أسماء المدينة المنورة
أسماء المدينة المنورة
المدينة، وما أدراك ما المدينة ؟ ! منار الإسلام، ورايةُ الإيمان .. مأوى الرسول الكريم ، ومثواه ومسراهُ إلى الرفيق الأعلى، مختلف الملائكة ومهوى أفئدة العارفين والمسلمين، ومنشأ زعامة الصالحين في مشارق الأرض ومغاربها.
المدينة المنوّرة هي ثاني أقدس المدن عند المسلمين بعد مكة المكرمة، وتقع في الحجاز غرب المملكة العربية السعودية. ارتبط اسمها بالرسول محمد ﷺ، إذ كانت موطن هجرته ومكان استقراره بعد خروجه من مكة، ومنها انطلقت دعوة الإسلام إلى العالم.
وكانت تُعرف قبل الإسلام باسم يثرب، ثم غيّر النبي ﷺ اسمها إلى المدينة، ولقّبها بأسماء أخرى مثل طيبة وطابة. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأصبحت رمزًا للإيمان والهجرة والجهاد، حتى لُقبت بـ"دار الإيمان".
وتضم المدينة المنورة المسجد النبوي الشريف، ثاني أقدس المساجد عند المسلمين، وفيه قبر النبي محمد ﷺ، وقبور صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ويقصدها الملايين من المسلمين سنويًا للصلاة فيه وزيارة الروضة الشريفة.
إلى جانب المسجد النبوي، تحتوي المدينة على معالم تاريخية ودينية مهمة مثل مسجد قباء، وهو أول مسجد أُسس في الإسلام، ومسجد القبلتين الذي شهد حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة.
والمدينة المنورة ليست فقط مركزًا دينيًا، بل كانت مركزًا سياسيًا وإداريًا في صدر الإسلام. منها أُرسلت الجيوش لنشر الدعوة، وفيها كُتبت صحيفة المدينة التي تُعد من أوائل الوثائق الدستورية في التاريخ.
واليوم تُعد المدينة المنورة مدينة عصرية متطورة، تحافظ في الوقت نفسه على روحها التاريخية والدينية. فهي تستقبل ملايين الزوار والحجاج من مختلف بقاع العالم، وتبقى منارةً للعلم والإيمان، ورمزًا للوحدة الإسلامية عبر العصور.
وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا البلد الأمين وأهله فقال: " اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا .. ثم قال: والذي نفسي بيده ! ما من المدينة شِعب ولا نَقب إلا عليه ملكان يحرسانه".
وللمدينة أسماء عديدة ومتنوعة، وهذه الأسماء المتظافرة تدل على عظمة المدينة وشوكتها. ونكتفي هنا بذكر بعضا من أسماء المدينة، المنورة:
1-أَثْرِب: لغة في " يثرب" تنوب الهمزةُ عن الياء.
2-أرضُ الله: قال تعالى: (... ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ...) أرض الله: المدينة.
3-أرضُ الهِجْرَة: هي بلدة، هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة المكرمة إليها، وسُمِّي هؤلاء بـ (المهاجرين) والين احتضنوهم بـ (الأنصار).
ورد في الحديث النبوي كما نقله الطبراني في الأوسط حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المدينة قُبّة الإسلام، ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومبْوأ الحلال والحرام".
4-أَكَّالةُ القُرَى (أكالةُ البُلْدان): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرتُ بقرية تأكلُ القرى" أي: أمرتُ بالهجرة إليها واستيطانها.
لهذه الرواية وجهان: الوجه الأول: إن المدينة مركزا لجيوش الإسلام، وقد نصر الله دينه بأهلها، فمنها فتحت القرى، وغنمت أموالها وسباياها وأسراها. الوجه الثاني: كان أكل المدينة وقوتها من القرى المفتتحة، وهذه القرى تُماير الطعام وتسوق إليها غنمائها.
5-الإيمان: قال تعالى: ( والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم ..) سمى الله" المدينة" بالإيمان؛ لأن المدينة وأهلها كانوا مظهر الإيمان ومصيره.
