط، إني لأمر فأعرض عنهما. فقال الرجل، القول قولك: ثم قال لميسرة: هذا - والله - نبي تجده أحبارنا مكتوبا في كتبهم. وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظللان رسول الله صلى الله عليه وسلم،من الشمس، فوعى ذلك كله ميسرة. وكان قد ألقى الله عليه المحبة من ميسرة، وكان كأنه عبدا له. وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يكسبون، فلما رجعوا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم،مكة رأته خديجة وهو على بعيره، وملكان يظلانه، فأرته نساءها فعجبن لذلك، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأخبرها بما ربحوا في وجههم ذلك، فسرت به، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت. فقال ميسرة: قد رأيت هذا منذ خروجنا من الشام. وأخبرها بما قال نسطور الراهب، وبما قال غيره.

اجتماع قريش لبناء الكعبة المشرفة:-

 

ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، وقيل: خمسا وعشرين، اجتمعت قريش لبناء الكعبة، والذي حملهم على ذلك أن باب الكعبة كان بالأرض، وكان السيل يدخل من أعلى مكة حتى يدخل البيت، فتصدع، وسرق طيب الكعبة، فخافوا أن ينهدم البيت. ويروي أن سبب انهدامها أن امرأة جاءت بمجمرة تجمر الكعبة، سقطت منها شرارة فتعلقت بكسوة الكعبة فاحترقت، ولما أجمعوا على هدمها قال بعضهم،لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ما لم تقطعوا فيه رحما . ولم تظلموا فيه أحدا. فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها، وأخذ المعول، ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول، اللهم لم ترع إنما نريد الخير. فهدم وهدمت قريش.
ثم أخذوا في بنائها، فلما انتهوا إلى حيث يوضع الركن من البيت قالت كل قبيلة،نحن أولى بوضعه. واختلفوا حتى هموا بالقتال، وقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي على الموت، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا " لعقة الدم " واتفقوا على أن يجعلوا بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة، يقضي بينهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أول من دخل من باب بني شيبة، فلما رأوه قالوا: هذا الصادق الأمين، قد رضينا بما يقضي بيننا، ثم أخبروه الخبر، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم،رداءه، وبسطه في الأرض، ووضع الركن فيه، ثم قال لهم  " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيده الطاهرة، ثم بنوا عليه، حتى انتهوا إلى مكان الخشب، فكان خمسة عشر جائزا سقفوا البيت عليه، وبنوه على ستة أعمدة، وأخرجوا الحجر من البيت. وقيل أن ارتفاع الكعبة كان من عهد إسماعيل تسعة أذرع، ولم يكن لها سقف، فلما بنتها قريش زادوا فيها تسعة أذرع، ورفعوا بابها عن الأرض، ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا.

المصدر: المختصر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

16

متابعين

72

متابعهم

155

مقالات مشابة