
القرآن الكريم كتاب الله الخالد
القرآن الكريم: كتاب الله الخالد
القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز، أنزله على خاتم الأنبياء محمد ﷺ ليكون هدى ونورًا ورحمة للعالمين. نزل باللغة العربية على مدار 23 سنة، عن طريق الوحي جبريل عليه السلام، وهو آخر الكتب السماوية وخاتمتها، محفوظ بحفظ الله من التحريف والتبديل، كما قال تعالى:
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" [الحجر: 9].
يتكوّن القرآن من 114 سورة، منها ما نزل في مكة ويُسمى بالسور المكية، ومنها ما نزل في المدينة ويُسمى بالسور المدنية. تتناول سور القرآن مواضيع متعددة تشمل العقيدة، والعبادة، والمعاملات، والأخلاق، والقصص، والمواعظ، والأحكام الشرعية التي تنظم حياة الإنسان.
---
معجزة الإسلام الخالدة
أعظم ما في القرآن الكريم أنه معجزة لغوية وعلمية وتشريعية. فهو يتميز ببلاغة لا مثيل لها، أعجزت العرب رغم فصاحتهم عن الإتيان بمثله. وقد تحدّاهم الله في أكثر من موضع أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا.
أما من الناحية العلمية، فقد ذكر القرآن العديد من الحقائق الكونية والعلمية قبل أن يكتشفها العلم الحديث، مثل مراحل خلق الإنسان، وتكوين الجنين، وتعاقب الليل والنهار، واتساع الكون، وغيرها من الآيات التي تدل على أن مصدر هذا الكتاب هو الله الخالق العليم.
---
القرآن في حياة المسلمين
القرآن الكريم يحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم. يتعبد الناس بتلاوته، ويستمعون إليه بخشوع في المساجد والمناسبات، ويحفظه الأطفال والكبار في جميع أنحاء العالم. وهو يُقرأ في الصلوات، ويُتلى في البيوت، ويُدرّس في المدارس والمعاهد، ويُستعمل كدستور إلهي لتنظيم حياة الفرد والمجتمع.
كذلك، فإن للقرآن تأثيرًا نفسيًا وروحيًا عميقًا، حيث يشعر القارئ بالطمأنينة والسكينة. يقول الله تعالى:
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: 28].
---
منهج حياة
القرآن ليس فقط كتابًا يُقرأ في المناسبات، بل هو منهج كامل للحياة. يدعو إلى عبادة الله وحده، وينظم علاقة الإنسان بربه وبالناس، ويحث على القيم النبيلة مثل:
الصدق
العدل
الرحمة
التعاون
حفظ الحقوق
كما يرشد إلى تجنب الكذب، والظلم، والحسد، وسوء الظن، وسائر الأخلاق المذمومة.
---
خاتمة
القرآن الكريم هو أعظم نعمة أنزلها الله على عباده، من تمسك به نجا، ومن أعرض عنه ضلّ. هو النور الذي يضيء طريق المؤمن في الدنيا، والزاد الذي ينفعه في الآخرة. لذلك، يجب علينا أن نقرأ القرآن بتدبر، ونعمل بما فيه، ونجعله رفيقًا لنا في كل وقت.
نسأل الله أن يجعل القرآن الكريم نور قلوبنا، وربيع صدورنا، وجلاء أحزاننا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.