6-البارَّة، البَرَّة: أي زيادة الخير والبركة . قال السمهودي: يقال للمدينة: البَّرةُ، منبع الأسرار، وإشراق الأنوار، وبها العيشة الهنيئة، والبركات النبوية.
7-البُحَيْرَة: تصغير البَحْرَةْ . ويقال: هذه بحرتنا أي أرضنا. قال القاضي أبو علي: البَحِيرة (بفتح الباء) مكبرة وهي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم.
8-البلاط: كل أرض فُرشت بالحجارة والآجر، أو الحجارة المفروشة في الدار ، والبلاطةُ الحمْراء: هي حجر يُسمَّى حجر السماق.
9-البَلَد: هو المدينة قال تعالى: ( لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد) . قال الواسطي: نحلف لك بهذا البلد الذي شرفته بمكانك فيه حياً، وبركتك ميتاً، يعني المدينة. ورجّح القاضي – عياض بن موسى اليحصبي السبتي – هذا القول، وإن اتفق أكثر المفسّرين على أن البلد في الآية المذكورة: مكة المكرمة.
10-قال صلى الله عليه وسلم:" إن الشياطين قد يسئت أن تعبد ببلدي هذا – يعني المدينة – وبجزيرة العرب، ولكن التحريش بينهم".
11-بيتُ رسول الله: عُبّر عن المدينة المنورة بالبيت في الآية الكريمة حيث قال تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون". نزلت في غزوة بدر، حينما كره الناس أن يخرجوا من المدينة لمحاربة المشركين، فأمر الله نبيه بالخروج من المدينة مع أنه صعب وكُره للمؤمنين.
12-التِّين: فاكهة معروفة يؤكل رطباً ويابساً، قال تعالى: ( والتين والزيتون * وطور سنين * وهذا البلد الأمين). قال أبو الحسن الأول في تفسير الآيات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شيء أربعة إلى أن قال: واختار من البلدان أربعة فقال تعالى: ( والتين والزيتون ...) فالتين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سنين: الكوفة، وهذا البلد الأمين: مكة".
13-جَزِيرةُ العرب: قال بعض العلماء في الحديث النبوي:" أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" المقصود بها هي المدينة.
14-الجُنَّة: وسيلة الوقاية والمحافظة على الشيء، والاسم مأخوذ عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحد حيث قال صلى الله عليه وسلم:" أنا في جُنَّةٍ حصينة" وأراد صلى الله عليه وسلم بها " ا لمدينة".
15-الحَرَم: قال صلى الله عليه وسلم:" إنها حرمٌ آمنٌ".
16-دارُ الأبرار: بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة واستقر فيها، اجتمع المهاجرون والأنصار وازدادوا يوما بعد يوم خصوصا في السنة السابعة من الهجرة – حينما فتحت قلاع خيبر – فخرجت المدينة من جاهليتها السابقة وأصبحت دار الأبرار.
17-دار الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم:" المدينة قبة الإسلام، ودار الإيمان ..".
18-ذاتُ النَخْل: لاشتمال المدينة على نخيل كثيرة كما نشاهدها، ومن ثمّ جرى هذا الاسم على لسان" ابن التوأم الحميري" و" عمران بن عامر" بدلا عن المدينة.
19-سيدةُ البُلْدان: المدينة هي أفضل بقاع الأرض بعد مكة المكرمة؛ لأنها مدفن سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
20-الشافية: سميت بهذا الاسم لقول صلى الله عليه وسلم:" تُرابُها شِفاء من كل داء".
21-طِبَابَا: قال ياقوت الحموي: طِبَابَا من أسماء المدينة حيث يطلق على الأرض المستطيلة، وأيضاً على الطريق والثوب وغيره، فإن المدينة سميت بذلك لأنها كذلك.
22-العاصِمة: سميت بذلك لأن المدينة عصمت المهاجرين من كيد المشركين . وهي حصن الإسلام والمسلمين.
وقيل : معنى العاصمة المعصومة، لعصمتها قديماً بجيوش موسى وداود عليهما السلام حيث إنهم مبعوثون إلى من كان فيها من الجبابرة، أو لعدم دخول الطاعون والدّجال فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله".
المرجع:
ميقات الحج ، أحمد زماني، الجزء الثالث ، ص ص : 229-257
