فريضة الحج بين وباء كورونا وتحجر الفكر الاسلامى
فريضة الحج بين وباء كورونا وتحجر الفكر الاسلامى للعام الثانى على التوالى لم يستطيع المسلمون بالقيام باداء فريضة الحج لهذا العام وذلك لتفشى وباء فيرس كوفيد 19 او ما يعرف بوباء كرونا عالميا مما ادى الى اتباع تعليمات مشدده من قبل منظمة الصحه العالميه لكبح وايقاف انتشار هذا الوباء واتباع التعليمات الصحيه بالتباعد وعدم الوجود فى اماكن مزدحمه بقدر المستطاع . ويعتبر موسم الحج مثال واضح على شدة الازدحام . اذ يحشر قرابة 3 مليون انسان من كل الاجناس والقوميات ومن كل فجا عميق فى مساحة ارض محدوده بحيث يكون هذا التكدس لهؤلاء الحجيج بمثابة بيئه مثاليه لانتشار هذا الوباء وعليه تم الغاء موسم الحج بناء على اتباع الاجراءات الصحيه والتباعد بقدر الامكان . ولكن السؤال الذى يطرح نفسه علينا جميعا وهوهل الله سبحانه وتعالى ما كان يعلم بذلك (معاذ الله عن هذا وهو علام الغيوب) ولم يبلغ به رسوله صلى الله عليه وأله وسلم لحشر هذا العدد الهائل من الحجيج فى مكان وزمان واحد ليخيرهم بين الاصابه بالوباء او عدم اداء فريضة الحج ؟ ام هذه الامور من اوبئه وامراض تنتقل عن طريق التزاحم وكذلك الاحداث الاخرى اخبر بها الله رسوله فى القرأن ليعلم به المسلمين جميعهم من علماء ومفسرين للقرأن والعوام من الناس اذا تدبروا أيات القرأن . يقول الله تعالى فى سورة البقره ( الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فأن خير الزاد التقوى يا أولى الآلباب ) (البقره : 197 ) . ولكن المتعارف عند المسلمين الحج عشرة ايام من اول شهر ذى الحجه وينتهى موسم الحج وينتظر المسلمين مدة عام كامل حتى يؤدوا فريضة الحج مرة اخرى لمن لم يؤديها . لكن الله سبحانه وتعالى يقول فى محكم أياته الحج اشهر معلومات وليست ايام معلومات فلماذا اختزل المسلمون الشهور الى ايام والسعه والبراح فى المكان والزمان الى حشر الناس ودفعهم قتل بعضهم البعض وهم يؤدون فريضه من اجل واعظم فرائض الدين مع العلم بأن اساس التشريع الاسلامى هو التيسير ورفع الحرج وحفظ النفس ورعاية الناس ولا يتأتى هذا مع حشر ملايين من الناس فى وقت ومكان واحد بحيث يموت كل عام منهم بالمئات بدون ذنبا ارتكبوه . والسؤال المطروح هل قال ائمة الدين الاسلامى والسلف الصالح ان الحج مدته اسبوع واحد فقط ام قالوا اشهر وليس مجرد ايام ؟ الواقع انهم قالوا ان موسم الحج اشهر وهى معلومات وانه يصح فيها اداء فريضة الحج . وهذا قول علماء المسلمين فى ذلك :
1 ـ يروى البخارى حديث ابن عمر " أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشرة أيام من ذى الحج " وقال ابن عباس " ومن السنة أن لا يحرم بالحج إلا فى أشهر الحج " ( البخارى 2/173 ) ويقول ابن كثير عن إختلاف المذاهب فى وقت الحج " بعضهم يرى بصحة الأحرام بالحج فى جميع شهور السنة ، وهذا مذهب مالك وأبو حنيفة وابن حنبل وإسحق بن راهوية والنخعى والثورى والليث بن سعد . وذهب الشافعى إلى أنه لا يصح الحج إلا فى أشهره واستدل بقوله سبحانه وتعالى " الحج أشهر معلومات " وبحديث جابر " لا ينبغى لأحد أن يحرم بالحج إلا فى أشهر الحج " ( تفسير ابن كثير 1/236 ، 235 ونفهم مما قالوه هؤولاء العلماء ان الحج عندهم اشهر وليس مجرد ايام . وانه يجوز الاحرام بفريضة الحج خلال تلك الاشهر المعلومات . وعليه فأن حشر الناس بالملايين فى مكان وزمان واحد وتعريض حياتهم للموت مما يتعارض ويتناقض مع الدين الاسلامى وحكمت التشريع فى التيسير على الناس وحفظ الانفس والارواح من الهلاك والموت بالاوبئه مثل وباء كرونا وما يستجد من سلالاته ومتحوراته الجديده وجميع الاوبئه التى تنتشر وتتفشى بين الافراد فى بيئة الحشر والازدحام . وكذلك الموت تحت الاقدام فى حالات التدافع والتزاحم فى اداء المناسك والطواف حول الكعبه مع العلم بأن مناسك الحج تحتاج الى عدة ايام اى انه ممكن ان تؤدى فريضة الحج اربع حجات على الاقل فى الشهر الواحد اى ان الملايين الثلاثه من الحجيج تقسم الى اربع اقسام بواقع 750 الف حاج فى المده الواحده خلال الشهر الواحد . تخيل اخى الكريم هذا العدد مقارنة بثلاث ملايين فى نفس المساحه والمكان والزمان اى حج بدون ازدحام او حشر او موت تحت الاقدام لذا يجب على علماء المسلمين الخروج من عقلية تحجر الفكر واتباع ما جاء فى القرأن واقوال المفسرين من السلف الصالح فى ما جاء فى مدة الحج وانه اشهر معلومات وليس عدة ايام فقط قبل ان تزداد الامورسوءا مع قادم الايام من انتشار الامراض والاوبئه وشراستها ويتحمل علماء الدين واصحاب الحل والعقد فى الاسلام مسئولية حفظ الانفس واللآرواح البريئه من الموت والهلاك . ( م . ق . م )