السيده ماريه القبطيه ام المؤمنين رضى الله عنها
ماريه بنت شمعون ام المؤمنين (رضى الله عنها) بعد اتفاق الرسول صلى الله عليه واله وسلم على صلح الحديبيه عام 6 هجريه الموافق 627 ميلاديه رأى رسول الله صل الله عليه واله وسلم انه قد أن له أن يرسل الي ملوك وامراء العالم يدعوهم للدخول في الدين الجديد , فبعث كتبا إليهم في ما بين العامين 627 م و629 م وختمها بخاتمه علي ما جرت عليه عادة أهل الشرق وكان نقش الخاتم محمد رسول الله وكانت الكتب جميعها تدعو الي الدخول في الإسلام وان محمد عبد الله ورسوله .وأرسلت هذه الكتب الي أمراء اليمن وعمان واليمامة والبحرين والى الحارث ابن أبي شمر الغساني أمير العرب علي حدود الشام والي المقوقس عظيم القبط حاكم الإسكندرية ونائب القيصر الروماني في مصر والى كسري ملك فارس والى هرقل قيصر روما رد بعضهم رداً حسنا مثل امير اليمامة وامير البحرين والأخر رد ردأ فاحشاً مثل امير اليمن وامير عمان وأما عظيم القبط أي يقصد به المقوقس . وكان حامل كتاب رسول الله الى المقوقس الصحابى حاطب بن ابي بلتعة اللخيمي . و كان المقوقس هو الوالي البيزنطي الذي أذل المصريين الأقباط ولم يكن مصرياً على الإطلاق بل كان من بلاد القوقاز، والدليل على ذلك ان لقبه المقوقس او المقوقز أي صاحب العين المقوقزة مثل بلاد القوقاز وفي الحقيقة انه أحد القادة المحاربين في اسيا وقد جلبه هرقل اثناء حروبه ومعاركه في اسيا وعينه هرقل واليا على مصر . استقبل المقوقس سفير الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) واكرم وفادته وقرأ الرساله وتفهم مضمونها ورد عليها رد جميل فى صورة هديه ننكون من جاريتين هما مارية واختها سيرين بنتا رجل قبطى موحدعالى المقام على مذهب اسقف الاسكندريه عبد الله أريوس ( يعتبر الاسقف عبد الله أريوس امام الموحدين فى المسيحيه واتباعه من الموحدين يدعون بالاريسيين نسبة اليه وهم من خصهم رسول الله فى رسالته الى هرقل عظيم الروم بانه عليه حق الاريسببن عند عدم ايمانه بما جاء فى الرساله ) وشمعون هذا والد كل من ماريه وسيرين من صعيد مصر. ميلاد السيده ماريه : وُلدت مارية بقرية تدعى حَفن تقع على شرق النيل في صعيد مصر، وقضت فيها طفولتها وكانت أمها روميّة، فلما شبت انتقلت مع أختها سيرين إلى قصر المقوقس بالإسكندرية. وقرية حفن هي موطن مارية وأختها وعائلتها وكانت حسنة البساتين والمتنزهات كثيرة التمر والفواكه وعندما أرسل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إلى المقوقس (قيرس) عظيم مصر رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام كان المقوقس وقتها سارقاً لجزية مصر والتي من المفروض أن يرسلها إلى هرقل الإمبراطور البيزنطي وكان يريد أن يصادق القوة الجديدة النامية في الجزيرة العربية حتى يظل والياً على مصر فكانت هديته لـ رسول الله محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) صاحب الشريعة الإسلامية كما رواها محمد بن جرير الطبري فى كتابه الشهير (تاريخ الامم والملوك) وكذلك ما جاءفى كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي أن الحسن بن علي رضي الله عنه كلمه معاوية بن أبي سفيان لأهل حفن، وهي قرية من قرى مصر في هذه القرية ولدت مارية، لما جاء عبادة بن الصامت إلى مصر، وفتحها أعفى هذه القرية من كل خراج عليها إكراماً لزوجة الرسول ام ابنه ابراهيم عليه السلام السيده مارية القبطية . قبل رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) الهدية ولما حضرت السيده ماريا واختها سيرين امام الرسول تحدث معهم عن نبى الله عيسى ابن مريم عليه السلام وعقيدة التثليث والوهية المسيح التزمت سيرين الصمت واجابته السيده ماريا بانهم بنتا رجل كريم رباهم على التوحيد وان المسيح رسول الله الى بنى اسرائيل اعجب الرسول برد السيده ماريا واستحسن قولها وغزارة علمها فى العقيدة المسيحيه وخصها لنفسه (صلى الله عليه واله وسلم) ووهب اختها سيرين الى شاعره حسان بن ثابت فولدت له ابنه عبد الرحمن بن حسان . وكان رسول الله يبدى اهتمام بالسيده ماريه خلافا عن باقى زوجاته وذلك لو فرة علمها ورجاحة عقلها وسمو قولها . وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في العالية في الشمال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم عليه السلام . ادى اهتمام الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) بالسيده ماريه الى حقد وغيرة ام المؤمنين عائشة حيث قالت فى حديث لها( قالت ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة-فأعجب بها رسول الله ) . وفى الحقيقه ان رسول الله لم يكن يعير للجمال اهتمام وان جميع زوجاته على قدر بسيط من الحسن وبالاخص عائشه . انما كان يجذبه فى السيده ماريه صفاتها السابق ذكرها . وتكمل ام المؤمنين عائشه وتقول ( أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا العالية بِالْقَفِّ، فِي الْمَكان الذي يقال له اليوم مشربة مشربة أم إبراهيم وَكَانَتْ لها قِطْعَةً مِنْ غَنَمٍ صَارَتْ تَرْعَاهَا بِالْقَفِّ، وَكَانَتْ تُؤْتَى بِلَبَنِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فَتَشْرَبَ مِنْهُ وَلِقَاحٌ بِذِي الْجَدرِ تَرُوحُ عَلَيْهَا، ) ومن الجدير بالذكر ان تلك المنطقة التي يشار اليها كانت تتميز بأنها ارض خضراء وباحتوائها على النخيل وبئر مياه وذلك بعكس طبيعة الجزيرة العربية الصحراوية وقد اختار الرسول(صلى الله عليه وأله وسلم) ذلك المكان لما له من تشابه للطبيعة المصرية الخصبة والخضراء على جانبي النيل حتى لا تشعر مارية القبطية بالغربة والحنين الى بلدها الأصلي مصر . وتكمل عائشه حديثها وتقول ( وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين فحملت منه ووضعت هناك ابنها إبراهيم عليه السلام من رسول الله (سلى الله عليه واله وسلم) وذلك بعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء. ميلاد ابراهيم عليه السلام : وولدت مـارية في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية ، طفلاً جميلاً يشبه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وقد سماه إبراهيم، تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن فاشتدت غيره أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولداً ذكراً، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله (سلى الله عليه واله و سلم) وبولادة ابراهيم أصبحت مارية حرة وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية قال رسول الله (سلى الله عليه واله و سلم) : ((أعتقها لولدها)) . رضاعة ابراهيم عليه السلام : كان إبراهيم ابن الرسول (سلى الله عليه واله و سلم) مسترضعاً في عوالي المدينة . يعني مثلاً بيت النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) ، وابنه يرضع في بيت بمنطقة القدم بعيدًا في الطرف الثاني، وكان النبي ينطلق مع أصحابه فيدخل البيت الذي فيه ابنه إبراهيم، وكان ظئره يعني زوج مرضعته قيناً حداداً،والبيت كله دخان، فيأخذه فيقبله، ثم يرجع، قال الزبير: تنافست الأنصار فيمن يرضعه وأحبوا أن يفرغوا (مارية) للنبي فجاءت أم بردة بنت المنذرالأنصاري، زوج البراء بن أوس، فكلمت رسول الله (سلى الله عليه واله و سلم) في أن ترضعه، فكانت ترضعه بلبن ابنها، في بني مازن ابن النجار، وترجع به إلى أمه. وأعطى رسول الله ( صلى الله عليه واله و سلم) قطعة من نخل فناقلت بها إلى مال عبد الله بن زمعة. وتوفي إبراهيم عندها، فغسلته وحمل من بيتها على سرير. وفاة ابراهيم عليه السلام : عن يزيد بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحجاج بن أرطأة عن أبي بكر بن عمرو عن يزيد بن البراء عن أبيه قال قال لما توفي إبراهيم قال رسول الله إن له مرضعا في الجنة يتم بقية رضاعه . عاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية النبي ( صلى الله عليه واله و سلم) ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة ، وحزنت مارية رضي الله عنها حزناً شديداً على موت إبراهيم. حتى وفاتها . وفاة السيده ماريه القبطيه : عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.وتوفيت مارية سنة ست عشر في خلافة عمربن الخطاب قال الواقدي وابن جرير وغير واحد: ماتت مارية في المحرم سنة خمس عشرة فصلى عليها عمر ودفنها في البقيع وكذا قال المفضل بن غسان الغلابي، وقال خليفة وأبو عبيدة ويعقوب بن سفيان: ماتت سنة ست عشرة من الهجرة رحمها الله ، وصلى عليها عمر بن الخطاب وكان يجمع الناس لشهود جنازتها ودفنت بالبقيع رضى الله عنها وارضاها . ( م . ق . م )